ما وراء زيارة الجولاني إلى واشنطن... الجولان، التطبيع، ونهاية التحالف مع موسكو وطهران
كشف خبير في الشؤون الإقليمية أن زيارة رئيس الحكومة السورية المؤقتة أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) إلى واشنطن قد تحمل تحوّلات جذرية في المشهدين السوري والإقليمي، أبرزها احتمال تخلّي دمشق رسميًّا عن مطالبتها بمرتفعات الجولان مقابل امتيازات مالية وسياسية من الولايات المتحدة وحلفائها.
وأوضح حسن هاني زاده، الخبير في الشؤون الدولية في مقابلةٍ مع وكالة «إيلنا» أن زيارة الجولاني المرتقبة إلى واشنطن ولقاءه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب ليست الأولى بين الجانبين، بل تهدف إلى تثبيت موقع الجولاني سياسيًّا ومنحه شرعيةً دولية بعد تحوّله المفاجئ من قائدٍ ميداني إلى رئيسٍ للدولة.
وأشار إلى أن الغموض لا يزال يلفّ خلفية الجولاني، الذي كان معتقلًا في السجون الأميركية لمدة خمس سنوات، وكانت واشنطن قد رصدت مكافأةً قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلوماتٍ تؤدي إلى اعتقاله، الأمر الذي يثير تساؤلاتٍ حول أسباب دعمه اليوم من قبل الولايات المتحدة والقوى الغربية.
وأضاف أن من أبرز المحاور الحسّاسة في الزيارة ملفَّ مرتفعات الجولان، مرجّحًا أن تتخلّى دمشق عن حقّها في هذه المنطقة التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وهو ما سيُعدّ تحوّلًا استراتيجيًا في الموقف السوري ومقدّمةً لتطبيعٍ علني مع تل أبيب.
وبحسب الخبير الإيراني، فإن دولا عربية مثل السعودية وقطر والإمارات تسعى إلى دعم الجولاني وإعادة دمجه في النظام العربي الرسمي، في إطار مشروع يهدف إلى فصل سوريا عن محور المقاومة وإضعاف علاقاتها مع إيران وحزب الله.
ولفت هانيزاده إلى أن واشنطن والاتحاد الأوروبي يمارسان ضغوطا على الحكومة السورية المؤقتة لتقليص الوجود الروسي في قاعدتَي طرطوس واللاذقية، في إطار مساعٍ لتقويض النفوذ الروسي في شرق المتوسط بعد الحرب الأوكرانية.
كما أشار إلى أن انضمام دمشق المحتمل إلى "اتفاقيات أبراهام" سيكون جزءا من إعادة تموضع شامل للنظام الجديد في سوريا ضمن الخطة الأميركية لإعادة رسم التوازنات الإقليمية.
وختم بالقول إن إسرائيل تتابع هذه التطورات بترحيبٍ واضح، إذ ترى في صعود الجولاني فرصة لإنهاء عقود من العداء مع دمشق وفتح صفحة جديدة من التعاون الأمني والاقتصادي، بينما تسعى واشنطن إلى استثمار ذلك في إبعاد سوريا عن روسيا وإيران وتثبيتها كحليف جديد في الشرق الأوسط.