حماس توافق على إطلاق 10 رهائن ونتنياهو وترامب يبديان تفاؤلها بشأن هدنة في غزة قريبا

أعلنت حركة حماس الأربعاء أنّها وافقت على إطلاق سراح 10 رهائن محتجزين في غزة، بعدما أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الامريكي عن تفاؤلهما بشان التوصل إلى اتفاق هدنة في القطاع.
وقالت حركة حماس في بيانٍ لها: "رغم صعوبة المفاوضات حول بعض القضايا بسبب تعنّت الاحتلال، فإننا نواصل العمل بجدية وبروح إيجابية مع الوسطاء (قطر، الولايات المتحدة، ومصر) لتذليل العقبات".
وأضاف البيان: "وفي إطار حرصها على إنجاح المساعي الجارية، أبدت الحركة المرونة اللازمة ووافقت على الإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين".
ومن أصل ٢٥١ رهينة أُسروا خلال هجوم حماس في عام ٢٠٢٣، لا يزال ٤٩ محتجزين في غزة، بينهم ٢٧ أعلنت إسرائيل مقتلهم.
وأوضحت حماس أن "النقاط الجوهرية لا تزال قيد التفاوض، وعلى رأسها تدفّق المساعدات الإنسانية، وانسحاب الاحتلال من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار".
– "فرصة جيدة" –
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" بعد لقائه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في واشنطن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نعم، أعتقد أننا نقترب من التوصل إلى اتفاق. هناك فرصة جيدة لتحقيقه".
ويواصل ترامب الضغط على نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، خلال مؤتمر صحافي في براتيسلافا مع نظيره السلوفاكي، إن "إسرائيل جادة في رغبتها التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار. وأعتقد أن ذلك ممكن. وإذا تم التوصل إلى هدنة مؤقتة، سنواصل التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار".
من جانبه، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، الأربعاء، "توفر الظروف" للتوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عن الرهائن في قطاع غزة.
وقال في خطاب متلفز: "لقد حققنا إنجازات مهمة، وألحقنا أضرارًا كبيرة بحكم حماس وقدراتها العسكرية. وبفضل القوة العملياتية التي أثبتناها، باتت الظروف مهيأة للمضي قدمًا في اتفاق".
وخلال اجتماعين له مع ترامب، أكد نتنياهو تمسّك إسرائيل بالسيطرة الأمنية "الدائمة" على قطاع غزة.
لكن حركة حماس تصرّ على الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع، وضمان وقف دائم لإطلاق النار، واستئناف توزيع المساعدات الإنسانية من قِبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها.
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد أعرب الثلاثاء عن أمله في التوصل إلى اتفاق بين الطرفين "بحلول نهاية الأسبوع" يشمل هدنة لمدة ٦٠ يومًا والإفراج عن الرهائن، في حين أكدت قطر أن النقاشات "تحتاج إلى وقت".
وقد انطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين مساء الأحد في الدوحة، لكنها لم تُسفر حتى الآن عن اختراق حقيقي.
وتنص مسودة الاتفاق، بحسب ويتكوف، على تسليم ١٠ رهائن أحياء وجثامين ٩ آخرين.
– "المجازر مستمرة" –
ميدانيًا، يستمر القصف الإسرائيلي على غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت حصار شامل فرضته إسرائيل منذ أكتوبر ٢٠٢٣، وتعرضوا مرارًا للنزوح.
واستُشهد ٢٢ فلسطينيًا على الأقل يوم الأربعاء جرّاء الغارات الإسرائيلية، بينهم عشرة في مخيم الشاطئ شمال القطاع، بينهم ستة أطفال، وفقًا للمتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل.
كما تضرّرت خيام نازحين في منطقة المواصي جنوب القطاع. وقالت أم أحمد: "نحن متعبون جدًا. يتحدثون يوميًا عن وقف إطلاق النار، لكن المجازر مستمرة".
وأكد الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس أنه يُجري تحقيقًا بشأن المعلومات التي قدّمها بصل.
ونظرًا للقيود التي تفرضها إسرائيل على وسائل الإعلام، وصعوبة التنقل داخل القطاع، فإن وكالة فرانس برس غير قادرة على التحقق بشكل مستقل من صحة هذه التصريحات.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده في خان يونس خلال تصديه لمسلحين خرجوا من نفق وحاولوا أسره.
وكان هجوم حماس على جنوب إسرائيل في ٧ أكتوبر قد أسفر عن مقتل ١٢١٩ شخصًا، غالبيتهم من المدنيين، وفق أرقام رسمية إسرائيلية استندت إليها وكالة فرانس برس.