البنك المركزي الإيراني يعزّز احتياطياته من الذهب لترسيخ الاستقلال المالي ومواجهة الصدمات
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز استقرار الاقتصاد الوطني وتقوية العملة المحلية، أعلن البنك المركزي الإيراني عن زيادة ملحوظة في احتياطياته من الذهب، ما يُعدّ تحولاً نوعياً في إدارة الأصول الاحتياطية لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.
أكدت يكتا أشرفي، نائبة محافظ البنك المركزي الإيراني لشؤون التطوير والإدارة، أن البنك اعتمد خلال العامين الماضيين سياسة مدروسة لرفع احتياطيات الذهب، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تقليل الاعتماد على العملات الأجنبية، وتعزيز قدرة النظام المالي الإيراني على الصمود في وجه الأزمات والتقلبات العالمية.
وأوضحت أشرفي أن الذهب يُعدّ أصلاً آمناً ومستقراً يساهم في كبح تقلبات سعر الصرف والحد من التضخم، معتبرة أن تنويع سلة الأصول الاحتياطية هو من أبرز أولويات السياسة النقدية الجديدة.
وأضافت أن امتلاك احتياطيات كبيرة من الذهب يمنح البنك المركزي هامش استقلالية أوسع في اتخاذ قراراته النقدية، ويقلل من الاعتماد على التدفقات النقدية الخارجية، خصوصاً في ظل العقوبات والضغوط الاقتصادية الدولية.
وأشارت إلى أن هذه الاستراتيجية ترتكز على ثلاثة أهداف محورية:
- التحصين ضد الصدمات الخارجية من خلال امتلاك أصول مادية يصعب تجميدها أو مصادرتها؛
- تعزيز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين عبر إظهار كفاءة إدارة الموارد الوطنية؛
- تمهيد الطريق أمام تطوير أدوات مالية جديدة مثل السندات المدعومة بالذهب والعملات الرقمية القائمة على المعدن النفيس.
واختتمت أشرفي بالتأكيد على أن مواصلة هذه السياسة تمثل خياراً استراتيجياً للبنك المركزي، يهدف إلى تحقيق الاستقلال المالي وترسيخ الاستقرار الاقتصادي على المدى البعيد، خاصة في ظل بيئة دولية تتسم بالغموض وعدم اليقين.