أوروبا تخشى المواجهة وترامب يلوح بالنار.. خبير إيراني يحذر من "مثلث موسكو - بكين - نيودلهي"

أوروبا تخشى المواجهة وترامب يلوح بالنار.. خبير إيراني يحذر من "مثلث موسكو - بكين - نيودلهي"
معرف الأخبار : 1691180

قال الخبير في الشؤون الأمريكية، علي بيغدلي، إن التوترات المتصاعدة بين الناتو وروسيا تُنذر بتفاقم الأوضاع، لكنها لا تعني بالضرورة اقتراب مواجهة عسكرية مباشرة. وأوضح أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول استهداف الطائرات الروسية تدخل في إطار الضغط السياسي، بينما تبقى أوروبا حذرة وتخشى الانجرار إلى صراع شامل.

وفي مقابلة مع وكالة "إيلنا" الإيرانية، اعتبر علي بيغدلي أن التهديدات الروسية ليست أمراً جديداً، غير أن تكرار الانتهاكات الجوية من قبل موسكو فوق أراضي بعض دول الناتو جعل الوضع أكثر توتراً. وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب، الذي تلقى انتقادات بعد استقباله الحار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، يسعى حالياً لإثبات موقف أكثر حزماً تجاه موسكو.

وأوضح بيغدلي أن ترامب دعا دول الناتو إلى رفع إنفاقها الدفاعي من 2٪ إلى 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي، معتبراً أن هذه التصريحات تعكس رغبته في دفع أوروبا لتحمّل مسؤولياتها العسكرية، لكن دون أن تُخفي الولايات المتحدة ترددها في خوض مواجهة مباشرة مع روسيا.

وأضاف أن العالم يتجه نحو مرحلة جديدة من العسكرة قد تشكل ملامح صراع عالمي، في ظل تحالف استراتيجي يتشكل بين روسيا والصين والهند، مع إشارات إلى دور محتمل لكوريا الشمالية، مما يزيد من قلق الغرب، خاصة مع استعراضات عسكرية مشتركة ورسائل رمزية موجهة لأمريكا وأوروبا.

وبيّن أن أوروبا، رغم دعمها الكبير لأوكرانيا، لا تزال تحاول منع توسع الحرب إلى أراضيها، وتخشى من تداعيات مباشرة قد تكون مدمّرة، ولذلك تسعى إلى احتواء الموقف دون التصعيد.

وأشار بيغدلي إلى أن الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب تميل إلى تحميل الناتو مسؤولية المواجهة، في حين أن أوروبا، رغم تنديدها بتصريحاته، تبقى معتمدة على الدعم الأمريكي. وفي المقابل، أكدت موسكو من خلال تصريحاتها أنها ليست "نمراً من ورق"، بل قوة فعلية قادرة على الرد.

وفي ما يخص الملف النووي الإيراني، رأى أن الأوروبيين يتصرفون تحت ضغط المخاوف الأمنية العالمية، ويحاولون تقريب وجهات النظر مع واشنطن، حتى لو لم تتوافق هذه الجهود تماماً مع بنود الاتفاق النووي (برجام).

وختم بيغدلي بالقول إن المشهد الدولي الحالي يحمل سمات وضعٍ خطير يشبه ما كان عليه الحال قبل الحربين العالميتين، وسط سباق تسلّح وتسارع في التجارب العسكرية، خصوصاً من قبل روسيا والصين. ورغم ذلك، من غير المرجح اندلاع حرب مباشرة قريباً، وقد تشهد المرحلة المقبلة خفوتاً نسبياً في التصعيد، لكن التهديدات لا تزال قائمة، والوضع يبقى هشاً ومفتوحاً على كل الاحتمالات.

 

endNewsMessage1
تعليقات