خبير سياسي: اعتراف أوروبا بفلسطين «تنفس صناعي» لإسرائيل وسط استمرار القتل بأسلحة غربية في غزة

يرى الخبير الإقليمي سيد رضا صدرالحسيني أن خطوات بعض الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا، بالاعتراف بدولة فلسطين ليست دعمًا حقيقيًا للقضية، بل محاولة لإبقاء إسرائيل على قيد الحياة سياسيًا عبر «حل الدولتين»، رغم استمرار القتل اليومي في غزة بأسلحة غربية.
قال سيد رضا صدرالحسيني، الخبير في القضايا الإقليمية، في مقابلة مع وكالة «إيلنا» إن استمرار الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، إلى جانب بروز وعي عالمي تجاه هذه الانتهاكات، أدى إلى موجة كبيرة من الدعم للفلسطينيين وزيادة نفور العالم من إسرائيل. وأوضح أن العمليات العسكرية الأخيرة، لا سيما «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر، أحدثت تحولًا إيجابيًا في المواقف السياسية والقانونية والإعلامية لصالح الفلسطينيين.
ومع ذلك، أثار اعتراف بعض الدول الغربية بدولة فلسطين وطرح مبادرة «حل الدولتين» دون إدانة واضحة للاحتلال تساؤلات حول أهداف هذه الخطوة، خاصة من جانب بريطانيا وفرنسا اللتين تنسقان مع الولايات المتحدة. وبيّن أن هذه الخطوات ليست سوى محاولة لتقديم «تنفس صناعي» لإسرائيل، للحفاظ عليها ومنع انهيارها الكامل في ظل تصاعد موجة الكراهية والرفض الدولي ضدها.
وأشار إلى أن هذه الخطوات تُستخدم كغطاء سياسي لإخفاء الجرائم المستمرة في غزة، حيث تستمر المجازر باستخدام أسلحة غربية دون أن تتخذ الدول الأوروبية إجراءات عقابية حقيقية. وأضاف أن الفلسطينيين يركزون حاليًا على وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وليس على مبادرات سياسية رمزية لا تعكس الواقع الميداني أو تلبّي حاجاتهم الملحة.
وأكد صدرالحسيني أن طرح «حل الدولتين» أصبح أداة سياسية متداعية، لا يحظى بقبول من الفلسطينيين ولا حتى من الحكومة الإسرائيلية المتشددة، لا سيما بعد العمليات العسكرية والضحايا التي تجاوزت 70 ألف شهيد. وأوضح أن الشعب الفلسطيني يصر على حقه في إقامة دولة مستقلة كاملة السيادة على أرضه، في مواجهة رفض تام من قادة إسرائيل المتطرفين.