خبير سياسي:‌ تقاطع المصالح بين ترامب وبوتين ضد الناتو وأوروبا أصبح أقوى من أي وقت مضى

خبير سياسي:‌ تقاطع المصالح بين ترامب وبوتين ضد الناتو وأوروبا أصبح أقوى من أي وقت مضى
معرف الأخبار : 1676876

يرى خبير إيراني في الشؤون الأوروبية أن هناك توافقاً عميقاً ومتزايداً بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في العداء لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن هذا التقارب قد يغيّر موازين السياسة الدولية في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وفي مقابلة مع وكالة "إيلنا"، أشار الخبير في الشؤون الأوروبية، علي بيغدلي إلى أن أوروبا لم تعد تملك القدرة على مواصلة تقديم مساعدات سخية لأوكرانيا، خاصة في ظل الفساد المستشري في بنية النظام السياسي والاقتصادي الأوكراني. وقال إن جزءاً كبيراً من المساعدات الأوروبية “إما أُهدر أو اختفى بالكامل”، وهو ما تم تأكيده رسميًا.

وأضاف أن شرعية الرئيس زيلينسكي تهتز على المستويين القانوني والسياسي، وقد أعلن بوتين رفضه التفاوض معه بهذا المبرر، مما يعكس تداعيات خطيرة لمسار أوكرانيا في المستقبل.

وبيّن أن جزءاً من المساعدات العسكرية الغربية انتهى به المطاف في أسواق سوداء بأمريكا اللاتينية وأفريقيا، معتبرًا أن السبب هو فساد المؤسسات الأوكرانية، وأن هذا الأمر جعل الولايات المتحدة تعلل توقفها عن الدعم بهذه الحجج.

ورأى بيغدلي أن دعماً الغرب لأوكرانيا لا ينبع من رغبة في دعم كييف، بل هو دفاع عن أمن أوروبا ذاته، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية، لا سيما الترويكا (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا)، لا تزال تخشى توغّل روسيا لتهديد أمن القارة، وإنشاء أوكرانيا كواجهة دفاعية حيوية.

وفيما يتعلق بالديناميكيات الداخلية للغرب، قال إن اللقاء الأخير في البيت الأبيض أُعد بتأنٍ من خبراء سياسيين، وتجنب التركيز على موضوع حدود وسيادة الأراضي الأوكرانية، وحصر المحادثات في الضمانات الأمنية فقط.

وأضاف أن ترامب “يرى أن أمن أوكرانيا مسؤولية أوروبية”، وقد عرض دعمًا لوجستيًا عبر قيام أوروبا باستخدام أسلحة مخزنة لديها، مؤكداً أن استمرار الحرب يخدم مصالح أوروبا والولايات المتحدة أقل من إنهائها بأسرع ما يمكن.

وأشار بيغدلي إلى تطابق مصالح ترامب وبوتين، في التشكيك بالناتو والنظام الأوروبي، ما يعزز التفاهم بينهما أكثر من أي تواصل مع القادة الأوروبيين، وفي ظل هذا السياق، يسعى ترامب لتجميل صورته كمنجٍ عالمي عبر إنهاء الحرب دون الحاجة إلى أوراق ضغط أوروبية.

أما عن السؤال الأهم، “هل ستملأ أوروبا الفراغ الذي قد تتركه الولايات المتحدة؟”، فأجاب بأن الاتحاد الأوروبي بعيد كل البعد عن أن يكون كتلة موحدة قادرة على ذلك، حيث كل دولة تسير في طريقها الخاص، والانسجام الداخلي ضعيف، وتواجه القارة أزمات اقتصادية (تورم، بطالة، أعباء مالية)، خاصة في فرنسا وألمانيا.

واعتبر أن هذا الوضع يمنع أوروبا من تقديم مساعدات مالية أو عسكرية أو سياسية سخية لأوكرانيا، رغم أنها لا تريد الانسحاب أمام روسيا، خوفاً من أن تتحول إلى تهديد أمني كبير. وأكد أن التاريخ يعلم أن أوروبا لم تستطع الصمود دون دعم أميركي خلال الحروب العالمية، واليوم الوضع لم يتغير.

 

endNewsMessage1
تعليقات