بغداد اليوم: واشنطن تُراسل طهران عبر مسقط لاستئناف المفاوضات النووية.. وإيران: لا حوار بظروفٍ مفروضة
كشفت مصادر دبلوماسية في طهران أنّ الولايات المتحدة الأمريكية بعثت برسالة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر سلطنة عمان، تتعلّق بإمكانية استئناف المفاوضات النووية المتوقفة منذ حزيران الماضي، في خطوةٍ تُعد مؤشراً على سعي واشنطن لإعادة إحياء المسار الدبلوماسي بعد شهورٍ من الجمود والتوتر الإقليمي المتصاعد.
وقالت المصادر لـ«بغداد اليوم» إنّ «الرسالة الأمريكية التي وصلت إلى مسقط نُقلت إلى الجانب الإيراني، وتضمنت إبداء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبتها في استئناف المحادثات النووية، والتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران».
وفي هذا الإطار، زار نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين، مجيد تخت روانجي، العاصمة العمانية مسقط، حيث عقد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين العمانيين وممثلين عن الأمم المتحدة، إلى جانب ممثل حركة «أنصار الله» محمد عبدالسلام.
وقال روانجي، عقب عودته إلى طهران، إنّ الزيارة كانت «قصيرة ولكن مثمرة»، موضحاً أنه التقى وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي ونائبه خليفة الحارثي، مشيراً إلى أنّ سلطنة عمان «تُعد شريكاً أساسياً وجاراً موثوقاً لإيران»، وأنّ «العلاقات بين البلدين تقوم على الثقة المتبادلة والتنسيق المستمر».
وأضاف المسؤول الإيراني أنّ «الملف النووي شكّل محوراً رئيسياً في المحادثات مع الجانب العماني»، مؤكداً أنّ طهران «توضح مواقفها بصراحة وشفافية، لكنها ترفض أي مفاوضات تُرسم نتائجها مسبقاً».
وانتقد روانجي ما وصفه بـ«الخيانة الأمريكية»، قائلاً: «بينما كانت طهران منخرطة في مسار التفاوض، بدأت إسرائيل حربها ضد إيران بضوءٍ أخضر أمريكي، وهو ما يُعد عملاً عدائياً ضدّ مبدأ الحوار».
من جانبه، أكّد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، عقب اللقاء، أنّ بلاده «تثمن العلاقات التاريخية مع إيران»، مشيراً إلى أنّ الطرفين «بحثا سبل تعزيز التعاون الثنائي وتبادلا وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والدولية»، وشددا على «ضرورة حلّ النزاعات بالوسائل السلمية والحوار البنّاء».
وتأتي زيارة المسؤول الإيراني إلى مسقط بالتزامن مع تحركات دبلوماسية تقودها سلطنة عمان لإحياء الوساطة بين طهران وواشنطن، بعد تعثر المفاوضات النووية منذ أشهر، وتصاعد التوتر بين إيران والكيان الصهيوني في المنطقة.
وكانت مسقط قد لعبت دوراً محورياً في المفاوضات التي سبقت توقيع الاتفاق النووي عام 2015، إذ استضافت لقاءات سرية بين طهران وواشنطن مهدت للتفاهم الدولي آنذاك. وتشير التحركات الحالية إلى احتمال عودة الدور العماني مجدداً كقناة تواصل آمنة بين الجانبين، في ظلّ إصرار طهران على حقوقها النووية ورفضها أي إملاءات أمريكية جديدة.