متحدث الخارجية الإيرانیة: الترويكا الأوروبية يجب أن تثبت بأن لديها الإرادة كي تكون طرفا تفاوضيا يمكن الوثوق به
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية اسماعیل "بقائي" : على الدول الأوروبیة الثلاث أن تُظهر أنها تملك القدرة اللازمة لتكون طرفًا موثوقًا به. نحن نرى مؤشرات تدل على أن الطرف الأوروبي نفسه يعترض على تقاعسه.
وقال بقائي: لقد "شهدنا في الأيام الأخيرة تطورات بالغة الأهمية على الساحتين الإقليمية والدولية، ولعبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دورًا فاعلًا ومؤثرًا في كثير منها".
وأضاف: "لا يزال أهم تطور في المنطقة مرتبطًا بالوضع في فلسطين. فرغم التفاهم الذي يبدو أنه تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، استمرت عمليات القتل في الأراضي المحتلة، وسُجل أكثر من 80 خرقًا لوقف إطلاق النار من قبل الکیان الصهيوني، مما أدى إلى استشهاد العشرات من الأشخاص وإصابة ما يقرب من مائة شخص من غزة. ولا تزال المعابر مغلقة، ولم يتم الوفاء بالوعود بإرسال ما لا يقل عن 600 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة يوميًا.
وأضاف: "كما كان متوقعًا منذ البداية، وكما أُثير هذا القلق مرارًا، فقد نكث الکیان الصهيوني بوعوده مرة أخرى، والأمر الأكثر أسفًا هو أن ضامني وقف إطلاق النار، وخاصة الولايات المتحدة، بتقاعسهم المستمر، أكدوا عمليًا استمرار هذه الجرائم".
موقف حركة عدم الانحياز في رفض تفعيل آلية "سنا باك" لم يكن مجرد بيان سياسي
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: كان للاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز أهمية خاصة". وأضاف: لم يعكس هذا الحدث فقط الرؤية السائدة للمجتمع الدولي تجاه معارضة الأحادية والتأكيد على استمرار سيادة القانون على الساحة العالمية، بل إنه مهم أيضا من منظور القرارات . ومن أهم قرارات هذا الاجتماع، كان تناول التطورات الأخيرة المتعلقة بإيران؛ حيث أعلنت حركة عدم الانحياز دعمها الثابت لموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن عدم قانونية إجراءات الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة في المطالبة بإعادة العمل بقرارات مجلس الأمن الملغاة. لم يكن هذا الموقف رسالة سياسية فحسب، بل عبر أيضا عن قلق المجتمع الدولي إزاء استيلاء بعض القوى على المؤسسات الدولية وإساءة استخدام أجهزة الأمم المتحدة لتعزيز سياساتها الأحادية.
إيران ترغب في حل الخلاف بين باكستان وأفغانستان عبر الحوار
وفي سياق آخر من التطورات الإقليمية، أثارت الاشتباكات الأخيرة بين باكستان وأفغانستان شرقي بلادنا مخاوف. ولطالما أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضرورة إرساء الاستقرار والأمن في محيطها، ودعت الجانبين إلى حل الخلافات عبر الحوار. ولحسن الحظ، نجح البلدان أمس الأحد في التوصل إلى تفاهم لوقف إطلاق النار، ويؤمل أن يؤدي هذا إلى حوار مستدام لحل الخلافات وتخفيف التوتر ومنع تجدد الصراعات.
مشاركة إيران في قمة شرم الشيخ لم تكن في مصلحة البلاد
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية، تعليقًا على عدم مشاركة إيران في قمة شرم الشيخ، قائلا: إن اتخاذ القرار بشأن المشاركة في أي عملية أو فعالية دبلوماسية - خاصة مع هذا المستوى من الأهمية - یخضع بالتأكيد لمراجعات دقيقة من قِبل خبراء، سواء في وزارة الخارجية أو في المؤسسات المعنية الأخرى.
ولقد قمنا بصياغة وتجميع آراءنا ووجهات نظرنا ثم خضعت القضية للدراسة والمراجعة من قبل المؤسسات العليا والجهات المعنية وخلصت عملية المراجعة والتحقيق في مختلف جوانب القضية إلى أن مشاركتنا في مثل هذا الحدث لا تصب في مصلحة البلاد.
الکیان الصهيوني لم يفِ بأيٍّ من وعوده
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية، تعليقا على مخاوف إيران من انتهاكات وقف إطلاق النار المتكررة في غزة، قائلا: "مواقفنا بشأن غزة واضحة. منذ بداية الإبادة الجماعية، أكدنا ضرورة إجبار الکیان الصهيوني على منع استمرار عمليات القتل في غزة، و ضرورة كسر الحصار اللاإنساني المفروض على غزة وإيصال المساعدات دون عوائق، وانسحاب المحتلين العسكريين من غزة، وإعادة إعمار المنطقة.
وأضاف أن هذه قضية لا يمكن لأي دولة أو فرد إنكارها. كل يوم تخف فيه معاناة الشعب الفلسطيني هو مصدر فرح.
وتابع بقائي قائلا: لكن قلقنا نابع من التجربة. لا يمكن أن تجد حالة واحدة قطع فيها الكيان الصهيوني وعدًا وأوفى به. سجل أكثر من خمسة آلاف انتهاك لوقف إطلاق النار حتى الآن في لبنان کما سُجل أكثر من 80 انتهاكا خلال الأيام القليلة الماضية بغزة وفي إحدى الحالات، استشهد 11 شخصا فقط من عائلة واحدة. كما لم يفتحوا معبر رفح. لذلك، نرى الآن بوضوح أن قلقنا كان في محله. إن الكيان الصهيوني غير جاد في ادعاءاته، وللأسف، لم تفِ الجهات الضامنة بمسؤولياتها كما ينبغي.
التعاون الإيراني الروسي يتطور في جميع المجالات
وصرح "إسماعيل بقائي"، بخصوص التعاون الدفاعي بين طهران وموسكو وإطاره، قائلاً: إن مسيرة التعاون الإيراني الروسي تتطور في جميع المجالات. وقد أبرمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي عددا من الاتفاقيات الأساسية والاستراتيجية، كان آخرها اتفاقية "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" التي أصبح تنفيذها ضروريا مؤخرا وتغطي هذه الاتفاقية قضايا عديدة ومتنوعة، بما في ذلك التعاون الدفاعي.
وأضاف أننا وروسيا، وجزء كبير من المجتمع الدولي، نعتقد أن قرار مجلس الأمن رقم 2231، والقيود الناجمة عنه، قد انتهى رسميا في 18 أكتوبر/تشرين الأول، وبالتالي، سيستمر التعاون العسكري والدفاعي بين البلدين بجدية في إطار الاتفاقيات والتفاهمات القائمة.
المبعوث الخاص لروسيا إلی سوريا في طهران لإجراء مشاورات مع المسؤولين الإيرانيين
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيما يتعلق بالتكهنات الإعلامية حول وساطة الرئيس الروسي بين إيران والولايات المتحدة: نحن على تواصل منتظم وطبيعي مع أصدقائنا في المنطقة بشأن قضايا تتعلق بأمن بلادنا. كما أن الاتصالات مع روسيا مستمرة على مختلف المستويات، ويلتقي اليوم المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا السيد "لافرينتييف"، المسؤولين المعنيين في وزارة الخارجية وخارجها. ولذلك، تندرج هذه الاتصالات في إطار المشاورات المنتظمة المستمرة بين إيران وروسيا، سواءً بشأن القضية النووية أو غيرها من القضايا الثنائية.
عشرون عاما من التواجد الأمريكي وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان لم تجلب سوى انعدام الأمن
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية ردا على سؤال حول نية الولايات المتحدة العودة إلى قاعدة بغرام في أفغانستان: "عشرون عاما من التواجد الأمريكي وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان لم تجلب سوى انعدام الأمن والإرهاب وانتشار المخدرات وتتفق دول المنطقة في هذا الرأي.. وسُلِّط الضوء على هذه القضية خلال القمة الرباعية في نيويورك، ثم في موسكو،وأكدت دول المنطقة ضرورة احترام وحدة أراضي أفغانستان، کما أکدت أن تواجد القوات الأجنبية في المنطقة المحيطة سيزيد بلا شك من انعدام الأمن وتزاید المشاكل لجميع دول المنطقة..
الدبلوماسية البرلمانية ذات أهمية خاصة لإيران
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، بشأن مشاركة الوفد البرلماني الإيراني في الاجتماع الدولي: فيما يتعلق بأهمية الدبلوماسية البرلمانية، تجدر الإشارة إلى أن هذا المجال يحظى بمكانة بالغة الأهمية بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإیرانیة.
وقال: لطالما لعبت إيران دورا فاعلا ومؤثرا في اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي. وتتجلى أهمية دور البرلمانات أكثر من أي وقت مضى في ظل الوضع الراهن، الذي يشهد توجهات أحادية وخطيرة على الصعيد الدولي ويمكن للبرلمانات أن تلعب دورا فعالا في الحفاظ على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتعزيز التعددية، ومنع انتشار التوجهات الضارة بالسلم والأمن الدوليين من خلال التفاعل والتنسيق البناء فيما بينها.
يتبع