السید نصر الله: غزة انتصرت بمنطق المقاومة ونقف إلى جانبها

asdasd
معرف الأخبار : ۲۶۵۸۰۳

قال السيد حسن نصرالله هناك فشل إسرائيلي في المسّ بمنظومة القيادة والسيطرة في غزة، وهو يخترع قادة شهداء ويتحدثعن اغتيال شهداء لا يزالون على قيد الحياة، وفشل في وقف اطلاق الصواريخ، وفشل في العملية البرية، وبعض الاعلام الاسرائيلي يقول: جيشنا فشل.

أطلّ سماحة الأمین العام لحزب الله السید حسن نصر الله شخصیاً فی إحتفال یوم القدس والتضامن مع غزة شعباً ومقاومة فی مجمّع سید الشهداء(ع) - الضاحیة الجنوبیة، ورحّب وشکر الجمیع على الحضور بالرغم من ما یفترض من بعض المخاطر الأمنیة، ففی شهر رمضان المبارک نحن وکثیرون قاموا بإلغاء الإفطارات الجماعیة والشعبیة حرصاً على الناس وتخفیفاً من الأعباء، لکن تطورات غزة وخصوصیة یوم القدس العالمی أوجب علینا أن نلتقی هنا الیوم، وفی هذا المکان الذی اعتدنا أن نشیّع فیه شهداءنا وان نستقبل به اسرانا وان نقیم اعراس النصر لمقاومتنا وان نعبّر فیه عن مواقفنا.

وعبّر سماحته عن مشاعر المواساة للعائلات التی فقدت أعزاء وأحباء فی الحادثة المؤسفة للطائرة الجزائریة.

وتوجّه بالتحیة الى أرواح شهداء غزة فی هذه الأیام وإلى جرحاها ومجاهدیها وإلى شعبها الصامد.

وأضاف " فی هذا الیوم الذی یصادف ذکرى حرب تموز ۲۰۰۶، نوجّه التحیة الى الشهداء والجرحى والمقاومین والى شعبنا الذی صنع الانتصار فی تموز ۲۰۰۶ وإلى المقاومین الموجودین فی أکثر من ساحة من أجل أن تبقى المقاومة التی یتوقف علیها الأمل الوحید ".

وأردف سماحته قائلا " یوم القدس العالمی أعلنه الإمام الخمینی وأکد علیه السید الخامنئی، لیکون مذکّرا لنا بالقضیة المرکزیة لتبقى القدس وفلسطین حاضرة فی القلب والعقل والفکر والثقافة والوجدان والأولویات وعندما أکد الإمام على آخر یوم جمعة من رمضان لیؤکد قداسة هذه القضیة واسلامیة هذه القضیة، ویوما بعد یوم یتبین أهمیة هذا الإعلان والحاجة الماسة الى إحیاء هذا الیوم من قبل الأمة، عندما نتطلع الیوم الى حالة الامة نشعر بأهمیة هذا الیوم وهذا الإحیاء ".

وأضاف سماحته " الهدف بعد الاحتلال الإسرائیلی لفلسطین کان إنهاء القضیة الفلسطینیة، ولم یکن وارداً فی عقولهم أن یعیدوا شبراً واحداً من أرض فلسطین الى أصحابه ولا لاجئاً واحداً الى داره، لذلک نجد الإجماع الاسرائیلی حول القدس وحول منع عودة أی لاجئ، ووضعت خطة طویلة الامد لتحقیق هذا الهدف، یمکن لأی منا أن یحلل ما جرى من العام ۱۹۴۸ حتى الیوم لیکتشف معالم برنامج تصفیة القضیة الفلسطینیة وهذا الحلم الموجود عند الغرب والامیرکیین والصهاینة ".

وتابع السید نصر الله " على سبیل المثال، کانوا یفترضون أن الأرض العربیة واسعة ومن الممکن توطین اللاجئین وتذویبهم فی المجتمعات العربیة المتعددة، وهذا الخطر کان قائماً ولا یزال قائما ویلاحق اللاجئین، مثال اخر، العمل على اختراع قضایا مرکزیة لکل شعب وکل دولة لتغیب مرکزیة فلسطین ومرکزیة القدس وهذا وفّقوا فیه لدرجة کبیرة جدا، وعدونا لیس فاشلاً دوما بل یفشل حین نرید افشاله، والیوم وغزة تذبح هناک فی بلدان عربیة أولویات أخرى من البنزین والغاز ولقمة العیش، وهم أرادوا أن تصبح هذه القضایا هی قضایا مرکزیة ".

وأضاف " الشعب الفلسطینی بالرغم من ظروف العیش القاسیة وبالرغم من إغراءات الهجرة بهدف تشتیت هذا الجمع الشعبی بقی متمسکاً بأرضه وقضیته وحقله ویرفض الاستلام والخضوع ".

وأشار السید إلى أن هناک غرفاً سوداء تعمل لکی لا یبقى أی صلة بین أی لبنان وأی مصری وأی سوری وبین فلسطین، واختیار انتحاریین فلسطینیین فی تفجیرات لبنان کان أمرا متعمدا، وهناک الکثیر من الأمثلة التی من الممکن الحدیثعنها ".

ولفت سماحته إلى أن ما نشهده هو تدمیر للشعوب والجیوش والدول وتفکیکها نفسیاً واجتماعیاً وعاطفیاً وإیجاد قضایا لا یمکن معالجتها فی مئات السنین، ما یجری فی أکثر من بلد عربی والمخاطر التی تتهدد أکثر من بلد عربی، سوریة کانت الجدار المتین وستبقى انشالله الجدار المتین فی وجه المشروع الصهیونی، وکانت الحضن الکبیر للمقاومة والقضیة الفلسطینیة، العراق الذی دخل النفق المظلم للأسف بإسم الإسلام وبإسم الخلافة تُهجّر فیها آلاف العائلات المسیحیة، والسنة الذین یختلفون مع داعش لیس لدیهم خیار اما البیعة أو الذبح والشیعة لیس لدیهم أی خیار الا ذبح ".

وأضاف السید " نحن کمسلمین من واجبنا الیوم أن نعلن إدانتنا لما یتعرض له المسیحیون والمسلمون فی العراق، هذا المشهد من تدمیر الکنائس ومراقد الانبیاء والجوامع أخشى أن یجهز النفوس من أجل تدمیر المسجد الاقصى، هناک خشیة من أن یصبح ذلک أمراً عادیاً بالنسبة لتدمیر الکنائس والمساجد ".

وقال سماحته " أمتنا فی أسوء حال، والمستهدف الأول هی فلسطین، وعلینا جمیعا أن نعرف أین نضع أقدامنا فی هذا الزمن، زمن الفتنة، وعلینا أن نعرف ماذا نفعل، وهذا هو التحدی الکبیر الذی تواجهه أمتنا ".

وأضاف " فی هذا السیاق، تأتی الحرب الاسرائیلیة على غزة، وفی هذا السیاق کانت الحرب على لبنان ۲۰۰۶ وعلى غزة فی العام ۲۰۰۸، لکن فی ۲۰۰۶ و۲۰۰۸ کانت النتائج مختلفة والیوم أیضا نحن فی لبنان نستطیع أن نفهم وندرک بشکل کامل کل ما یحصل فی غزة وما یتعرض له أهلنا فی غزة لأنه نفس الذی جرى علینا فی تموز ۲۰۰۶، من حجة خطف المستوطین الثلاثة وحجة خطف الجندیین، هذه حجة للحرب ولیست سبباً، إسرائیل اعتبرت أن قطاع غزة محاصر وهناک فرصة لاخضاع وتدمیرها، مثل العام ۲۰۰۶ الذی کان یحمل معه مشروع کوندالیز رایس ".

وتابع سماحته " الإسرائیلی إستغل موضوع خطف المستوطنین الثلاثة الذی من غیر المعلوم حتى الساعة من خطفهم ومن قتلهم، هناک عملیة خطف ألبست لحرکات المقاومة، وأخذ منها ذریعة لشن الحرب، الى الطلعات الجویة والقصف المدفعی والبوارج الحربیة وقصف المدنیین وتدمیر المساجد والکنائس وتهجیر الناس من منازلها الى العملیة البریة والى صمت المجتمع الدولی وتواطىء بعض المجتمع الدولی، أمیرکا والغرب ومجلس الامن یغطّون الحرب، الى تواطىء بعض الانظمة العربیة والى ادانة المقاومة، لکن فی المقابل کان هذا الصمود الشعبی الرائع وتمسک أهل غزة بالمقاومة وهذا الاداء والصمود السیاسی الممیز لحرکات المقاومة، لکن فی نهایة المطاف أقول للجمیع أن الذی یحسم الموقف ثلاثیة المیدان والصمود الشعبی والصمود السیاسی ".

فی حرب تموز ۲۰۰۶، الاسرائیلی من الیوم الاول وضع أهداف عالیة جدا لکن فی الاسبوع الاخیر من الحرب کان یتوسل الوصول الى نهایة لهذه الحرب، وکان لدیه الخوف من ذهاب اسرائیل بحال الاستمرار فی الحرب، فی الوقت الذی کانت بعض الانظمة العربیة تدعو اسرائیل الى الاستمرار فی الحرب، لکن الاسرائیلی وصل الى قناعة بأنه لم یعد قادرا.

وأضاف السید نصر الله فی هذه الحرب القائمة، الأمل المتاح أمام الفلسطینیین، اذا اعطی الأمر لأمیرکا وبعض العرب لوجدوا فی ذلک الفرصة والمستهدف هو سلاح المقاومة والمقاومة وارادة المقاومة ولیس فقط حماس والجهاد الاسلامی بل کل المقاومة فی فلسطین وکل نفق فی غزة وکل صاروخ فی غزة بل کل دم مقاوم یجری فی عروق أبناء أهل غزة، الافق هو أن یصل الاسرائیلی الى مکان یجد فیه أنه لا یستطیع أن یکمل وعندها یستطیع الاستعانة بالأمیرکی، الیوم أقول أن غزة انتصرت بمنطق المقاومة، وعندما نصل الى ۱۸ یوما من الحرب ویعجز الصهاینة ومعهم کل العالم من تحقیق هدف واحد فی غزة یعنی ذلک ان المقاومة انتصرت فی غزة، وانا أقول أن المقاومة قادرة على صنع الانتصار فی غزة وستنتصر ".

ورأى سماحته أن " المعرکة تدور بین طرفین فی المیدان، الطرف الاسرائیلی الذی هو من أقوى جیوش العالم، لکن الاهم أنه بعد ۲۰۰۶ و۲۰۰۸، وهو فی حالة تدریب وتألیف اللجان من أجل معالجة الخلل وسعوا الى تأسیس جیش جدید قوی، وفی المقابل قطاع محاصر، وبالأخذ بعین الاعتبار هاذین الطرفین نجد أمامنا الفشل الاسرائیلی وانجاز المقاومة، وحتى الیوم هناک ارباک فی تحدید الهدف من الجانب الاسرائیلی، وهم خائفون منذ البدایة من الفشل ولذلک لم یحددوا أهداف عالیة وتعلموا من تجربة تموز، لاسرائیلی لم یبدأ من سقف عالٍ، وهو مفترض رمم جیشه، بل یضع أهداف متواضعة، حتى اذا حققه یقول أنا انتصرت، وهو فشل فی تحدید امکانیات المقاومة وهذا فشل استخبراتی الى جانب فشل سلاح الجو الاسرائیلی فی حسم المعرکة، هذا مهم بالنسبة الى أهل فلسطین والى لبنان، مع العلم انه قبل أشهر قلیلة قال قائد هذا السلاح إن إمکاناته قادرة على حسم المعرکة فی لبنان اذا حصلت خلال ۲۴ ساعة وفی غزة خلال ۱۲ ساعة، والیوم نحن فی الیوم ۱۸ من العدوان على غزة ".

وأضاف " هناک فشل إسرائیلی فی المسّ بمنظومة القیادة والسیطرة فی غزة، وهو یخترع قادة شهداء ویتحدثعن اغتیال شهداء لا یزالون على قید الحیاة، وفشل فی وقف اطلاق الصواریخ، وفشل فی العملیة البریة، وبعض الاعلام الاسرائیلی یقول: جیشنا فشل ".

وأشار السید إلى أن " حجم الخسائر البشریة وتهیّب الدخول فی عملیة بریة نراه فی عیون المسؤولین الاسرائیلیین، ولذلک لجؤوا الى قتل الاطفال والمدنیین من أجل کسر البیئة الحاضنة للمقاومة، وهذا ما کان یریده فی لبنان عبر تقلیب جمهور المقاومة علیها لکن هذا بفضلکم انتم اشرف الناس لم یحصل فی حرب تموز، هو الیوم یعید التجربة لیفرض على قیادة المقاومة القبول بأی تسویة، وهذا یعنی أن الجیش الاسرائیلی ذهب الى غزة لکی یکون جیش قاتل ولیس مقاتل وهذا ما نعرفه عنه، ایهود بارک بعد سنوات من العمل قال جملة صغیرة سقطت على بوابة غزة(أی حرب مقبلة ستخوضها اسرائیل ستکون سریعة وحاسمة ونصرها واضح)، لکن غزة الیوم تقول لهم انتم الجباء الذین تقتلون الاطفال فاذا ما واجهتهم ابطالنا وجها لوجه سقطتم انتم وجیشکم، المقاومة وأهلها واحد منذ الیوم الاول الهدف واضح رفع الحصار، ثبات فی المیدان وابداع فی المیدان ومبادرة فی المیدان، مواصلة قصف الصواریخ تحت القصف الاسرائیلی الهائل، ایصال الصواریخ الى اماکن غیر مسبوقة ".

ولفت سماحته إلى أن هذه المرة الاول التی تنطلق فیها صواریخ من داخل فلسطین لتطال کل أرض فلسطین وهذا جهد کبیر، وهناک ثقة عالیة بالله وبالمقاومة وهناک صمود شعبی واحتضن کبیر، وحتى الآن الشعب مع المقاومة وهناک صمود سیاسی ورفض لکل الضغوط الهائلة اقلیمیاً ودولیاً، وقیادة المقاومة ترفض منذ الیوم الاول وقف اطلاق النار والعدو یرید ذلک وصولا الى الهبّة الشعبیة فی الضفة، والأمور ستصل الى فرض معادلات جدیدة على العدو تحتاج الى بعض الوقت، ولیس من السهولة ان یستسلم نتانیاهو، وهناک بعض الاحکام العرب الذین یطلبون من نتانیاهو الاستمرار، لکن المقاومة هی التی من سیفرض على الاسرائیلی الحل وسیصرخ الاسرائیلی طالبا من الامیرکی الحل ".

وقال سماحته " تبقى مسؤولیاتنا جمیعا تجاه هذا الحدثالعظیم، نحن ندعو الى وضع کل الحساسیات والخلافات والاختلافات حول القضایا والساحات الاخرى جانبا، لنقارب جمیعا ما یحصل فی غزة کمسألة شعب ومقاومة وقضیة عادلة لا اختلاط فیها بین حق وباطل، وهنا لیس هناک من التباس ولا یوجد نقاش، غزة الآن بدمائها ومظلومیتها وصمودها وبطولتها یجب أن تکون فوق کل اعتبار ".

وأسف السید لسماع بعض المواقف فی الاعلام العربی تحمل المقاومة مسؤولیة ما یحصل ویصل الامر الى اعلان البعض التعاطف مع الاسرائیلی معتبرا أنه امر معیب ومحزن لا بل مخزی أیا کانت الحسابات والحساسیات، فی الحد الادنى من لا یرید أن یتعاطف لیسکت ولا یحمل نفسه وامته هذا العار.

ودعا سماحته الحکومات العربیة والإسلامیة الى تبنی خیار رفع الحصار عن غزة وحمایة القیادة السیاسیة للمقاومة من الضغوط التی ترید وقف النار من دون تحقیق هذا الهدف، ودعا إلى الدعم المالی والسیاسی والمعنوی وصولا الى العسکری، ویجب التذکیر هنا أن ایران وسوریة ومعهما المقاومة فی لبنان على مدى سنوات طویلة لم یقصروا ولم یتوانوا فی دعم المقاومة الفلسطینیة بکل فصائلها على کافة المستویات، وهناک الیوم من لا یقیم أی عمل ایجابی لفلسطین سوى المزیدات، ولا أرید الدخول فی أی مهاترات مع أحد لکن یکفی لای أحد ان یقارن على مدى عقود ماذا قدم محور المقاومة من أجل فلسطین رغم کل الاعباء والتبعات وماذا فعل هؤلاء من أجل فلسطین وماذا قدموا فی کل الساحات الاخرى التی تخدم اسرائیل ".

وختم السید " فی مواجهة هذا الحدث، نحن فی حزب الله کنا وسنبقى نقف الى جانب کل الشعب الفلسطینی والى جانب المقاومة فی فلسطین بکل فصائلها، ونحن لن نبخل بأی شکل من اشکال الدعم الذی نستطیع ونقدر علیه، ونحن نشعر بأننا شرکاء مع هذه المقاومة، وانتصارهم انتصار لنا جمیعا وهزیمتهم هزیمة لنا، نحن نتابع ما یجری بکل دقة ونواکبه ونتابع کل التطورات المیادنیة والسیاسیة، ونقول لاخوننا فی غزة نحن معکم والى جانبکم وواثقین من ثباتکم وسنقوم بکل ما یجب أن نقوم به ".

تعليقات