تفعيل آلية الزناد وتداعياتها المباشرة وغير المباشرة على إيران.. خبیر سياسي یوضح

تفعيل آلية الزناد وتداعياتها المباشرة وغير المباشرة على إيران.. خبیر سياسي یوضح
معرف الأخبار : 1679684

مع بدء تفعيل آلية الزناد وعودة العقوبات الدولية، تواجه إيران مفترقًا حاسمًا في ملفها النووي والدبلوماسي، وسط ضغوط متزايدة من تحالف يوروأتلانتيكي يسعى للحد من نفوذها. هذه الخطوة قد تُضعف الدور الأوروبي وتغلق الأبواب أمام الدبلوماسية التقليدية، ما يفتح أمام إيران تحديات وفرصًا جديدة لمواجهة الضغوط الدولية.

في مقابلة مع وكالة "إيلنا"، قدم حسين مفيدي أحمدي، الباحث في الشؤون الأوروبية واليوروأتلانتيك، تقييمه للاجتماع الأخير في جنيف وبدء تفعيل آلية الزناد، مشيراً إلى أن هذه القضية يمكن تحليلها على مستويين: التنفيذي والبنيوي، في إطار علاقة أوروبا بالقضية الإيرانية.

تراجع النفوذ الأوروبي بعد تفعيل آلية الزناد

وأشار مفيدي إلى أن المستوى التنفيذي يعكس موقع أوروبا في النظام الدولي من حيث قدرتها على العمل المستقل. واعتبر ملف إيران، وخصوصاً الملف النووي، من الملفات التي جمعت أوروبا على موقف موحد سواءً بالإيجاب أو السلب، لكن تفعيل آلية الزناد وعودة العقوبات الأممية سيؤدي عملياً إلى فقدان هذا النفوذ الأوروبي.

وأضاف أن آلية الزناد تمنح أوروبا أداة ضغط قصيرة الأمد، لكنها في المقابل ستضعف دور أوروبا بشكل كبير وقد تغلق الباب أمام الدبلوماسية، خاصة في ظل شروط أوروبا التي تضمنت ضرورة تفاوض إيران مع الولايات المتحدة والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

تفعيل آلية الزناد شبه مؤكد في حال عدم تحقق شروط التحالف اليوروأتلانتيكي

وفي التحليل البنيوي، أوضح مفيدي أن دور أوروبا محدود ضمن تحالف يوروأتلانتيكي يشمل الولايات المتحدة وإسرائيل، اللذين يمارسان ضغوطاً عسكرية وسياسية على إيران. وفي حال عدم تحقيق شروط هذا التحالف، وخاصة المتعلقة بالاحتياطات من اليورانيوم لدى إيران، يصبح تفعيل آلية الزناد شبه مؤكد.

قرار إيران بين المرونة والمواجهة الدبلوماسية محفوف بالمخاطر

وتناول الباحث تأثير الحرب التي دامت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، مشيراً إلى أن هذا النزاع أثر على تصور أوروبا حول إمكانية حل مخاوفها الأمنية من خلال أدوات غير سياسية وغير دبلوماسية. وفي ظل هذا المشهد، سيكون قرار إيران بشأن تمديد آلية الزناد، والتفاوض مع أمريكا، والتعاون مع الوكالة الدولية، قراراً صعباً وحساساً بسبب التوازنات الراهنة والرهانات الكبيرة.

إغلاق السفارات الأوروبية والأسترالية: أداة ضغط أمريكية محتملة

وعند سؤاله عن إغلاق بعض السفارات الأوروبية والأسترالية في إيران، أشار مفيدي إلى أن هذا الإجراء قد يكون جزءاً من سياسة الضغط المستمرة التي تقودها الولايات المتحدة والتحالف اليوروأتلانتيكي ضد إيران.

دور روسيا في تأجيل آلية الزناد

وحول مبادرة روسيا لتأجيل تفعيل آلية الزناد، أوضح مفيدي أن روسيا تمتلك خبرة واسعة في القواعد والإجراءات القانونية لمجلس الأمن، ما يمكنها من تقديم مبادرات قانونية، لكنها تواجه تحديات في ظل التوترات الجيوسياسية مع الغرب، مما يزيد من تعقيد ملف إيران النووي.

ضرورة الإصلاحات الاقتصادية والحكومية في إيران

وأكد الباحث أن تفعيل آلية الزناد سيزيد من عزلة إيران الاقتصادية وسيحد من ارتباطها بسلاسل القيمة العالمية، ما سيجبر النظام على التركيز على إصلاحات اقتصادية وحكومية داخلية لتخفيف الضغوط على الشعب.

الأبعاد الجيوستراتيجية لآلية الزناد

واختتم مفيدي تحليله بالإشارة إلى أن التفعيل لن يقتصر على العقوبات فقط، بل سيستخدم أيضاً لتبرير التحركات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية ضد إيران، خصوصاً عبر الادعاء بأن إيران تشكل خطراً على أمن النظام الدولي، مع توقع زيادة التوترات الأمنية بسبب عمليات التفتيش المحتملة على السفن المرتبطة بالتجارة مع إيران.

 

endNewsMessage1
تعليقات