خبير جيوسياسي يشرح تصاعد التوتر بين أوكرانيا وروسيا: أوروبا بين خوف المواجهة وضبابية مواقف واشنطن

خبير جيوسياسي يشرح تصاعد التوتر بين أوكرانيا وروسيا: أوروبا بين خوف المواجهة وضبابية مواقف واشنطن
معرف الأخبار : 1714605

حذّر عبدالرضا فرجي راد، الأستاذ في الجيوسياسة، من أن الأزمة الأوكرانية باتت أمام مرحلة أكثر تعقيدًا مع تزايد الضغوط الداخلية في كييف وتقدّم القوات الروسية. وأكد أن أوروبا، رغم خطابها المتشدّد، لا تبدو مستعدة للدخول في حرب شاملة مع موسكو، فيما تزيد مواقف دونالد ترامب الضبابية من قلق العواصم الأوروبية

قال عبدالرضا فرجي راد، في تصريح لوكالة أيلنا إن الأزمة الأوكرانية تواجه تحديات بنيوية عميقة، في مقدمتها الارتفاع الكبير في أعداد الفارين من الخدمة العسكرية، الأمر الذي جعل كييف عاجزة عن تأمين القوى البشرية اللازمة.

وأشار إلى أن ألمانيا وجّهت تحذيرات صريحة للرئيس فولوديمير زيلينسكي بشأن تدفّق الجنود الفارين إلى أراضيها، بينما يسعى كثير من الشباب الأوكراني إلى مغادرة البلاد لاقتناعهم بأن ميزان القوى يميل بوضوح لصالح روسيا، وأن استمرار الحرب لا يحمل سوى المزيد من الدمار.

وأوضح أن الفساد الإداري المستشري في مؤسسات الدولة، والنقص في الموارد، وتردّي الوضع الاقتصادي، يضاعف الأزمات التي يواجهها النظام الأوكراني، لافتًا إلى أن قدرة زيلينسكي على مكافحة الفساد خلال ظروف الحرب تكاد تكون معدومة خشية انهيار البنية الحكومية.

وعلى الصعيد الميداني، أكد فرجي راد أن التقدّم الأخير للقوات الروسية نحو إحدى المدن المحورية يشكّل تهديدًا استراتيجيًا قد يؤدي إلى قطع خطوط الاتصال بين الشمال والجنوب داخل الجبهة الأوكرانية. وأضاف أن انتقال القوات الروسية من المناطق الحرجية إلى الأراضي المنبسطة أتاح لها استخدام الدبابات والمعدات الثقيلة بوتيرة أكبر، ما سرّع وتيرة التقدّم.

وأشار إلى أن القلق الأوروبي لا يرتبط فقط بسير المعارك، بل أيضًا بظهور طائرات مسيّرة مجهولة فوق عدة مدن أوروبية وصولًا إلى بلجيكا، الأمر الذي أثار مخاوف أمنية رغم عدم وجود دليل قاطع على ارتباطها بروسيا.

ولفت إلى أن العواصم الأوروبية تواجه معضلة أخرى تتمثل في مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يتردد في تسليح كييف ويجري اتصالات غير واضحة مع موسكو، ما يعقّد حسابات أوروبا ويجعلها أقل ثقة في واشنطن.

وأوضح أن روسيا نفسها تعاني من ضغوط اقتصادية بسبب العقوبات، بما في ذلك تكدّس النفط في البحار وتراجع بعض المشترين، إلا أنها لجأت إلى خفض الأسعار لاستعادة السوق الصينية وتعويض النقص في العائدات، وهو ما يمكّنها من مواصلة الحرب.

وختم فرجي راد بأن الجبهة الأوكرانية قد تواجه انهيارًا مفاجئًا إذا سقطت مناطق أساسية، خصوصًا مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية خلال فصل الشتاء. وأشار إلى أن التهديدات الأوروبية بالتصعيد العسكري لا تعكس استعدادًا حقيقيًا لخوض حرب مباشرة مع روسيا في المدى القريب، خاصة في ظل غياب الثقة الكاملة بحليفها الأميركي.

endNewsMessage1
تعليقات