تصعيد جديد في غزة: 30 شهيدا في غارات إسرائيلية واتهامات متبادلة بخرق الهدنة
شنّ الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء غارات جوية واسعة على مناطق مختلفة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 30 فلسطينياً وإصابة العشرات، بحسب الدفاع المدني في القطاع.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إنّ «طواقم الإنقاذ ما زالت تعمل على انتشال الشهداء والمصابين من تحت الأنقاض»، مؤكداً أن الحصيلة مرشّحة للارتفاع.
وجاء التصعيد بعد أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جيشه بشنّ «غارات قوية وفورية»، متهماً حركة حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول، برعاية أميركية ومصرية وقطرية.
لكنّ الحركة نفت الاتهامات الإسرائيلية، وأكدت في بيان لها «التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار»، معتبرة أن «القصف الإسرائيلي انتهاك صارخ لبنود الاتفاق ومحاولة لإفشاله».
وكان نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس قد قال في وقت سابق إنّ الهدنة ما زالت «صامدة رغم بعض المناوشات»، بينما عبّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن أسفه لاستئناف العمليات العسكرية، داعياً الأطراف إلى احترام الاتفاق.
وجاءت الغارات بعد توتر ميداني في رفح جنوبي القطاع، حيث تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بشأن حادث إطلاق نار وملف تسليم جثامين رهائن إسرائيليين. وقال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنّ حماس «ستدفع ثمناً باهظاً»، في حين اتهمت كتائب القسام الاحتلال بارتكاب خروقات جديدة حالت دون استكمال عمليات انتشال الجثامين.
في المقابل، حذّرت حماس من أن أي تصعيد جديد «سيعيق عمليات البحث واستعادة الجثث»، ودعت الوسطاء إلى التدخل الفوري «لوقف العدوان الإسرائيلي».
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وثّق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكثر من 125 خرقاً إسرائيلياً أسفرت عن استشهاد نحو مئة فلسطيني وإصابة المئات.
ويخشى سكان القطاع من عودة الحرب، في وقت تجاوزت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 68 ألف شهيد و170 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة التي تعدّها الأمم المتحدة موثوقة.