إيران تحمل إسرائيل المسؤولية عن خروقات وقف النار في غزة ولبنان

إيران تحمل إسرائيل المسؤولية عن خروقات وقف النار في غزة ولبنان
معرف الأخبار : 1718079

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن المسؤولية الدولية في ضمان استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة تمثل “عبئاً ثقيلاً للغاية”، محذّراً من أن استمرار الخروقات الإسرائيلية يهدد أي جهود لتهدئة الأوضاع.

واستهل المتحدث باسم وزارة الخارجية، اسماعيل بقائي، مؤتمره الصحفي لهذا الاسبوع، بتقديم التعازي بمناسبة ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (ع)، وإحياء ذكرى أسبوع التعبئة وذكرى جميع شهداء إيران .مستعرضا مواقف وقرارات وزارة الخارجية الايرانية بشأن آخر التطورات الإقليمية والدولية .

وبالاشارة الى انتهاك وقف إطلاق النار مرارا وتكرارا في غزة خلال الـ45 يوما الماضية، قال بقائي: نحن في واقع الأمر نشهد استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتحمل الدول الضامنة مسؤولية كبيرة جدا، ومن الواضح أنها فشلت في إجبار الكيان الصهيوني على وقف جرائمه. 

وتابع : يواصل هذا الكيان ارتكاب جرائمه بشعورٍ من الإفلات من العقاب. وتُظهر التقارير المنشورة حول استخدام هذا الكيان للأسلحة المحظورة، وبخاصة القنابل العنقودية في جنوب لبنان، أنه لا يعرف أي حدود أو ضوابط. كما أن الأخبار المتعلقة بسرقة أعضاء جثث الأسرى الفلسطينيين تكشف أبعادا جديدة من جرائمه الوحشية.

رسالة شكر من رئيس الجمهورية الى ولي العهد السعودي على الخدمات المقدمة خلال موسم الحج 

وردا على سؤال حول تفاصيل رسالة رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية الى ولي العهد السعودي، قال بقائي: "سبق أن أعلنا موقفنا في هذا الشأن أكثر من مرة؛ فقد بيّنتُ سابقا التفاصيل كما فعل سفيرنا في الرياض. هذه الرسالة كانت ببساطة رسالة عادية جدا، تم تبادلها في إطار العلاقات القائمة بين إيران والسعودية فيما يخص تنظيم مراسم الحج."

واوضح انها تتضمن رسالة شكر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية للسعودية على الخدمات التي قدّمتها خلال موسم الحج الماضي، كما تتضمّن إعلان استعداد إيران وأملها في استمرار هذا التعاون من أجل تنظيم موسم الحج هذا العام بشكل ناجح وعلى اكمل وجه.

وأضاف: "تجدر الإشارة الى أن موسم الحج الماضي كان مختلفا نوعا ما عن الأعوام السابقة، نظرا لتزامنه مع مواجهتنا للاعتداءات العسكرية الصهيونية، مما تسبب في مواجهة حجّاجنا لبعض الصعوبات هناك. وقدّمت السعودية وبعض الدول الإقليمية مثل سلطنة عُمان والعراق مساعدات قيمة ساعدت حجاجنا على العودة الى إيران سالمين."

 واستطرد مؤكدا ان هذا بالضبط هو السبب وراء إرسال هذه الرسالة؛ إذ قام رئيس منظمة الحج والزيارة الجديدة بزيارةٍ الى السعودية لأداء مهامه التنظيمية، وأُرسلت الرسالة في هذا السياق كتعبير عن الامتنان.

الولايات المتحدة لا تملك الجدّية اللازمة في موضوع المفاوضات

 

كما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية أيضا الى موضوع الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، وقال: "ليس الموضوع في جوهره مسألة وساطة أو وسيط، بل يعود في الأساس الى منهجية وسياسة الولايات المتحدة. "

واكمل : الولايات المتحدة لا تمتلك الجدّية اللازمة في موضوع المفاوضات، ونهجها تجاه الحوار لا يستند إلى مبدأ التبادل الدبلوماسي المعهود، بل يرتكز على فرض الإملاءات. وطالما أصرّت الولايات المتحدة على هذا النهج، فلن تُثمر أي مفاوضات ذات معنى. وبالتالي، فإن مسألة الوساطة تبقى قضية ثانوية."

وتابع: "نحن نتمتع بعلاقة جيدة جدا مع المملكة العربية السعودية ونولي هذه العلاقة أهمية كبيرة. ونشكر السعودية وسائر الدول التي تعمل بجدٍ من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، ونثمن جهودها لاستخدام طاقاتها في تخفيف التوترات."

محتوى القرار المعادي لإيران في مجلس المحافظين وصمة عار على جبين من صاغه ودعمه

وردا على سؤال من مراسل وكالة "إرنا" حول موقف ايران من قرار الترويكا الأوروبية في فيينا، الذي دعا إيران الى متابعة المفاوضات الدبلوماسية على أساس مطالب قرارات مجلس الأمن الملغاة، والتي كانت تدعو إيران الى التفاوض مع مجموعة 5+1.

 اجاب المتحدث باسم الخارجية:"هذا القرار لا يساعد على حل المشكلة بل يعقّدها أكثر. بل ويُعد تدخلا صارخا في عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسيزيد من تقويض استقلاليتها. ولا وجود لأي نية حسنة وراء صياغة هذا القرار وطرحه."

ورأى بقائي مؤكدا على ان محتوى هذا القرار يُعدّ وصمة عارٍ على جبين من صاغه ودعمه، قائلا: "لأنه و كما سبق أن ذكرتُ ،فان هذا القرار لا يُخالف قرارات مجلس الأمن الدولي والإجراءات السابقة للوكالة فحسب، بل لم يحتوِ حتى على أدنى إشارة الى جوهر المشكلة وأصل نشأتها، الا وهي الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في هجومهما على المنشآت النووية السلمية الإيرانية."

الأمن والاستقرار في المنطقة والجوار يحظيان بأهمية كبرى بالنسبة لنا

وردا على سؤال آخر من  وكالة "إرنا" بشأن التكهنات الأخيرة حول إمكانية عقد اجتماع إقليمي بمشاركة إيران وعدة دول إقليمية حول التوترات الحالية بين أفغانستان وباكستان بهدف تحقيق الاستقرار، وما إذا كانت إيران قد أعلنت استعدادها لاستضافة مثل هذا الاجتماع.

 

اوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية:" الأمن والاستقرار في منطقتنا والجوار يحظيان بأهمية كبرى بالنسبة لنا. ومنذ اللحظات الأولى لنشوب التوتر بين أفغانستان وباكستان، بذلنا جهودا كبيرة لمنع تصاعد التوتر والمساعدة في تسوية الخلافات من خلال الحوار والتفاعل بين البلدين."

وأضاف: "وقد أجرينا كذلك مشاورات مع دول إقليمية أخرى، مثل روسيا وقطر وتركيا وغيرها من الأطراف التي تلعب دورا بدرجات متفاوتة في هذا الملف."

وفي هذا السياق اختتم قائلا: "نحن نواصل جهودنا لطرح هذا الموضوع ضمن إطار إقليمي مناسب للنقاش والتشاور. وهدفنا الأساسي هو المساعدة في تقليل التوتر بين هذين البلدين الجارين والمسلمين."

نشهد حاليا موجة من الصحوة في البلدان الأوروبية والغربية بشأن قضية فلسطين

 

وردا على سؤال حول تصريحات عمدة نيويورك الجديد بشأن الإبادة الجماعية في غزة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية:" إن اعتراف دول ومسؤولين مختلفين، بما في ذلك في الولايات المتحدة، بهذه الحقيقة الجلية الا وهي أن ما يجري في فلسطين المحتلة هو إبادة جماعية؛ إنما هو تعبيرٌ عن واقع لا يمكن تجاهله.ومن الطبيعي أن يُتوقَّع من كل فرد ومن كل دولة ومن كل مسؤول أن يصرخ بهذه الحقيقة بصوت عال وواضح. "

واضاف: نشهد اليوم موجة حقيقية من الصحوة في البلدان الأوروبية والغربية؛ فرغم كل الضغوط والقيود التي فُرضت على أي انتقاد لتصرفات الكيان الصهيوني، نرى أن جماهير غفيرة في عواصم أوروبية وغربية شأنها في ذلك شأن باقي شعوب العالم ،تنزل الى الشوارع احتجاجا على الإبادة الجماعية والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني. وهذا بحد ذاته مؤشر مهم جدا على أن المجتمع الدولي قد اصبح يقظا أخيرا إزاء الجرائم التي تُرتكب في منطقتنا."

وتابع :"إنه لمن المؤكد أنه إذا لم تُكبح جرائم هذا الكيان الصهيوني وعدوانيته في منطقتنا، فإن تداعيات جرائمه ستمتد حتما الى مناطق أخرى من العالم، ولا شك في ذلك. إن طبيعة هذا الكيان العدوانية، ونهمه المفرط، وغروره العنصري، كلها تُظهر بوضوح أنه لا يرى أي بقعة في العالم من منظور الأمان من أفعاله الإجرامية."

واشار بقائي الى تاريخ الصهاينة، قائلا: " لو راجعتم سجّل الكيان الصهيوني خلال العقود الثمانية الماضية، لرأيتم أن عمليات اغتيال وتخطيط لعمليات إرهابية قد وقعت في أقصى أرجاء العالم، بما في ذلك في العديد من الدول الأوروبية."

 واكمل :"حتى الآن، توجد أراض لدولتين على الأقل في منطقتنا تحت احتلال هذا الكيان. والتهديد العلني الذي أطلقه هذا الكيان مؤخرا بأنه سيستهدف دولا أوروبية أيضا، ما هو إلا جرس إنذار واضح لتلك الأطراف التي ما زالت تواصل دعمها لهذا الكيان الإجرامي."

بعد انتهاء صلاحية القرار 2231، سيتم التعامل مع إيران كأي دولة غير حائزة للسلاح النووي

 

وردا على سؤال حول موقف روسيا من التعاون النووي مع إيران، قال بقائي:"فيما يخص التعاون النووي بين إيران والدول الأخرى، والموقف الذي أعلنته روسيا مؤخرا بأن التعاون النووي مع إيران يجب أن يُدار كما يُدار مع أي دولة غير حائزة للسلاح النووي."

واضاف:" نشير الى أن هذا المبدأ تم التأكيد عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2231. فقد نصّ القرار بوضوح على أنه بعد انتهاء العمل به، سيتم التعامل مع إيران تماما كأي دولة غير حائزة للسلاح النووي. وهذا يعني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتمتع بكامل استقلاليتها في التعاون والتفاعل مع الدول الأخرى في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية."

وأكمل قائلا:"لذا، فإن الموقف الروسي يتماشى مع الموقف المبدئي الذي اتخذته موسكو سابقا حين عارضت محاولات الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة إعادة فرض قرارات مجلس الأمن السابقة التي كانت ملغاة. ونحن نثمن هذا الموقف. ولا تزال المحادثات والمشاورات بين إيران وروسيا بشأن تعزيز وتوسيع التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية مستمرة بجدية، كما كانت دائما."

إيران تتعامل مع الوكالة الدولية للطاقة النووية عبر بعثتها الدائمة في فيينا

وحول جهود مصر للوساطة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال المتحدث:" لا نرى أي حاجة للوساطة مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية عضو في هذه الوكالة، ونحافظ على تواصل مباشر معها عبر بعثتنا الدائمة في فيينا."

 وتابع :"كما اننا نعبّر عن مواقفنا بوضوح، سواء في المحافل العامة أو في اللقاءات الثنائية مع مسؤولي الوكالة. وطالما كنا أعضاء في معاهدة عدم الانتشار (NPT)، فإننا نعتبر أنفسنا ملتزمين بها."

وأضاف:"لكن المشكلة بدأت حينما انتهكت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني المنشآت النووية الإيرانية السلمية، مما أعاق بشكل مباشر التعاون الطبيعي بين إيران والوكالة. في الحقيقة، هم الأطراف التي يجب أن تُستدعى للمساءلة، لا إيران."

 واكمل :"مشكلتنا مع هذا القرار ومع إجراءات الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة هي أنهم يتجاهلون حقيقة واضحة ،فهم أنفسهم من يتحملون المسؤولية عن هذا الوضع. على الوكالة الدولية للطاقة النووية وأعضاء مجلس المحافظين أن يحاسبوا الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وداعمي الاعتداء على المنشآت النووية الإيرانية، لا أن يستمروا في اتهام إيران بعدم التعاون."

إيران تواصل التعاون مع الوكالة في إطار التزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار وقانون البرلمان

وردا على سؤال حول وساطة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقترحات إيران لحل المأزق النووي، قال بقائي:" لايوجد أي مأزق. نحن أعضاء في الوكالة الدولية للطاقة النووية، ولدينا مطالب مشروعة تجاه الوكالة وقيادتها."

                                                                                                                                                                                            ومضى في القول:" نتوقع من مسؤولي هذه الوكالة أن يلتزموا بواجباتهم الفنية والمهنية، ولا يسمحوا للضغوط والتأثيرات الأمريكية والأوروبية أن تحرف الوكالة الدولية للطاقة النووية عن مسارها المهني."

واردف ثائلا:" بعد ثلاث جولات من المفاوضات المكثفة، توصلنا الى تفاهم مع هذه الوكالة، تم فيه توضيح كيفية التعاون والتفاعل مع الوكالة الدولية للطاقة النووية في ظل الاعتداءات العسكرية التي نفذها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ضد منشآتنا النووية السلمية، وتم الاتفاق على أن يُستخدم هذا الإطار كأساس للتعاون المستقبلي."

وتابع:"للأسف، تحرّكت الترويكا الأوروبية الثلاث تحت تأثير الضغط الأمريكي، مما حال دون استمرار هذا التفاهم. ففي مجلس الأمن وفي الوكالةالدولية للطاقة النووية، عملوا على عرقلة هذا المسار. "

واوضح انه كما أعلنت ايران سابقا في القاهرة، فإنها تعتبر هذا التفاهم لاغيا إذا ارتكبت الأطراف المقابلة أي فعل عدواني أو غير قانوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد تم ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة النووية بذلك بشكل صريح. 

واكد بقائي على ان الأمر واضح تماما، حيث ان إيران ستواصل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة النووية في إطار التزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار، وبمراعاة القانون الذي أقرّه البرلمان الإيراني. لذا، فإن أي محادثات مستقبلية مع الوكالة ستتم وفق هذا الإطار.

                                                                                                                                                                                            واضاف : لكن لا يمكن تجاهل حقيقة أن الإجراءات الانتقامية التي اتخذها الأمريكان والأوروبيون ضد إيران في الوكالة سيكون لها تبعات. ومن بين هذه التبعات أن التفاهم الذي توصلنا إليه في القاهرة لم يعد قابلا للتنفيذ، وقد أعلنا رسميا أن هذا التفاهم لم يعد ساريا."

 أمريكا تستخدم سياساتها الخارجية لصرف الانتباه عن مشاكلها الداخلية

وحول نشر وثائق جيفري إبستين وتأثيرها على السياسة الخارجية الأمريكية، قال بقائي:"الواقع أن السياسة الداخلية الأمريكية كانت دائما تؤثر في سلوكها الخارجي. وهناك تحليل واقعي مفاده أن أحد أسباب تدخلات أمريكا خارج حدودها- خاصة في الكاريبي وأمريكا اللاتينية- كان محاولة لتحويل انتباه الرأي العام عن بعض حقائق السياسة الداخلية الأميركية، ومحاولة لجعل الرأي العام المحلي والدولي ينتبه إلى قضايا أخرى ويظل غافلا عن قضايا خطيرة للغاية وتثير أسئلة مهمة في أذهان الرأي العام."

وأضاف:"الأمر الأهم هو أن علاقات هذا الشخص، الذي كان أحد أكبر مهرّبي البشر ومرتكبي جرائم الاتجار بالأطفال والنساء والاعتداء الجنسي، مع مسؤولين سياسيين أمريكيين وصهاينة، تبدو حقيقة مؤكدة. وكونه كان له تأثيرٌ في توجيه السياسة الأمريكية ودفع أجندة الكيان الصهيوني، خصوصا ضد إيران ودول المنطقة، أمر بالغ الاهمية. هذا يوضح لنا من يقف وراء الكواليس وينسّق هذه الأعمال غير القانونية ضد شعوب المنطقة."

سنتخذ أفضل قرار يصون المصالح الوطنية في الملف النووي

وحول الخطوات التي ستتخذها إيران بعد اعتماد القرار في مجلس المحافظين، قال بقائي:" أحد إجراءاتنا كان واضحا جدا؛ إعلاننا أن التفاهم الذي تم التوصل إليه بين إيران والوكالة الدولية للطاقة النووية في ايلول/سبتمبر الماضي لم يعد ساريا، بسبب الظروف التي أوجدتها الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة." 

وتابع :"سنواصل، وفقا لجميع المعطيات، اتخاذ أفضل القرارات التي تضمن مصالحنا الوطنية. والقرار بشأن الملف النووي سيُتخذ على أعلى المستويات في البلاد، وفور اتخاذه سنُعلن عنه بشفافية. والأولوية القصوى لأي قرار ستكون حماية مصالح إيران وحقوقها الوطنية، وفقا لمعاهدة عدم الانتشار بأفضل صورة ممكنة."

نرفض أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للسودان

 

وحول تطورات الأوضاع في السودان، قال بقائي:" الوضع في السودان مقلق جدا. فإذا راجعنا تاريخ الأزمة السودانية، نجد أن الطرف الذي يدّعي اليوم أنه يسعى لحلها-أي الولايات المتحدة -كان أحد الأطراف الرئيسية في إحداثها."

واكمل:" فمنذ عقدين تقريبا، أدّت التدخلات الأمريكية في شؤون السودان الى تفجير الصراعات، وتمزيق وحدة البلاد، وارتكاب مجازر ضد المدنيين الأبرياء. نحن نرفض أي تدخل من أطراف ثالثة في الشؤون الداخلية للسودان، وندعم جهود أطراف النزاع السودانيين أنفسهم لإعادة السلام والاستقرار الى بلادهم."

مستعدون دائما للحوار مع الحكومة اللبنانية

وحول استعداد وزير الخارجية اللبناني للتفاوض مع نظيره الإيراني، قال بقائي:" لدينا علاقات جيدة مع لبنان، وسفارات البلدين تعمل بشكل طبيعي. تاريخ العلاقات الإيرانية-اللبنانية طويل ومستند على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. والرابطة العميقة بين شعبي البلدين لا تحتاج اصلا الى شرح."

وتابع:" تصريحات وزير الخارجية اللبناني قوبلت فورا بترحيب من وزير خارجيتنا، الذي أكد بوضوح أن إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، وأن القضايا اللبنانية شأن داخلي محض. وفي الوقت ذاته، نحن دائمًا مستعدون للحوار والتعاون مع الحكومة اللبنانية."

ولفت الى انه خلال الشهرين الماضيين تمت محادثات مثمرة بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني والمسؤولين اللبنانيين، فضلا عن لقاءات إيجابية بين وزيري خارجية البلدين على هامش اجتماعات إقليمية ودولية.

العدو الحقيقي للسلام في المنطقة هو الكيان الصهيوني

وردا على سؤال حول اتفاقية التسليح الأمريكية-السعودية، قال بقائي:" لدينا علاقات ممتازة ومتزايدة مع المملكة العربية السعودية وسائر دول المنطقة. ونشارك تماما مخاوف دول المنطقة من العدوانية والتوسعية الصهيونية."

                                                                                                                                                                                             وتابع مؤكدا على ان الحقيقة التي يجمع عليها الجميع في منطقتنا هي أن أكبر تهديد للسلام والاستقرار هو الكيان الصهيوني. ومن واجب دول المنطقة أن تعتمد على قدراتها الذاتية لخلق بيئة تمنع هذا الكيان من ممارسة عدوانه والتوسع في جرائمه."

حق تقرير المصير مقدس ولا يجوز التطاول عليه

وحول موقف إيران من قرار مجلس الأمن بشأن خطة ترامب لغزة، قال بقائي:" سبق أن أصدرنا بيانا مفصلا بيّنا فيه موقفنا من هذا القرار وعبّرنا عن قلقنا. ينبغي أن يُدرك الجميع أن أي طرف حتى لو كان مجلس الأمن أو الأمم المتحدة ،لا يملك الحق في انتهاك حق شعب في تقرير مصيره."

وبيّن بقائي ان الخلل الأساسي في هذا القرار أنه تجاهل حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وسعى بدلًا من ذلك إلى فرض نظام وصاية على غزة. كما أنه لم يتضمّن أي إشارة الى واقع السنتين الماضيتين أي الإبادة الجماعية الواضحة والعلنية في غزة، والتي تستدعي محاكمة مسؤولي الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية، كما بدأ يجري بالفعل في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.

وأكّد:"ما يجب أن يُراعى هو المبدأ الأساسي في القانون الدولي، اي احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، لا سيما تلك التي تعاني من الاحتلال والاستعمار والفصل العنصري. ولا يجوز تجاهل هذا الحق تحت أي ظرف، وهذا بالضبط هو أعظم عيوب هذا القرار."

المنطقة تدرك جيدا أن جريمة أمريكا والكيان الصهيوني ضد إيران انتهاك صارخ للسلام الدولي

وحول التصريحات المعادية لإيران التي أطلقها الرئيس الأمريكي خلال لقائه بولي العهد السعودي، قال بقائي:"التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الأمريكان خلال هذه الزيارة تتماشى مع سياسة أمريكا الثابتة في إثارة التفرقة بين دول المنطقة."

واضاف: نحن على ثقة بأن دول المنطقة لن تقع في فخ كهذا. دول المنطقة تُدرك جيدا أن جريمة الولايات المتحدة والنظام الصهيوني ضد إيران تُعد انتهاكا صارخا للسلم والأمن الدوليين.وتدرك تماما أن غياب أي خطة جادة لكبح جماح العدوانية الصهيونية سيؤدي الى مزيدٍ من التصعيد.

 

ومضى في القول ،كما أن دول المنطقة تدرك أن الولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي- عسكريا ولوجستيا وسياسيا- لهذا الكيان. لذا، لا يمكن لأمريكا أن تكون طرفا محايدا أو وسيطا نزيها؛ بل هي جزءٌ لا يتجزأ من جرائم الكيان الصهيوني."

ادعاءات أمريكا بشأن المفاوضات تفتقر الى الجدية وحسن النية

وحول تصريحات دونالد ترامب حول وجوده على أعتاب اتفاق مع طهران، قال بقائي:" المزاعم الأمريكية المتكررة حول التوصل الى اتفاق تفتقر الى أي جدية. فسلوك أمريكا العملي يُظهر أنها ليست جادة إطلاقا. إما أنها لا تفهم طبيعة المفاوضات بشكل صحيح، أو أنّ منهجها لا يرى في الحوار سوى وسيلة لإملاء الشروط. لذا، يجب مقارنة كلام أمريكا بأفعالها، وحينها سيتضح بوضوح أن ادعاءاتها تخلو من الجدية وحسن النية."

 

إجراءات أمريكا ضد فنزويلا تخالف القانون الدولي

وحول الخلاف داخل أمريكا بشأن التوترات مع فنزويلا، قال بقائي:" من الواضح للجميع أن ذريعة مكافحة تهريب المخدرات في الكاريبي وأمريكا اللاتينية ما هي سوى غطاء لسياسة القمع الأمريكية في المنطقة، وضغوطها على حكومة مستقلة، وتهديدها لدول أخرى. "

وتابع :"فقد شهدنا أن الأمريكان، الى جانب تهديد فنزويلا، هددوا دولا أخرى في أمريكا اللاتينية بالتدخل العسكري. هذه الإجراءات مرفوضة ومدانة تماما وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. ولا يجوز لأي طرف أن يستخدم ذريعة مكافحة الجريمة المنظمة لانتهاك سيادة دولة ما ووحدة أراضيها وامنها أو تهديدها بالقوة."

وأضاف:"كما أن استخدام القوة ضد قوارب الصيد، بحسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، يُعد قتلا تعسفيا و خارج نطاق القانون . لذا، فإن هذه الأفعال تُعتبر جرائم دولية بموجب القانون الإنساني. "

واوضح :" وكما يعلم الجميع فان هذه الإجراءات الأمريكية تثير ردود فعل داخل النظام الأمريكي نفسه، بل إن بعض القادة العسكريين الأمريكان يعلنون معارضتهم لها. ومن الطبيعي أن أي دولة أو مسؤول لديه أدنى إلمام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، يدرك أن الإجراءات الأمريكية ضد فنزويلا تخالف المبادئ الأساسية للقانون الدولي."

تاريخ العقوبات الأمريكية يعود الى خمسينيات القرن الماضي عندما قررت إيران تأميم صناعتها النفطية

وردا على تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على شركاء روسيا التجاريين إذا لم تتوصل الى اتفاق معها، قال بقائي:"نواجه يوميا حزما جديدة من العقوبات الأمريكية، ولديها تاريخ طويل يمتد لنحو خمسة عقود. وتعود جذور العديد من هذه العقوبات إلى الخمسينيات، حين قررت إيران تأميم صناعة النفط."

واضاف: "مما لا شك فيه أن هذه العقوبات تسبب لنا أضرارا، لكنها عاجزة تماما عن أن تضعف عزيمتنا في الدفاع عن كرامتنا وحقوقنا ومصالحنا الوطنية. وهذا التهديد يشبه تماما التهديدات السابقة التي تطلقها أمريكا بين الحين والآخر ضد مختلف الدول."

 

مبدأ "الصين الواحدة" يجب أن يُحترم من جميع الدول

وحول قرار الولايات المتحدة إرسال أسلحة لتايوان، قال بقائي:"فيما يخص التطورات في شرق آسيا، فإننا ندين بشدة إرسال شحنات أسلحة لتايوان من قبل أمريكا، بهدف التحريض ضد الصين. موقفنا المبدئي هو أن مبدأ 'الصين الواحدة' يجب أن يُحترم من قِبل جميع الدول، وهو ما أكدت عليه قرارات الأمم المتحدة. "

واعتبر ان الإجراءات الأمريكية، وتحريضها لبعض الدول الأخرى في المنطقة على التصعيد، ما هي إلا دليل جديد على ازدراء أمريكا للسلام والاستقرار الإقليمي والاستخفاف بهما. والمجتمع الدولي يرى بوضوح أن الولايات المتحدة ذاتها هي أكبر تهديد للسلم والأمن والاستقرار الدوليين.

يصرّ الكيان الصهيوني دوما على جر امريكا الى حروب لا نهاية لها ضد دول المنطقة

وحول تصريحات الإعلامي الأمريكي تاكر كارسون، التي كشف فيها أن الهدف الحقيقي من الدفع نحو حرب مع إيران لم يكن منعها من امتلاك سلاح نووي، بل تفكيكها بتحريض من الكيان الصهيوني، ، والتي زعم فيها أيضا انه هو و"تشارلي كيرك" قد حذرا الرئيس الأمريكي صراحة من الدخول في حرب مع إيران، غير أنهما وُجها بالكراهية.

 

واكد بقائي : من المعروف أن تشارلي كيرك قد اغتيل ، وان هذه التصريحات ليست بجديدة ، بل تُؤكد حقيقة ندركها منذ البداية؛الا وهي أن الكيان الصهيوني يسعى دائما لجرّ الولايات المتحدة الى حروب لا نهاية لها ضد دول المنطقة تحت ذرائع متنوعة، منها الملف النووي الإيراني.

                                                                                                                                                                           وأضاف: أن هذا لا يُبرئ أمريكا من مسؤوليتها، إذ سقطت في هذا الفخّ وشاركت بوضوح في الاعتداء على إيران، وهو ما اعترف به رئيسها صراحة. لذا، لا شكّ أن الولايات المتحدة شريك رئيسي في جريمة الاعتداء هذه ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ألمانيا من الدول التي لعبت دورا بارزا في توفير وتطوير الأسلحة الكيميائية لنظام صدام 

وحول مشاركة وزير الخارجية في الاجتماع السنوي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، قال بقائي: سيشارك وزير الخارجية في الاجتماع السنوي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي يوم الأربعاء. ونحن نغتنم كل فرصة دولية لإبقاء ذكرى تلك الأحداث المؤلمة خلال سنوات الحرب المفروضة حيّةً في الأذهان؛ لا سيما الاستخدام المتكرر لنظام صدام للأسلحة الكيميائية ضد العسكريين والمدنيين الإيرانيين والعراقيين.

 وذكر بقائي: "يشكّل هذا الملف التزاما دائما لوزارة الخارجية ولكل مؤسسات الدولة، الى جانب تذكير العالم بهذه المآسي.كما يوفّر حضورنا في مثل هذه الاجتماعات فرصة لتوضيح الطابع اللاإنساني تماما للأسلحة الكيميائية والبيولوجية، والمساهمة في منع تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلا. ولهذا السبب، يكتسي الاجتماع السنوي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أهمية كبرى."

وأضاف: "نحيي هنا شهداء وجرحى الحرب الكيميائية. فقد عقد الأسبوع الماضي مؤتمر 'الأنفاس المحترقة' تكريما لضحايا الاسلحة الكيميائية، وكان لقاء مهما في متابعة القضايا المتعلقة بهم. بعض هذه القضايا مطروحة منذ فترة؛ أحدها وصل ال نتيجة في هولندا، فيما لا تزال قضيتان أو ثلاث قيد المتابعة.

وتابع : بخصوص ألمانيا، ما زلنا نطالبها رسميا، إذ كانت من بين الدول التي لعبت دورا كبيرا في تزويد نظام صدام وتطوير أسلحته الكيميائية خلال الحرب المفروضة. وقد أعلنت السلطات الألمانية سابقا أنها نظرت في بعض هذه الاتهامات، وأصدر القضاء الألماني أحكاما في هذا الشأن. ونحن نطالب بالاطلاع على نتائج هذه التحقيقات، ونتوقع من ألمانيا التعاون في كشف أبعاد الدعم والمشاركة التي قدّمتها شركات وأشخاص طبيعيون واعتباريون ألمان في تزويد نظام صدام بتلك الأسلحة."

وشدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية :"هذا الملف لا يزال على جدول أعمالنا، وقد أجرينا آخر متابعة له قبل شهرين أو ثلاثة، عبر إرسال مذكرة رسمية الى السفارة الألمانية في طهران. ونحن ننتظر ردّهم."

 

endNewsMessage1
تعليقات