جیش الإحتلال یستعد للسیطرة على مدینة غزة وسط انتقادات دولیة متصاعدة

جیش الإحتلال یستعد للسیطرة على مدینة غزة وسط انتقادات دولیة متصاعدة
معرف الأخبار : 1671450

يستعد الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة للسيطرة على مدينة غزة، أكبر مدن القطاع الفلسطيني، في إطار خطة تهدف إلى "هزيمة" حركة حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين، وسط موجة واسعة من الانتقادات الدولية.

وبعد مرور 22 شهراً على الحرب المدمرة، يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط متزايدة من الداخل والخارج لإنهاء الهجوم في قطاع غزة، الذي يواجه فيه أكثر من مليوني فلسطيني خطر المجاعة، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.

ووفقاً للخطة التي أقرها مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، فإن الجيش يستعد "للسيطرة على مدينة غزة" الواقعة في شمال القطاع والتي تضررت جزئياً، مع وعد بتوزيع مساعدات إنسانية للسكان المدنيين خارج مناطق القتال، حسبما أعلن مكتب نتنياهو.

في المقابل، أعلنت ألمانيا تعليق صادرات الأسلحة التي قد تستخدمها إسرائيل في عملياتها داخل غزة، فيما دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى وقف فوري للخطة محذراً من تداعياتها الخطيرة، بما في ذلك نزوح قسري واسع النطاق ومزيد من القتل والمعاناة والتدمير الواسع وارتكاب جرائم مروعة.

وفي المقابل، وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الخطة بأنها "خطأ"، بينما طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إسرائيل بإعادة النظر فيها.

وأعربت الصين عن "قلقها العميق"، بينما حثت تركيا المجتمع الدولي على التدخل لوقف هذه الخطة.

كما دانت السعودية بشدة خطة إسرائيل لاحتلال غزة وتجويع سكانها، في حين استدعت بلجيكا السفيرة الإسرائيلية للاحتجاج على هذه الخطوات.

ودانت مصر الخطة ووصفتها بأنها تهدف إلى ترسيخ الاحتلال ومواصلة حرب الإبادة في غزة وتصفيه القضية الفلسطينية.

في هذا السياق، اعتبرت حركة حماس، التي لا تزال تحتجز 49 رهينة بينهم 27 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم، أن مخططات نتنياهو لتوسيع العدوان على غزة تهدف إلى التضحية بالأسرى من أجل مصالحه وأجنداته الأيديولوجية المتطرفة.

وأضافت الحركة أن هذه التصريحات تشكل انقلاباً واضحاً على مسار المفاوضات، مؤكدة أن أي توسيع للعدوان لن يكون سهلاً بل سيكون مكلفاً للغاية على الاحتلال وجيشه.

وفي غزة، يعيش السكان تحت القصف المستمر، بينما تتكرر أوامر الإخلاء التي تصدرها القوات الإسرائيلية، ما يزيد من مخاوف المدنيين.

وأظهرت صور لوكالة فرانس برس عموداً كثيفاً من الدخان نتيجة غارة إسرائيلية جديدة على المدينة يوم الجمعة.

وقالت ميساء الشنطي (52 عاماً)، أم لستة أطفال، لوكالة فرانس برس: "يقولون لنا أن نذهب جنوباً، ثم نعود إلى الشمال، والآن يريدون إرسالنا مجدداً إلى الجنوب. نحن بشر، لكن لا أحد يسمعنا ولا أحد يرانا".

وكان عدد سكان المدينة يقارب نصف مليون نسمة قبل اندلاع الحرب، وقد نزح الكثيرون منها، فيما لجأ إليها آخرون هرباً من القتال في مناطق أخرى.

أما في إسرائيل، فقد أعلن منتدى عائلات الرهائن أن قرار الحكومة يعني التخلي عن الرهائن، مشيراً إلى أن الحكومة شرعت في مسار متهور على حساب الأسرى والجنود والمجتمع الإسرائيلي كله.

وحدد نتنياهو يوم الخميس نية إسرائيل السيطرة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ 2007، مشدداً على أن إسرائيل لا تنوي حكم القطاع أو الاحتفاظ به، بل تسعى لتسليم السلطة لقوات عربية تحكم القطاع بشكل كفؤ دون تهديد لإسرائيل، وتوفر حياة كريمة لسكان غزة، وهو أمر "غير ممكن مع حماس".

ويُذكر أن الجيش الإسرائيلي يسيطر حالياً على نحو 75% من مساحة قطاع غزة، وينفذ عمليات برية من نقاط ثابتة داخل القطاع ومن مواقعه على الحدود، إضافة إلى قصف جوي ومدفعي مستمر.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل احتلت قطاع غزة عام 1967، وانسحبت منه بشكل أحادي في 2005، بعد تفكيك 21 مستوطنة كانت قائمة هناك.

ووفق بيان صادر عن رئاسة الوزراء الإسرائيلية، فقد أقر مجلس الوزراء الأمني خمسة مبادئ لإنهاء الحرب، تشمل نزع سلاح حماس، إعادة جميع الأسرى أحياء وأموات، نزع سلاح قطاع غزة، السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية.

من جهته، انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد هذا القرار واصفاً إياه بـ"الكارثة" التي ستؤدي إلى مقتل الرهائن والجنود، وإلحاق خسائر مالية كبيرة بالدولة، إلى جانب إفلاس دبلوماسي.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت عن مسؤولين قريبين من رئيس الوزراء عزمه توسيع العمليات العسكرية لتشمل مناطق مكتظة يُعتقد بوجود رهائن فيها، مثل مدينة غزة ومخيمات اللاجئين في وسط القطاع، في عملية قد تستمر لأشهر وتستلزم استدعاء قوات احتياط.

وبحسب إذاعة "كان" العامة، فإن الخطة تتضمن غزو مدينة غزة عبر إجلاء سكانها خلال الشهرين المقبلين إلى مخيمات خارج المدينة، ثم حصر القوات المدينة والعمل داخلها.

ووصفت صحيفة "إسرائيل هيوم" الخطة بأنها إنذار أخير لحماس: إما قبول الاتفاق أو اجتياح كامل القطاع.

وعلى صعيد الوضع الإنساني، تسبب الصراع منذ بدء هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر 2023 في أزمة إنسانية عميقة بقطاع غزة، حيث يعتمد السكان بشكل كامل على المساعدات الدولية.

وأفاد رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، لوكالة فرانس برس، أن إجراءات التفتيش البطيئة عند المعابر تعني دخول عدد قليل جداً من الشاحنات يومياً، حيث لا يتجاوز عدد الشاحنات التي تدخل القطاع من 70 إلى 80 شاحنة، في حين تقدر الأمم المتحدة الحاجة إلى 600 شاحنة يومياً على الأقل.

وأودى القتال والهجمات الإسرائيلية بحياة ما لا يقل عن 61,258 شخصاً في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة في القطاع، وهو رقم تعتمده الأمم المتحدة.

في المقابل، تسبب هجوم حماس في مقتل 1,219 شخصاً في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين، حسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات رسمية.

 

endNewsMessage1
تعليقات