حزب الله بعد عام على استشهاد السید حسن نصرالله: أین یقف الیوم؟
رغم مرور عامٍ كامل على اغتيال السيد حسن نصرالله، لم تهتزّ بوصلة حزب الله، ولم تتبدّل أولوياته. فالحزب، الذي يقف اليوم على جبهة "الصبر الاستراتيجي"، لا يزال يراكم قوته، ويتأهّب لجولة قادمة في صراع لم يُسدل عليه الستار بعد.
كتب الخبير في الشؤون الإقليمية رضا ميرابيان في مقال نشرته إيلنا، تحليلاً لوضع حزب الله اللبناني بعد مرور عام على اغتيال السيد حسن نصرالله، وجاء فيه ما يلي:
بعد مرور عام على اغتيال السيد حسن نصرالله، لا يبدو أن استراتيجية حزب الله في لبنان قد تغيّرت. الحزب لا يزال متمسكاً بخطه الثابت: مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، تعزيز قدراته العسكرية، وتقوية الجبهة الداخلية للمقاومة. الوضع الحالي يُشبه ما يمكن تسميته بـ"الانتظار الاستراتيجي"، حيث يراقب الحزب تطورات الإقليم ويُحضر نفسه لأي طارئ محتمل.
في الوقت ذاته، يسعى حزب الله إلى الحفاظ على حضوره داخل الإطار السياسي اللبناني، دون أن يتصادم مع مؤسسات الدولة، بل يحرص على أن ينظر إليه كجزء منها. هذه المعادلة بين المشاركة في الدولة والتمسك بخيار المقاومة تبقى جزءا أساسيا من سياساته.
التطورات الأخيرة أظهرت أن الحزب لا يزال يحظى بدعم شعبي وسياسي داخل لبنان. تصريحات رئيس الجمهورية التي دانت الاعتداءات الإسرائيلية وطالبت بوقفها، تُعبر عن توافق كبير مع موقف حزب الله، ما يُشير إلى فشل الضغوط الأميركية في عزله داخليا.
من جهة أخرى، رغم الحملات الغربية والإعلامية التي تتحدث عن ضعف الحزب، فإن الواقع على الأرض يُظهر العكس؛ فإسرائيل تُواجه أزمات داخلية كبيرة، وتعاني من عزلة دولية متصاعدة. في المقابل، حزب الله يواصل تعميق حضوره الإقليمي ويحافظ على شرعيته الداخلية.
أما الحديث المتكرر عن ضرورة نزع سلاح الحزب، فقد بات مشروعا غير قابل للتنفيذ. فقد قوبل هذا الطرح برفض صريح من القوى السياسية اللبنانية، التي ترى أن أي نقاش في هذا الشأن يجب أن يكون مشروطا بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وضمان أمن البلاد. هذه المقاربة تعكس تحولاً مهماً في الموقف الرسمي والشعبي داخل لبنان مقارنة بالسنوات الماضية.
كما أن الجيش اللبناني، بحسب المواقف الأخيرة، يبدو أكثر حرصاً على حفظ التوازن ومنع الفتنة، ويُنظر إليه كقوة وطنية تُنسّق مع المقاومة وليس ضدها.
بناء عليه، يُمكن القول إن حزب الله، بعد عام على اغتيال قائده، لا يزال يحتفظ بمكانته، ويبدو أن مستقبله يتجه نحو مزيد من التثبيت السياسي والعسكري، وليس نحو التراجع كما يُروج له خصومه.