ظريف: "سناب باك" أداة ضغط سياسي لا آلية قانونية مشروعة

قال وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، إن تفعيل "سناب باك" من قبل الترويكا الأوروبية هو إجراء "لا أساس له" و"لا شرعية له"، وأكد أنه إجراء سياسي وليس إجراء قانوني مشروع بحسب رأيه، وذكر أن هذه الآلية كانت مخصصة لتسوية النزاعات وليس لإعادة فرض العقوبات كوسيلة ضغط.
وفي مقابلة مع موقع مجلة فورين بوليسي بشأن تحرك الترويكا أوروبية لتفعيل ما يسمى آلية الزناد او آلية العودة التلقائية للعقوبات (سناب باك)،قال ظريف: "لا ينبغي الخلط بين السياسة الداخلية والخارجية. ما قامت به الترويكا الأوروبية لا أساس له، لأن إيران التزمت بالاتفاق لعام كامل بعد خروج ترامب. أما الأوروبيون، فعلى الرغم من وعودهم، لم ينفذوا التزاماتهم."
وأشار إلى أن أوروبا فشلت في الوفاء بإلتزاماتها، قائلا: بعد انسحاب واشنطن، طلب الأوروبيون من إيران البقاء في الاتفاق، وفي اجتماعين (حزيران/يونيو وايلول/سبتمبر 2018) قدّموا لي 11 التزاما، لكنهم فشلوا حتى في تنفيذ واحد منها. حتى الاتفاق البسيط المستند إلى معاهدة من القرن التاسع عشر لم يتمنوا من إتمامه.
و تابع "لا أعلم بأي جرأة تريد الدول الأوروبية اللجوء لآلية تسوية النزاعات. فالاتفاق النووي ومجلس الأمن لم يسمّياها سناب باك، بل آلية لتسوية الخلافات. وخلال فترة عملي وزيرا للخارجية، لجأت إيران مرارا وتكرارا الى هذه الآلية عدة مرات، والأوروبيون وعدوا بتنفيذ التزاماتهم لكنهم أخفقوا، وهو ما دفعنا لاتخاذ إجراءات تعويضية. وبموجب القانون، لا يمكنهم الرد على إجراءاتنا التعويضية بإجراءات مضادة."
وانتقد ظريف ازدواجية معايير أوروبا وأمريكا قائلا: "توقيت هذا الموضوع مثير للانتباه، فقبل أسابيع فقط امتدح الأوروبيون اعتداءات الكيان الإسرائيلي على مواقع إيرانية، حتى أن المستشار الألماني قال إن الكيان الإسرائيلي يقوم حاليا بـ"العمل القذر نيابة عنا". فهل يريدون الحرب أم الدبلوماسية أم آليات تسوية النزاعات؟ هذا يكشف غياب حسن النية."
كما شدّد على أن خروج ترامب من الاتفاق النووي لم يجعل أمريكا ولا أوروبا ولا العالم أكثر أمنا، بل جعلهم جميعا أكثر عرضة للمخاطر، معتبرا أن الأوروبيين يحاولون دعم الكيان الإسرائيلي وحمايته، لدرجة أن بعضهم برّر تفعيل آلية العقوبات باعتبارها "دفاعا عن النفس"، مضيفا انههم بحاجة الى العودة الى تصميم سياساتهم ومعرفة ما ستحققه لهم هذه السياسات.
وفيما يخص الحرب المفروضة ذات الـ12 يوما، قال ظريف: "وقعت الحرب قبل يومين فقط من موعد انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين طهران وواشنطن. هذا خلق في إيران انطباعا بأن المفاوضات ليست سوى ذريعة للهجوم الأمريكي، وهو أمر مدمّر للدبلوماسية."
وأضاف:أن "الهجوم كان مخططا له مسبقا، واستهدف المدنيين الأبرياء والعلماء، لا القادة العسكريين في ساحات القتال. استشهد علماء لمجرد أنهم علماء، وهذا سابقة خطيرة ويُعد جريمة حرب."
وتابع: "نعم، إيران تضررت، لكن تحطمت أسطورة "اسطورة جيش الكيان الذي لا يقهر".و رغم 40 عاما من العقوبات ومنع بيع الأسلحة لإيران، إلا أن إيران نجحت في كسر القبة الحديدية وضرب أهداف عسكرية صهيونية بالصواريخ والطائرات المسيّرة وصواريخ كروز. هذه رسالة واضحة: إيران ليست فريسة سهلة، اتحد الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة، كقوتين نوويتين، لمهاجمة إيران، وفي النهاية، صمدت إيران شامخةً. هذا إنجاز عظيم لإيران."
وأكد على أن الخطر الوجودي على الكيان الاسرائيلي هو السلام، ولهذا السبب اعترضت على الاتفاق النووي. الاتفاق الذي تفاوضتُ عليه كان قادرا على ضمان أن إيران لن تطوّر قنبلة نووية. فلماذا اعترضت إسرائيل؟ لأنها كانت تخشى الاستقرار في المنطقة."
وختم ظريف بالإشارة إلى محاولات ترامب الحصول على جائزة نوبل للسلام قائلا: "قصف إيران لم يكن أبدا طريقا صحيحا لنيل لقب رئيس سلام. لقد قصفت امريكا إيران أثناء مفاوضات مبعوثها مع طهران! فمن سيثق بأمريكا بعد الآن؟ ومن سيجرؤ على التفاوض معها؟ بسبب ما فعله ترامب، بات من الصعب جدا إقناع الشعب الإيراني بأن الدبلوماسية ما زالت تستحق التجربة."