قمة شرم الشيخ: "عرض سياسي" لدونالد ترامب وغياب حقيقي للسلام
اعتبر الخبير محمد صالح صدقيان أن قمة شرم الشيخ التي شارك فيها ترامب لم تكن لقاءً جادًا للسلام، بل عرض سياسي لدعم إسرائيل وإعادة تلميع صورتها دوليًا، فيما غاب أي مضمون حقيقي للسلام وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
أكد محمد صالح صدقيان، الخبير في الشؤون الإقليمية في مقابلة مع وكالة أنباء إيلنا أن قمة شرم الشيخ لم تكن اجتماعا جادا لتحقيق السلام، بل تحولت إلى "عرض سياسي" من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سعى إلى إظهار نفسه كقائد أوحد على الساحة الدولية.
أوضح صدقيان أن القمة انعقدت بعد زيارة ترامب إلى الأراضي المحتلة وخطابه المثير للجدل في الكنيست، حيث أعلن دعمه الكامل لإسرائيل ووجه اتهامات مباشرة لإيران. وأضاف أن مشاركة ترامب في قمة شرم الشيخ لم تختلف كثيرًا عن زيارته لتل أبيب، إذ طغى عليها الطابع الدعائي والاستعراضي. وقد اعتبرت سلوكياته مهينة تجاه عدد من الزعماء الحاضرين، من بينهم رئيسا وزراء بريطانيا وإيطاليا.
وأشار صدقيان إلى أن الوثيقة التي وُقعت في نهاية القمة، وشارك فيها ترامب مع رؤساء مصر وتركيا وقطر، تمحورت حول تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ما يعكس استمرار مسار "اتفاقيات أبراهام" وتوسيعها. واعتبر أن الهدف الحقيقي من القمة لم يكن السلام، بل دعم إسرائيل وإعادة تسويقها دوليًا، خاصة في ظل الانتقادات المتزايدة ضدها بسبب جرائمها في غزة.
انتقد صدقيان أيضا الغياب الإيراني عن القمة، مؤكدا أنه كان قرارًا صائبًا، حيث إن حضور إيران لم يكن ليحدث فرقًا، بل كان قد يتحول إلى منصة للهجوم عليها من قبل ترامب. ولفت إلى أن العراق كان في موقف حرج، إذ شارك ممثله تحت ضغط أميركي رغم عدم وجود علاقات رسمية بين بغداد وتل أبيب.
فيما يخص الأوضاع في غزة، قال إن القمة لم تقدم أي رؤية واضحة للمستقبل، ولم يُطرح أي اتفاق عملي. وتحدث عن الكارثة الإنسانية المتفاقمة، حيث يعاني أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني من الجوع والتشرد، وسط أنباء عن وفيات تجاوزت 70 ألفًا، وبعض التقديرات غير الرسمية تشير إلى أكثر من 300 ألف شخص تحت الأنقاض.
وفي ختام حديثه، حذر صدقيان من خطط تستهدف سكان الضفة الغربية في إطار "تطهير تدريجي"، معتبرًا أن القمة لم تكن سوى منصة لإعادة تلميع صورة إسرائيل وتكريس نفوذ ترامب، بعيدًا عن أي مضمون حقيقي للسلام.