خبير إيراني يكشف كواليس تسليح المستوطنين: الاحتلال ينقل أزمته من غزة إلى الضفة

تصعيد جديد يشهده الاحتلال الإسرائيلي عبر تسليح المستوطنين في الضفة الغربية، في محاولة لتجاوز إخفاقاته في غزة، وخلق بؤرة توتر جديدة تبرر العنف المستمر ضد الفلسطينيين. هذه التحركات، التي تتزامن مع تغيرات دولية وإقليمية لصالح القضية الفلسطينية، قد تقود إلى نتائج عكسية تهدد استقرار الداخل الإسرائيلي وتفتح الباب لموجة مقاومة أوسع في المنطقة.
قال الخبير في الشؤون الإقليمية، صباح زنغنه في تصريح لوكالة "إيلنا" الإيرانية، إن موجة تسليح المستوطنين الصهاينة التي يقودها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، تعكس توجهاً جديداً لدى الاحتلال، يقوم على تصعيد العنف في الضفة الغربية بعد فشله في السيطرة على غزة.
وأشار إلى أن هذا التوجه يهدف إلى تعويض الإحباط النفسي والعسكري داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ومحاولة لتثبيت صورة من "الردع" أمام الخسائر اليومية التي يتكبدها الجيش في غزة. واعتبر أن تسليح المدنيين الصهاينة يدل على تراجع قدرات الجيش، وتزايد اعتماده على أطراف غير نظامية.
وأوضح أن الضفة الغربية تحمل أهمية دينية وتاريخية خاصة في العقيدة الصهيونية، حيث يعتبرونها قلب ما يسمّى بـ"الميراث اليهودي"، وهو ما يجعلها ساحة مركزية في الصراع، رغم التحديات السياسية والرفض الإقليمي والدولي المستمر لسياسات الاحتلال فيها.
وأضاف أن هذا التحول في التركيز من غزة إلى الضفة يُستخدم أيضاً كأداة لتحجيم المكاسب السياسية التي تحققها فلسطين، خصوصاً مع تنامي الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وتزايد الضغوط على حكومة الاحتلال.
ولفت إلى أن الاعتماد على المستوطنين المسلحين ليس فقط انعكاساً لفشل عسكري، بل يُعد عاملاً محفزاً للفوضى والانقسام داخل إسرائيل، في ظل الأزمات المتصاعدة التي تواجهها حكومة نتنياهو، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي.
كما حذر من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تصعيد شامل، لن يقتصر على الأراضي الفلسطينية، بل قد يمتد إلى دول الجوار، خاصة الأردن، ويشعل احتجاجات واسعة في العالم العربي والإسلامي وحتى داخل أوروبا.
واختتم زنغنه بالقول إن هذه المقاربة القائمة على العنف ستنقلب على أصحابها، وتُضعف إسرائيل أكثر مما تقوّيها، كما ستمنح شرعية أقوى للمقاومة الفلسطينية، وتدفع المجتمع الدولي نحو مواقف أكثر حزماً في مواجهة الاحتلال.