حماس تحت الضغط: أبواب عربية تُغلق ومواقف متشددة تهدد مستقبل الحركة في الخارج

حماس تحت الضغط: أبواب عربية تُغلق ومواقف متشددة تهدد مستقبل الحركة في الخارج
معرف الأخبار : 1665068

تشهد علاقات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مع عدد من الدول العربية والإسلامية في الفترة الأخيرة تدهورًا متسارعًا وغير مسبوق، وسط مؤشرات على تحول جذري في مواقف هذه الدول تجاه الحركة، وصل إلى حد المقاطعة، والرفض الصريح لاستقبال قادتها، بل وحتى التهديد العلني باتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.

ففي الوقت الذي كانت فيه علاقات "حماس" مع العديد من الدول العربية قبل نحو عامين تسير في مسار إيجابي وتعاون مستمر، تغير المشهد كليًا خلال الأشهر الماضية، خاصة مع استمرار الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، وتمسك الحركة بشروطها الصارمة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، رغم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

ووفقًا لتقارير إعلامية وتسريبات من مصادر فلسطينية مطلعة، فإن "حماس" تلقت خلال الأسابيع الأخيرة رسائل شديدة اللهجة من دول عربية كانت تُعد سابقًا من أبرز حلفائها، تحذرها من أن استمرارها في هذا النهج قد يؤدي إلى قطع العلاقات بشكل كامل معها، بل واعتبارها "تنظيمًا محظورًا" يمنع تواجده على أراضيها أو نشاطه بأي شكل من الأشكال.

كما أشارت المصادر إلى أن بعض هذه الدول أبلغت "حماس" بشكل رسمي أو عبر قنوات دبلوماسية مغلقة، رفضها استقبال أي من قادتها على أراضيها، مشترطة شروطًا صارمة في حال الموافقة، من بينها فرض رقابة شديدة على تحركاتهم، ومنعهم من التصريحات السياسية أو انتقاد الكيان الصهيوني علنًا.

وفي الوقت الذي تلتزم فيه "حماس" الصمت رسميًا إزاء هذه التطورات، وتؤكد في تصريحاتها العلنية أن علاقاتها الإقليمية ما تزال متينة، تشير تقارير فلسطينية إلى أن الحركة تعاني فعليًا من تضييق كبير في حركتها الخارجية، وتراجع واضح في الدعم العربي التقليدي، وسط ضغوط أميركية وإسرائيلية مستمرة على الحكومات العربية لإغلاق الأبواب أمامها.

وتؤكد مصادر قريبة من الحركة أن بعض قادتها تلقوا بالفعل أوامر بمغادرة بعض الدول خلال الفترة الماضية دون تغطية إعلامية، فيما امتنعت دول أخرى عن منحهم تأشيرات دخول، في ظل تعليمات أميركية صريحة تطالب بعزل "حماس" سياسيًا وتجفيف مواردها الخارجية.

ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تأتي في إطار تنفيذ ما يُعرف بـ"مخطط العزل الكامل" الذي تعمل عليه إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو، بهدف تحييد "حماس" دبلوماسيًا بعد فشلها في القضاء عليها عسكريًا داخل غزة، مستغلة بذلك الضغط الدولي والابتزاز السياسي الممارس على الدول العربية.

ويبقى السؤال المطروح: إلى أين تتجه "حماس" في ظل هذا التراجع الكبير في الحاضنة الإقليمية؟ وهل استطاعت إسرائيل بالفعل أن ترفع الكرت الأحمر بوجه الحركة؟ أم أن "حماس" قادرة على تجاوز هذه العزلة وبناء تحالفات جديدة؟

رأي اليوم

endNewsMessage1
تعليقات