لماذا لم تشارك إيران في قمة شرم الشيخ؟ متحدث الخارجية الإيرانية يجيب..
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية:لقد تلقينا دعوة رسمية من رئيس جمهورية مصر العربية موجّهة الى رئيس الجمهورية، وقد أوضحنا القرار الذي اتخذناه بعدم المشاركة. وقد تمّت دراسة جميع جوانب الموضوع بدقة في اجتماعات خبرائية عُقدت داخل وزارة الخارجية وخارجها.
وخلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي، اليوم الاثنين، أشار المتحدث باسم الخارجية، اسماعيل بقائي، الى أن "أهم قضية في منطقتنا والشأن الدولي والعالم الإسلامي هي التطورات في غزة وفلسطين المحتلة"، مضيفا:التطورات في غرب آسيا تتطلب ردود فعل وقرارات سريعة وحاسمة. بعد مرور أكثر من 700 يوم من الإبادة الجماعية المستمرة في غزة وفرض الحصار و التجويع على الفلسطينيين، تمّ التوصل في الأيام الأخيرة إلى تفاهم يقضي بوقف الهجمات من قبل الكيان الصهيوني. لقد أوضحنا مواقفنا بشكل جلي وصريح.
وتابع:على الرغم من أن القصف قد توقف نسبيا، فإننا اليوم نشهد عمق وحدّة الجرائم التي ارتكبت خلال هذين العامين. وتُظهر عمليات رفع الانقاض عدد الفلسطينيين الذين استُشهدوا خلال هذه الفترة بطرق مختلفة.
وتابع بقائي قائلا: "التجارب التي مرّت بها منطقتنا خلال العقود الماضية، بما في ذلك الخيانات المتكررة من قبل الكيان الصهيوني وخرقه المستمر لوقف إطلاق النار في لبنان، والتي بلغت أكثر من 4500 انتهاك، تقتضي من جميع المهتمين بالسلام أن يظلوا يقظين وحذرين، كي لا يعاود هذا الكيان اتباع عادته القديمة في نقض الاتفاقيات وارتكاب الجرائم."
نأمل أن يتم الإفراج عن المواطنة اسفندياري سريعا
كما أجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية على سؤال آخر من وكالة إرنا حول الاتفاق المبرم مع الحكومة الفرنسية بشأن تبادل السجناء وإطلاق سراح المواطنة الإيرانية "مهديّة أسفندياري" المحتجزة في فرنسا، موضحا:"لقد تمّت تهيئة المستلزمات من جانبنا. ونحن نتابع قضية المواطنة أسفندياري بجدّية، وآمل أن يتمّ الإفراج عنها في أقرب وقت ممكن."
رئيس الجمهورية تلقى دعوة رسمية من نظيره المصري لحضور قمة شرم الشيخ
وحول الغموض المحيط بموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه قمة شرم الشيخ وما إذا كانت الدعوة قد وصلت من طرف معيّن،قال:"لقد تلقينا دعوة رسمية من رئيس جمهورية مصر العربية موجّهة إلى رئيس الجمهورية، وقد أوضحنا القرار الذي تمّ اتخاذه. وقد تمّت دراسة جميع جوانب المسألة بدقة في الاجتماعات الخبرائية التي عُقدت داخل وزارة الخارجية وخارجها، وتمّ تقييم الإيجابيات والسلبيات المتعلقة بالمشاركة أو عدم المشاركة، وتمّ في النهاية اتخاذ القرار الذي يحقق المصالح الوطنية، وقد تمّ الإعلان عنه."
التوتر بين أفغانستان وباكستان قد يترتب عليه تداعيات تتجاوز حدود البلدين
وردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران مستعدة للقيام بوساطة بين باكستان وأفغانستان، قال بقائي:ان أحد المحاور المهمة بالنسبة لنا هو الأمن والاستقرار في البيئة المحيطة بنا. كلٌّ من أفغانستان وباكستان هما جارتانا المسلمتان، ونحن نرى أن أي توتر في العلاقات بين هذين البلدين قد يترتب عليه تداعيات تتجاوز حدودهما."
وأضاف:لقد أصدرنا بيانا أمس وأعلنا موقفنا بوضوح، والذي يدعو الطرفين الى الحوار وممارسة ضبط النفس، مشددين على أن الخلافات بين أفغانستان وباكستان يجب أن تُحل عبر الحوار والتفاعل السلمي."
مكانة ايران ودورها لا يقتصر على المشاركة أو عدمها في اجتماع دولي
وردا على سؤال حول تفسير بعض المحللين لغياب إيران عن قمة شرم الشيخ باعتباره دليلا على تراجع دور إيران في تطورات المنطقة، قال بقائي: " الدور في التطورات الإقليمية والدولية لا يُحدَّد بالمشاركة الحضورية أو عدم المشاركة في حدث ما، بل هو أعمّ وأوسع من ذلك بكثير. قطعا، مكانة ايران ودورها لا يمكن حصرهما أو قياسهما بمجرد الحضور أو الغياب عن اجتماع دولي."
وتابع:"خلال العامين الماضيين، كانت إيران من أكثر الدول نشاطا في ممارسة الضغط على الكيان الصهيوني وحلفائه لوقف الإبادة الجماعية. ولقد أجرينا تفاعلات واسعة على المستوى الإقليمي، وعملنا بجهد في إطار الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وسنواصل نشاطنا بفعالية، ونحن على يقين بأننا نمتلك التأثير اللازم."
سفراء إيران في دول الترويكا الاوروبية يمارسون مهامهم كالمعتاد
وحول ما اذا كان سفراء إيران في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الذين تم استدعاؤهم إلى طهران للتشاور، قد عادوا الى مقار مهامهم، قال: " لقد تم استدعاء سفرائنا للتشاور، وعقدنا اجتماعات متعددة لبحث جوانب العلاقات الثنائية، وبعد إنجاز المهام الموكلة إليهم، عادوا إلى مقارهم وهم يمارسون مهامهم كالمعتاد."
بيان الترويكا الأوروبية لا يُظهر حُسن نية أو صدق
كما تحدّث بقائي حول البيان الأخير الصادر عن الترويكا الأوروبية بشأن إيران،اعتبر بقائي ان هذا البيان ليس بالجديد، بل هو تكرار لمواقف سبق أن اتخذتها هذه الدول في مراحل مختلفة، مضيفا ان هذا البيان يحتوي على عبارات نمطية، بعضها لا أساس له من الصحة، وفي أجزاء أخرى منه لا يُظهر أي حُسن نية أو صدق."
وأضاف: " تأكيدهم على أن إيران لا يجب أن تحصل على سلاح نووي هو في الحقيقة أمرٌ بديهي ومعروف، إذ أن إيران لم تسعَ قط للحصول على سلاح نووي، ولا تمتلك مثل هذا السلاح. كما أن هذه الدول تدّعي دعمها للدبلوماسية، في حين أن العملية الدبلوماسية كانت جارية، وكانوا هم أنفسهم السبب في تعطيلها من خلال سوء استخدام آلية تسوية الخلافات المنصوص عليها في الاتفاق النووي، مما أدى الى وصول العملية الدبلوماسية إلى طريق مسدود."
وتابع بقائي قائلا: لذا، يتوجب على الدول الأوروبية أن تثبت استقلاليتها في اتخاذ القرار، وجديّتها، وقدرتها الدبلوماسية، وقوتها في صنع القرار، حتى يُنظر إليها كطرفٍ موثوق به في المفاوضات، سواء لدى الرأي العام الدولي أو لدى الحكومات. وهذه مسؤولية تقع على عاتقها، خاصة في ضوء الإجراءات التي اتخذتها خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية."
سوء معاملة الكيان الصهيوني أعضاء اسطول الصمود يعد عملا إرهابيا
وفي تعليقه على الأنباء المتداولة حول سوء معاملة الكيان الصهيوني لأعضاء "اسطول الصمود"، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية، ان هذا العمل يعد عملا إرهابيا بحد ذاته، فطريقة الاعتداء على هذا الاسطول واعتقال أفراده، إلى جانب التقارير العديدة التي تشير الى تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة، كلها أمور تخضع للمساءلة من منظور حقوق الإنسان. ورغم أن جزءا من المسؤولية يقع على عاتق الدول التي ينتمي إليها هؤلاء الأفراد، إلا أن انتهاك المعايير الدولية يُشكّل مسؤولية دولية، ويجب على الدول أن تطرح هذه القضية في المحافل الدولية."
الجوائز ليست معيارا لتحديد من هو صديق للسلام أو مناهض له
وردا على سؤال حول منح جائزة نوبل للسلام لشخص أعلن صراحة دعمه للإبادة الجماعية في غزة، قال بقائي:" الجوائز لا يمكن أن تكون معيارا لتحديد ما إذا كان شخصٌ ما صديقا للسلام أو مناهضا له. كما أشرتم، فإن العديد من المرشحين لهذه الجوائز لا يمتلكون سجلا واضحا في تعزيز السلام، بل إن بعضهم لديهم سجلات متناقضة تماما مع مفهوم السلام."
وأكمل المتحدث باسم الخارجية:"على مر التاريخ، حصل أشخاص على هذه الجائزة أو جوائز مشابهة، كانت سجلاتهم، في أفضل الأحوال، موضع تساؤل كبير.فعند النظر إلى قائمة الحاصلين على هذه الجوائز، نجد أسماء كثيرة، بدءا من قادة الكيان الصهيوني وصولا الى بعض السياسيين الأمريكان الذين لعبوا أدوارا مباشرة في شن الحروب وارتكاب الجرائم. لذلك، إذا وضعنا هذه السجلات جنبا الى جنب، فلن يكون من المستغرب او المستبعد على الإطلاق أن يدّعي بنيامين نتنياهو في العام القادم أنه مرشّح لنيل هذه الجائزة."