محلل سياسي إيراني يكشف خفايا إصرار واشنطن على توسيع "اتفاقيات أبراهام" في القوقاز وآسيا الوسطى

كشف قاسم مؤمني، الخبير في شؤون القوقاز، عن خلفيات التحركات الأميركية الرامية إلى ضمّ جمهورية أذربيجان ودول آسيا الوسطى إلى "اتفاقيات أبراهام"، مشيراً إلى أن العلاقات بين أذربيجان وتلك الدول مع إسرائيل قد تعمقت منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وشكلت جزءاً من "عقيدة الأطراف" في السياسة الخارجية الإسرائيلية، والتي هدفت إلى بناء علاقات مع الدول الإسلامية غير العربية التي لم تتخذ مواقف معادية لإسرائيل.
وأوضح مؤمني في حديثه لوكالة "إيلنا" أن العلاقات بين إسرائيل ودول آسيا الوسطى لم تكن فقط سياسية، بل شملت مجالات اقتصادية وأمنية وزراعية وصحية، مضيفاً أن إسرائيل قامت باستثمارات كبيرة في مصافي النفط في تركمانستان، كما تنتشر البعثات الإسرائيلية في قطاعات متعددة في هذه الدول.
ولفت إلى أن أذربيجان ترتبط بعلاقات دبلوماسية متقدمة مع إسرائيل، وقد افتتحت مؤخراً سفارتها في الأراضي المحتلة، ما يعكس تقارباً واضحاً بين الطرفين. وأشار إلى أن الحديث عن انضمام أذربيجان إلى اتفاقيات أبراهام يأتي في إطار استمرار هذا المسار من التقارب، خاصة بعد الدعم الإسرائيلي لباکو خلال حرب قره باغ عام 2020.
وأكد مؤمني أن الولايات المتحدة تستخدم هذه الاتفاقيات كأداة استراتيجية لإعادة تشكيل النظام الإقليمي بما يخدم أمن إسرائيل، حيث أبلغت واشنطن حلفاءها في المنطقة بأن الانضمام إلى الاتفاقيات يُعد شرطاً أساسياً للعلاقات الاستراتيجية مع أميركا.
وبيّن أن انضمام دول مثل كازاخستان وتركمانستان وأوزبكستان إلى الاتفاقيات أمر محتمل، إذ لا توجد عقبات جدية أمام ذلك، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة ستكون ذات طابع رمزي وتعكس توجهات تلك الدول على الساحة الدولية.
وأضاف: "هذا التوجه يبعث برسالة مفادها أن تحالفاً إقليمياً بقيادة أميركا بصدد التشكّل لضمان أمن واستقرار إسرائيل، الأمر الذي يشكل مصدر قلق لدول كإيران التي ترى في هذا المشروع تهديداً لمصالحها الإقليمية."
وفي ختام حديثه، أكد مؤمني أن "اتفاقيات أبراهام" تتحول تدريجياً إلى أداة لترسيخ نظام إقليمي جديد من قِبل الولايات المتحدة، وأن الدول التي تنضم إليها ستحصل على دعم سياسي وأمني واقتصادي من واشنطن، في حين أن من يرفض الانضمام قد يُحرم من هذه المزايا. ولم يستبعد إمكانية انضمام دول مثل سوريا ولبنان مستقبلاً تحت ضغوط خارجية، إذا ما استمر هذا المسار.