انضمام كازاخستان إلى "معاهدة إبراهيم" يعيد رسم التوازنات السياسية في آسيا الوسطى

انضمام كازاخستان إلى "معاهدة إبراهيم" يعيد رسم التوازنات السياسية في آسيا الوسطى
معرف الأخبار : 1711120

أعلن خبراء سياسيون أن انضمام كازاخستان إلى "معاهدة إبراهيم" يأتي في سياق حرص الدولة الوسط آسيوية على تعزيز علاقاتها الدولية وتجنب الأزمات الداخلية، فيما يراه مراقبون فرصة لتعميق التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مع إعادة النظر في توازنات النفوذ الروسي والصيني في البلاد.

وقاا الخبير الإيراني‌في شؤون القفقاز، قاسم مؤمني، في مقابلة مع وكالة "إيلنا" إن كازاخستان تسعى لاستباق الأحداث عبر تعزيز علاقاتها الدولية، مؤكداً أن السياسة الأمريكية المعروفة باسم "سلام إبراهيم" تهدف إلى تعزيز الروابط مع إسرائيل باعتبارها مدخلاً لتوطيد العلاقة مع واشنطن.

وأوضح مؤمني أن أي دولة لا تثبت علاقتها بإسرائيل قد تفقد فرصها في التقارب الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. وأضاف أن كازاخستان، مثل دول آسيا الوسطى الأخرى كطاجيكستان وجورجيا وباكستان وأرمينيا، حافظت منذ التسعينيات على علاقات نسبية مع إسرائيل، شملت فتح سفارات وتبادل زيارات، دون أي توترات كبيرة.

وأشار الخبير إلى أن الانضمام إلى معاهدة إبراهيم يُنظر إليه كالتزام سياسي واقتصادي يضع الدولة ضمن شبكة العلاقات الدولية المعترف بها، ويفصل بين الدول المؤيدة والرافضة لتعميق العلاقات مع إسرائيل. واعتبر أن هذا التحرك له تأثيرات مباشرة على موازين القوى في آسيا الوسطى، وإيران، وبقية دول المنطقة.

وبخصوص الوضع الداخلي، قال مؤمني إن كازاخستان تتمتع بموقع قوي من الناحية الاقتصادية والسياسية، لكنها تواجه تحديات داخلية تشمل التنوع العرقي والتحولات السياسية منذ فترة نظربايف. كما أنها تواجه تهديدات أمنية من نفوذ الصين في الغرب ووجود روسي تاريخي في الشرق، ما يجعل مسألة الأمن الداخلي والموازنة بين القوى الإقليمية أولوية استراتيجية.

وأشار الخبير إلى أن كازاخستان تسعى للحصول على دعم خارجي، خصوصاً من الولايات المتحدة، لتجنب سيناريو يشبه ما حدث في أوكرانيا، ويشمل ذلك التعاون العسكري والاستخباراتي مع إسرائيل لتعزيز قدرات الدفاع الداخلي. وأضاف أن واشنطن وإسرائيل تعملان على إعادة تعريف النفوذ في المنطقة خلال السنوات المقبلة، مستفيدة من الفرص السياسية الحالية لتثبيت حضورها.

وختم مؤمني بالقول إن روسيا تراقب هذه التحركات بقلق، إذ تعتبر كازاخستان جزءاً من مجال نفوذها التقليدي، وأي تغيير في التوجهات الاستراتيجية أو الأمنية قد يشكل تهديداً لمصالحها. في المقابل، تحرص كازاخستان على تحقيق توازن دقيق بين الفرص الدولية والحفاظ على استقلالها وسيادتها، مع تفادي الأزمات الداخلية وحماية التوازنات الإقليمية.

 

endNewsMessage1
تعليقات