تطورات خطيرة في غزة: تصاعد الضغوط الأمريكية على حماس والمطالب الملحة للتسوية
أكد خبیر إيرانی أن الوضع الميداني في غزة يشكل تحديا حقيقيا أمام حركة حماس، وسط تصاعد الضغوط الأمريكية غير المسبوقة التي تهدف إلى فرض شروط حاسمة.
أكد قاسم محبعلي، المدير العام السابق لمنطقة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية، في تصریح لوكالة "إيلنا" أن الوضع الميداني الحالي في غزة يشكل نقطة محورية لفهم رد حركة حماس على خطة ترامب. وأشار إلى الحصار الإسرائيلي المشدد على مدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون نسمة، وما تبع ذلك من إصابات ونزوح واسع بين المدنيين، مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وأوضح محبعلي أن الخطة الأمريكية تركز على ثلاثة مطالب رئيسية: الأولى تحرير الأسرى بشكل كامل وفوري، والثانية تسليم حكم غزة من حماس، والثالثة نزع السلاح عن الحركة، بينما تبقى بنود أخرى مثل "رفع الاحتلال" غامضة في معناها الدقيق، خصوصًا إذا كانت تعني انسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية من غزة أو تتعدى ذلك.
وأشار إلى أن الهدف العاجل هو وقف الحرب، مشددًا على أن تحقيق هذه المطالب الثلاثة سيضع حركة حماس أمام تحديات وجودية، وستنال إسرائيل ما تصبو إليه، بينما تبقى مسائل مثل المساعدات الإنسانية والمستقبل السياسي لغزة قيد النقاش المستقل. كما تساءل عن الجهة التي ستتولى إدارة غزة في حال رحيل حماس، هل ستكون تكنوقراط أو مؤسسات دولية أو السلطة الفلسطينية، معتبرًا أن الأمر أعقد من مجرد تسليم السلطة، إذ يرتبط أيضًا بانسحاب القوات الحماسية والإسرائيلية، وهو ما قد يهدد نجاح المفاوضات.
وحذر محبعلي من استمرار الحرب في حال رفض حماس، موضحًا أن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الدمار الشامل في غزة وتصعيد عسكري إسرائيلي قد يفضي إلى كارثة إنسانية جديدة، رغم أن بعض الأطراف الدولية، مثل ترامب والدول الأوروبية، لا ترغب في ذلك بسبب تداعياته السلبية على الرأي العام العالمي. لكنه لفت إلى احتمالية أن تجد بعض الفصائل الإسرائيلية في استمرار الصراع مصلحة سياسية داخلية.
وأضاف أن المفاوضات المزمع عقدها في مصر تواجه تحديات كبيرة، خاصة مع رفض حماس للعديد من البنود، والتساؤل حول مدى استعداد إسرائيل والولايات المتحدة لممارسة ضغوط حقيقية على الحركة لإجبارها على القبول. وأشار إلى وجود توافق نسبي بين اللاعبين الإقليميين والدوليين، مثل مصر وقطر وتركيا، على إضعاف موقع حماس سياسيًا، وتنفيذ مطالب تحرير الأسرى، وتسليم الحكم، ونزع السلاح عبر الضغط والتهديد.
وختم محبعلي بتأكيد أن الخطة الأمريكية، رغم إمكانية تخفيف العبء العسكري عن إسرائيل على المستوى الدولي، إلا أن واقع الميدان يفرض تحقيق المطالب الثلاثة الرئيسية. مضيفًا أن بعض القادة الإسرائيليين قد لا يرغبون في وقف كامل لإطلاق النار لأسباب سياسية داخلية، بينما يسعى ترامب إلى تحقيق اتفاق قبل مناسبات سياسية هامة ليستفيد منه سياسيًا