لقاء بوتين وترامب في المجر: محاولة لإنهاء حرب أوكرانيا وسط مخاوف كييف وموسكو
قال خبير إيراني إن اللقاء المرتقب بين بوتين وترامب يهدف إلى التوصل لاتفاق سلام محتمل ينهي الصراع في أوكرانيا، وسط قلق من احتمال تهميش مصالح كييف وخشية موسكو من التداعيات الداخلية بعد انتهاء الحرب.
قال خبير الشؤون الروسية قاسم مؤمني إن الحرب في أوكرانيا تمنح الرئيس الروسي فوائد مؤقتة، ولكن مع نهايتها ستبرز المشكلات الداخلية والانتقادات بشكل أكبر.
وفي حوار مع وكالة إيلنا، أوضح مؤمني أن قضية أوكرانيا كانت من أبرز المواضيع في الانتخابات الأمريكية لعام 2024. فقد كرر ترامب التأكيد أنه لو كان رئيساً لكان قد استطاع إنهاء الحرب فوراً، معتبراً أن النزاع يمثل تهديداً للأمن الأوروبي والعالمي.
وأشار إلى أن ترامب يسعى، بعد محاولاته للسلام بين حماس وإسرائيل، إلى خطوة أكبر تتعلق بروسيا، معتبراً أن فرض إطار سلام مع موسكو يصب في مصلحة أمريكا لمواجهة تحديات الصين المتزايدة.
وأضاف مؤمني أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا كلف واشنطن ثمناً باهظاً، ما يجعل أوكرانيا مدينة لها، بينما تسعى روسيا لتجنب فشل استنزافها العسكري الذي قد يهدد مكانة بوتين داخلياً وخارجياً. وأكد أن لقاء المجر سيتناول أيضاً ملفات أخرى مثل إيران والعراق وفلسطين وفنزويلا، حيث تسعى أمريكا إلى تقليل تدخل روسيا في هذه الملفات مقابل منحها بعض الامتيازات.
ونوّه مؤمني إلى أن هذا اللقاء يختلف عن اجتماع ألاسكا السابق، إذ من المتوقع أن يكون عملياً وأكثر تحديداً، مع إمكانية عقد اجتماعات لاحقة في موسكو أو واشنطن. وأشار إلى أن اختيار المجر كمكان للاجتماع يرجع إلى العلاقات القريبة بينها وبين بوتين وحكومة فيكتور أوربان اليمينية، لكنه اعتبر أن المجر مجرد قناة اتصال بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.
وأردف مؤمني أن الأوروبيين يأملون في اتفاق يشمل تأمين القارة، بينما تخشى أوكرانيا أن يتم التفاوض حول أراضيها دون مراعاة مصالحها. كما أضاف أن الأمريكيين قد يستغلون ضعف روسيا الداخلي لتقديم تنازلات مقابل إنهاء الحرب، مما يمنح ترامب انتصاراً دبلوماسياً يستخدمه في ملفات أخرى.
واختتم مؤمني حديثه محذراً من احتمال حدوث تغييرات مفاجئة في روسيا، منها انقلاب سياسي أو أزمة داخلية نتيجة ضغوط الحرب والتدهور الاقتصادي. وأكد أن استمرار الحرب يخدم بوتين مؤقتاً، لكن نهايتها ستكشف عن أزمات عميقة.