متحدث الخارجية: تفعيل "آلية الزناد" سيقابل برد متناسب ومناسب من إيران/ لن ندخل عملية دبلوماسية جديدة اذا لم نطمئن الى عدم تكرار ما حدث

حذّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، من أنّ تفعيل "آلية الزناد" سيُواجَه بردّ حازم ومناسب من الجمهورية الإسلامية، مشدّدًا على أنّ طهران لن تدخل في مسار دبلوماسي جديد ما لم تحصل على ضمانات مؤكّدة بعدم تكرار العدوان الصهيوني وتواطؤ بعض الأطراف الدولية معه.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي إلى موقف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من البرنامج النووي الألماني، قائلاً: لقد أصبح استخدام المؤسسات الدولية كأداة ضغط سياسية أمرًا شائعًا، ولا تُستثنى الوكالة الدولية للطاقة الذرية من هذا الاتجاه.
وأضاف: لو كنا في ظروف طبيعية، لكان من الضروري عقد اجتماع لمجلس المحافظين لمناقشة هذا الموضوع. غير أن استضافة ألمانيا لأسلحة نووية أمريكية يتعارض تمامًا مع معاهدة حظر الانتشار النووي، وهذا بحد ذاته كافٍ لإثبات انتهاكها لالتزاماتها. ومع ذلك، لم تتخذ الوكالة الدولية أي إجراء، وهو أمر مؤسف للغاية.
وتطرق بقائي إلى ردود الفعل الدولية الضعيفة إزاء استهداف مناطق الإغاثة في غزة، مؤكدًا أن السبب الرئيسي لاستمرار الجرائم الصهيونية والإبادة الجماعية هو إفلات الكيان من العقاب.
وقال: "على مدار العامين الماضيين، شهدت غزة مجازر جماعية غير مسبوقة، وجميع الدول ملزمة باتخاذ مواقف جدية. ينبغي محاسبة الولايات المتحدة بوصفها الداعم الرئيسي لهذا الكيان".
وأشار إلى استشهاد مئات الأشخاص في مراكز توزيع الغذاء، واعتبر ذلك من جرائم الحرب، محذرًا من أنّ استمرار الصمت الدولي سيشجّع الكيان الصهيوني على إشعال المزيد من الحروب في المنطقة.
وفي معرض رده على سؤال حول العقوبات الأميركية وآلية الزناد، قال بقائي: الآلية المعروفة بـ(سناب باك) لا تستند إلى أي أساس قانوني أو سياسي. إنها ليست سوى استغلال لمادة ضمن القرار 2231، وقد فقدت هذه الآلية الآن أي شرعية قانونية وأخلاقية. إن إيران لا تزال تعتبر نفسها طرفًا في الاتفاق النووي، وقد خفضت من التزاماتها فقط بعد انسحاب أميركا وعدم وفاء الأطراف الأوروبية بتعهداتها".
وأكد أن اللجوء إلى آلية الزناد لا مبرر له إطلاقًا، مشددًا على أن هذه خطوة سياسية تهدف إلى مواجهة إيران، وستردّ إيران عليها بالشكل المناسب.
وأضاف: "لقد تعرّض الشعب الإيراني على مدى سنوات لعقوبات أميركية متعددة الطبقات، ومع ذلك أثبت قدرته على الصمود والمقاومة".
وفيما يتعلق بمقترحات روسيا والصين بشأن الملف النووي، قال: علاقاتنا مع هذين البلدين قائمة على شراكة استراتيجية وتواصل دائم. لم يتم تقديم اقتراح محدد حتى الآن، لكنهما دائمًا مستعدان للعب دور بنّاء. كما كانت زيارة السيد عراقجي إلى الصين فرصة جيدة لتعزيز التشاور الثنائي".
وفي سياق الحديث عن وساطة الدول بين إيران والولايات المتحدة، أوضح بقائي: "خلال السنوات الماضية، سعت العديد من الدول الصديقة في المنطقة وخارجها إلى المساعدة في حل القضايا العالقة. ومن الطبيعي، في ظل التوترات الإقليمية، أن تستمر هذه الجهود".
وعن احتمالية عقد لقاء بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، قال بقائي:
"لم يتم تحديد موعد أو مكان للمفاوضات حتى الآن، ولن نشارك في أي مفاوضات ما لم نتأكد من جديتها وفعاليتها".
وأكد أن الدبلوماسية يجب ألا تُستخدم كغطاء شكلي، بل كأداة حقيقية لخدمة المصالح الوطنية، كما تفعل القوات المسلحة في حماية البلاد.
وفيما يخص قضية المواطنة الإيرانية المعتقلة في فرنسا، مهدية اسفندياري، أوضح بقائي أن السفارة الإيرانية في باريس تتابع ملفها عن كثب، مشيرًا إلى أن السفير زارها مؤخرًا وأن هناك تواصلاً مستمرًا معها.
وفي معرض تعليقه على تفعيل آلية "سناب باك"، أوضح أن إيران على تواصل دائم مع الدول الأوروبية الثلاث وأن الحوار مستمر لضمان مصالح البلاد.
وقال: "الدول الأوروبية تعلم أن هذه الآلية تفتقر إلى أي مبرر قانوني أو سياسي أو أخلاقي. لو التزمت هذه الدول بتعهداتها لما وصلت الأمور إلى ما نحن عليه اليوم".
وبخصوص تسهيل مراسم زيارة الأربعين، أشار إلى أن اجتماعًا ثلاثيًا عُقد مع وزيري داخلية باكستان والعراق لبحث التسهيلات الحدودية، وقد تم الارتقاء بهذا التعاون إلى مستوى وزاري.
كما نفى الشائعات حول توتر العلاقات مع روسيا، معتبرًا أن هذه الأخبار مفبركة، ومؤكدًا أن العلاقات الإيرانية الروسية قائمة على الاحترام المتبادل والاستقلال في اتخاذ القرار.
وفيما يخص الأطفال الشهداء في غزة، قال: "أغلبهم من الطلبة، وتوثيق هذه الجرائم هو من أولوياتنا".
كما أكد صحة بعض التقارير الإعلامية حول تورط الأجهزة الاستخباراتية الأميركية والإسرائيلية في مجريات الأحداث.
وحول العقوبات المفروضة على مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين، قال: "هذا الإجراء مُدان بالكامل، ولن يُسكت صوت الحق الفلسطيني، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤوليته".
وفي النهاية، أشار إلى أن الأضرار التي لحقت بمنشأة فوردو النووية لا تزال قيد التحقيق، داعيًا إلى الرجوع إلى منظمة الطاقة الذرية للحصول على التفاصيل، وأوضح أن ما يُشاع حول وساطة النرويج يبقى في إطار التكهنات الإعلامية.