خبیر إيراني: مشروع "الحكم الذاتي" في الجنوب السوري يهدف لتثبيت النفوذ الإسرائیلي

خبیر إيراني: مشروع "الحكم الذاتي" في الجنوب السوري يهدف لتثبيت النفوذ الإسرائیلي
معرف الأخبار : 1712988

أكد الخبير الإيراني في الشؤون السياسية الإقليمية، جلال تشراغي، أن الولايات المتحدة لا تنوي رفع العقوبات المفروضة على سوريا، بل تعمل على تحويلها إلى أداة دائمة للضغط السياسي والأمني على دمشق، في إطار مشروع أوسع لفرض وصاية مزدوجة من واشنطن وتل أبيب على الأراضي السورية تحت غطاء محاربة الإرهاب وتنفيذ خطط "المناطق الذاتية".

وقال الخبير تشراغي، في تصريح لوكالة «إيلنا» الإيرانية، إن واشنطن تسعى من خلال سياساتها الحالية في سوريا إلى تكريس حضورها العسكري والسياسي بالشراكة مع الكيان الصهيوني، عبر أدوات متعددة أبرزها العقوبات الاقتصادية وقانون قيصر، الذي حوّل الاقتصاد السوري إلى حالة من العزلة الكاملة. وأوضح أن الولايات المتحدة رفضت إلغاء العقوبات رغم مطالبات بعض الأطراف الدولية، واكتفت بإجراء تعديلات شكلية عليها لضمان استمرارها كورقة ابتزاز سياسي ضد دمشق.

وأشار تشراغي إلى أن زيارة أبو محمد الجولاني إلى الولايات المتحدة ولقاءه بالرئيس دونالد ترامب، تأتي في هذا السياق، جاءت بهدف البحث في تخفيف العقوبات مقابل تنازلات سياسية من الجانب السوري، أبرزها التطبيع غير المباشر مع إسرائيل والسماح بإقامة قواعد أميركية جديدة تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب".

وأضاف أن الجولاني يسعى من خلال هذه التحركات إلى كسب شرعية سياسية لنفسه ولدولته المؤقتة في الشمال السوري، وتقديم نفسه بديلاً مقبولاً للنظام السوري في نظر الغرب. كما لفت إلى أن واشنطن تعمل على توحيد الفصائل الكردية ضمن إطار عسكري موحد خاضع لسيطرتها، بهدف إحكام قبضتها على شمال سوريا وتأمين مصالحها الاقتصادية والعسكرية هناك.

وكشف تشراغي أن بعض الدول العربي، مثل السعودية والإمارات وقطر، شجعت الجولاني على هذه الزيارة على أمل أن تمهد الطريق لمشاركتها في مشاريع إعادة إعمار سوريا، لكنها اصطدمت باستمرار الرفض الأميركي لأي انفتاح اقتصادي حقيقي على دمشق.

وفي ختام حديثه، أكد الخبير الإيراني أن خطة “الوصاية المزدوجة” الأميركية ـ الإسرائيلية تستهدف ترسيخ الوجود العسكري في الجنوب السوري ومناطق الدروز، عبر طرح مشاريع "الحكم الذاتي" كواجهة لتثبيت النفوذ الإسرائيلي، مشيراً إلى أن ضعف البنية السياسية في سوريا وغياب قوى معارضة فاعلة يسمحان بتمرير هذه المخططات دون مقاومة تُذكر. كما شدد على أن الولايات المتحدة لا ترى في العقوبات وسيلة ضغط مؤقتة، بل تعتبرها أداة استراتيجية طويلة الأمد لابتزاز دمشق والتحكم بمستقبلها السياسي والاقتصادي.

 

endNewsMessage1
تعليقات