نیویورک تایمز: بومبیو لیس متفائلا بحل الأزمة الخلیجیة وعبر عن أسفه

asdasd
معرف الأخبار : ۷۱۵۵۵۲

علقت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لمراسلها من الرياض إدوارد ونغ على تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو في جولته الشرق أوسطية حيث توقف في المحطة الثانية منها في الإمارات وقطر والسعودية مشيرة إلى اللهجة الصريحة التي تميزت بها تصريحاته. ودعا في العاصمة القطرية الدوحة وقبل سفره إلى الرياض إلى حل الأزمة الخليجية بين قطر والدول الأربع التي تحاصرها وإلى أن تتحمل السعودية المسؤولية فيما يتعلق بقتلة الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي كان يعيش في ولاية فيرجينيا قبل مقتله في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2018.

و أخذنا التصريحين معا لرأينا مدى التحدي الذي تواجهه إدارة دونالد ترامب وهي تحاول الحفاظ على علاقاتها مع السعودية وبناء تحالف ضد إيران.

وفي الوقت نفسه التخفيف من التداعيات النابعة من سلسلة تحركات اتخذتها السعودية وحاكمها الفعلي الأمير محمد بن سلمان. وكانت الخارجية الأمريكية قد قالت في بيان لها أن الأمريكيين والقطريين ناقشوا “أزمة الخليج” النابعة من الحصار المفروض على قطر والتي تعد حليفة للولايات المتحدة ولديها قاعدة عسكرية مهمة فيها. وكان الخلاف الخليجي-الخليجي الذي بدأ في حزيران (يونيو) 2017 مشكلة للولايات المتحدة وهي تحاول بناء تحالف عربي ضد إيران. وتتهم دول الحصار قطر بدعم الإرهاب والتدخل في الشؤون المحلية لجاراتها والتقارب مع إيران، وهي اتهامات ترفضها الدوحة.

ويقول المسؤولون في قطر والدول المعارضة لها إن الحصار قد يمضي لسنوات طويلة ويبدو ان الإدارة تتجه نحو هذه النتيجة الكئيبة.

ونقلت الصحيفة ما قاله بومبيو للعاملين في سفارة أمريكا في قطر “في تفكير كل واحد وليس من الواضح أن الخلاف يقترب من الحل اليوم كما في الماضي” و “أشعر بالأسف لهذا”. وقال بومبيو إنه يخطط لفتح الموضوع مع ولي العهد السعودي الذي كان من المقرر أن يلتقيه مساء الأحد بعد وصوله الرياض.

وبدلا من ذلك تم تغيير الخطة بشكل مفاجئ حيث التقاه في المطار عادل الجبير الذي أعفي من منصبه كوزير للخارجية الشهر الماضي والامير خالد بن سلمان، شقيق الأمير الأصغر. وقال المتحدث باسم الخارجية روبرت بالادينو في بيان متأخر يوم الأحد أن بومبيو ناقش مع الإثنين إيران والحرب التي تقودها السعودية في اليمن ضد الحوثيين.

فقد قتلت الغارات الجوية ألافا من المدنيين وأدت الحرب إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم. وفي مؤتمره الصحافي بالدوحة قبل مغادرته إلى السعودية قال بومبيو إنه سيناقش مقتل خاشقجي مع الأمير محمد “والتأكد من أن لدينا كل الحقائق بشكل تتم محاسبتهم بطريقة مناسبة، وبالتأكيد من السعوديين وكذا الولايات المتحدة”.

وتشير الصحيفة إلى مقتل خاشقجي البشع وتقطيع جثته وما توصلت إلى المخابرات الأمريكية – سي آي إيه-عن وجود أدلة قوية تدين الأمير محمد بن سلمان وأنه هو الذي أعطى الأمر بقتل الصحافي، إلا آن الرئيس دونالد ترامب لم يصادق على هذه النتيجة وقال إن إدارته ستواصل علاقاتها مع الأمير، الذي يقيم علاقة قوية مع صهره ومستشاره جارد كوشنر. ومع دعم بومبيو موقف الرئيس هذا إلا أنه دعا السعوديين في بعض الأحيان للمحاسبة.

وتوصل خبراء الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية أن السعوديين لم يلتزموا بعد إلى عتبة المساءلة. وبدأت محكمة سعودية بمحاكمة 11 مشتبها بهم في قتل خاشقجي فيما طالب النائب العام بحكم الإعدام على خمسة.

وأعفت السعودية عددا من المسؤولين البارزين من مناصبهم ومن بينهم مستشار الأمير للشؤون الإعلامية سعود القحطاني. ولعب الأمير دورا مهما في حصار قطر والحرب في اليمن. ونتيجة للقضية المستعصية مع قطر قرر المبعوث الأمريكي أنتوني زيني، الجنرال المتقاعد من البحرية وقائد القيادة المركزية السابق الاستقالة الأسبوع الماضي كمبعوث مسؤول عن حل الحصار. وكتب زيني في رسالة إلكترونية الأسبوع الماضي بعثها إلى “نيويورك تايمز” “لا نتقدم خطوة في موضوع قطر” .

وتقول الصحيفة إن الموضوع قد أحبط المسؤولين في البنتاغون الذين قالوا إنهم كلما فتحوا الموضوع كلما تصلبت المواقف السعودية والإماراتية.

وأخبرت الولايات المتحدة دول الخليج إنها ستشارك في المناورات العسكرية بشرط مشاركة قطر، ولم تشارك هذه إلا في مناورة واحدة. وفي مؤتمر صحافي مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وصف بومبيو علاقة بلاده من الدولة الصغيرة بأنها “شراكة قوية قائمة على قاعدة قوية“. ولم تظهر قطر أي إشارة عن تراجع من التزاماتها للبنتاغون، حيث يواصل الجيش الأمريكي العمل هناك وتستضيف 10.000 جندي أمريكي. إلا أن المسؤولين في البنتاغون والمخابرات يخشون من استمرار الخلاف الخليجي بشكل يدفع قطر أقرب إلى إيران. ونقلت الصحيفة عن يوسف إبيش من معهد دول الخليج العربية بواشنطن قوله “لا طريق للإمام ويبدو أننا عالقون” و “أعتقد أنه يجب حصول أمر جدي يجعل طرفا أو الطرفين التفكير من جديد” بالوضع. وتشير الصحيفة إلى أن هناك ضغوطا أخرى على العلاقة الأمريكية-السعودية، وهي نابعة من الكونغرس، ففي نهاية العام الماضي صوت مجلس الشيوخ بغالبيته الجمهورية على وقف كل الدعم الأمريكي للحرب التي تشنها السعودية في اليمن. كما أن وصول الشابة رهف القنون إلى كندا سيضيف مزيدا من التركيز على وضع حقوق الإنسان في المملكة المحافظة. ولكن إبيش لا يرى منظورا تقطع فيه الولايات المتحدة علاقاتها مع السعودية حول أي من هذين الموضوعين.

endNewsMessage1
تعليقات