خبير إيراني: الانتخابات البرلمانية العراقية تحمل أبعاداً داخلية وإقليمية واسعة / دور مقتدى الصدر قد يقلب المعادلة في اللحظات الأخيرة

خبير إيراني: الانتخابات البرلمانية العراقية تحمل أبعاداً داخلية وإقليمية واسعة / دور مقتدى الصدر قد يقلب المعادلة في اللحظات الأخيرة
معرف الأخبار : 1711336

يقول محمد صالح صدقيان، رئيس المركز العربي لدراسات إيران، إن الانتخابات البرلمانية العراقية الحالية تُعتبر من أهم المحطات السياسية في تاريخ البلاد، نظرًا لتأثيراتها المباشرة على الداخل العراقي وعلى موازين القوى الإقليمية والدولية.

وأوضح صدقيان في تصريح لوكالة أنباء إيلنا أن هذه الانتخابات تجري في ظل ظروف إقليمية معقدة، حيث مر أكثر من عامين على أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر والتداعيات الناتجة عن الحرب في غزة. كما أن تعثّر جهود التهدئة جعل الشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة من إعادة التشكيل السياسي والأمني.

وأضاف أن الوضع في إسرائيل بلغ ذروته من الحساسية السياسية والعسكرية. ويرى كثير من المراقبين أن التطورات الأخيرة منحت تل أبيب إحدى أفضل الفرص منذ أكثر من سبعين عامًا، بعد إضعاف البنية العسكرية والسياسية لحركة حماس وتراجع القوى الفلسطينية الأخرى، مما انعكس على توازن القوى في المنطقة.

وأشار صدقيان إلى أن سوريا تشهد تحوّلات عميقة، مؤكداً أن الحديث عن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، كما يروّج بعض المراقبين، يُعتبر حدثًا أكبر من سقوط نظام صدام حسين عام 2003. وأكد أن هذه البيئة الإقليمية المعقدة تجعل من الانتخابات العراقية حدثًا مرتبطًا مباشرة بمسار التغيرات الإقليمية.

تحركات أميركية مرتقبة بعد الانتخابات

ولفت صدقيان إلى أن واشنطن تخطط بدقة لمرحلة ما بعد الانتخابات العراقية. أوضح كذلك أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عيّن مبعوثًا خاصًا للشأن العراقي لم يزر بغداد بعد، ومن المتوقع أن يقوم بزيارة بعد انتهاء العملية الانتخابية، مما يُشير إلى ترتيبات أميركية محتملة للمرحلة المقبلة.

وشدّد صدقيان على أن هذه الانتخابات تحمل أهمية داخلية كبيرة للعراقيين، خاصة مع انتهاء ولاية البرلمان الحالي وبروز ملفات حساسة، أبرزها قانون الحشد الشعبي ومُستقبله السياسي والعسكري. وذكر أن نتائج الانتخابات ستحدد هوية رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية المقبلين، مما يجعلها محطة حاسمة في رسم ملامح الدولة العراقية الجديدة.

الخارطة السياسية: الشيعة أكثر تنظيمًا والسنة الأكثر انقسامًا

وأوضح صدقيان أن المجتمع العراقي ينقسم إلى ثلاث كتل رئيسية: الشيعة والسنة والأكراد، ولكل منها وزن وتأثير خاص. في إقليم كردستان، تتركز المنافسة بين الحزبين الرئيسيين دون أي بوادر صدام مع بغداد. بينما يعاني المعسكر السني من غياب القيادة الموحدة وتشتت الأحزاب، مما فتح الباب لتدخلات إقليمية من تركيا والأردن ودول الخليج عبر الدعم المالي والإعلامي.

أما الكتل الشيعية – وفقًا للصدقيان – فتخوض انتخابات أكثر تنظيمًا بفضل الأطر السياسية الواضحة. وقد آثرت المرجعية الدينية في النجف الصمت هذه المرة، لكنها تراقب المشهد عن كثب، وقد تتدخل إذا شهدت العملية انحرافًا أو أزمة سياسية.

مقتدى الصدر.. الغائب الحاضر

وتوقف صدقيان عند دور زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مؤكدًا أنه رغم إعلان الصدر مقاطعة الانتخابات وعدم ترشيح أي قائمة أو دعم أي تحالف، إلا أن كثيرًا من المراقبين يرون في ذلك خطوة تكتيكية ضمن لعبة سياسية محسوبة.

وأشار إلى أن مصادر قريبة من التيار الصدري تفيد بأن الصدر قد يُغيّر موقفه في الأيام الأخيرة قبل الاقتراع، ويُوجه أنصاره للتصويت لصالح قوائم محددة في مدن مثل النجف وكربلاء، كما فعل في الانتخابات السابقة حين أدى تدخله المتأخر إلى قلب النتائج في عدد من المحافظات الجنوبية.

 

endNewsMessage1
تعليقات