إسرائيل تدخل منظومة باتريوت إلى أوكرانيا بإشارة خضراء أمريكية... وموسكو تتابع دعم تل أبيب لكييف

إسرائيل تدخل منظومة باتريوت إلى أوكرانيا بإشارة خضراء أمريكية... وموسكو تتابع دعم تل أبيب لكييف
معرف الأخبار : 1693442

في خطوة تعكس التوترات المتزايدة في الساحة الدولية، أعلنت مصادر أن إسرائيل بدأت في إدخال منظومة الدفاع الجوي "باتريوت" إلى أوكرانيا، وذلك بعد الحصول على إشارة خضراء من الولايات المتحدة. تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تتابع موسكو عن كثب الدعم العسكري الذي تقدمه تل أبيب لكييف، مما يزيد من تعقيد العلاقات بين الأطراف المعنية

وقال قاسم مؤمني، الخبير في الشؤون الدولية، في تصريح لوكالة "إيلنا" إن الأخبار المتداولة حول تسليم إسرائيل منظومات الدفاع الجوي "باتريوت" إلى أوكرانيا تحتوي على الكثير من الغموض والنقاط اللافتة للنظر. أوضح أن منظومات "باتريوت" في العالم مملوكة أساسًا للحكومة الأمريكية، حيث يتم تسليمها لبعض الدول على سبيل الأمانة أو بشروط محددة، لكن ملكيتها الحقيقية تظل بيد واشنطن. ذكر مؤمني أن الولايات المتحدة قد أعادت بعض هذه المنظومات من الدول التي تسلمتها عندما دعت الحاجة.

وأضاف أن نقل منظومات "باتريوت" من إسرائيل إلى أوكرانيا لا يمكن أن يتم إلا بموافقة أمريكية واضحة، معتبرًا أن هذا الإجراء يجب أن يُفهم ضمن الإطار السياسي والعسكري الحالي، حيث تتغير العلاقات والتفاعلات بين أوكرانيا والقوى الكبرى. أشار إلى أن المواقف الغربية الأخيرة تؤكد ضمنيًا مشروعية استخدام الأسلحة الغربية لأهداف بعيدة المدى ضد روسيا، لكن منظومة "باتريوت" ذات طابع دفاعي بحت، وهدفها صد الصواريخ والطائرات المسيرة، وليس شن هجمات على المدن الروسية أو التسبب في خسائر مدنية واسعة.

لفت مؤمني إلى أن إسرائيل تسعى لتبرير دعمها العسكري لأوكرانيا بالقول إن المساعدة دفاعية وتخدم حماية البنى التحتية والعاملين المدنيين، كما أن نقل هذه الأسلحة يتم عادة بناءً على طلب أمريكي وبالتنسيق الكامل مع واشنطن. أكد أن إسرائيل لن تتخذ مثل هذه الخطوات الحساسة منفردة بسبب حرصها على علاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وتعقيدات الوضع الإقليمي.

أشار إلى أن الولايات المتحدة تقدم دعمًا دفاعيًا مؤقتًا لحلفائها، ويجب عليهم إعادته عند الطلب. أضاف أن تسليم الطائرات والمعدات الأوروبية لأوكرانيا لم يكن ممكنًا بدون إذن واشنطن، مما يدل على الدور الحاسم لأمريكا في إدارة نقل الأسلحة الحساسة.

أما من منظور العلاقة بين روسيا وإسرائيل، أوضح مؤمني أن احتمال حدوث توتر دبلوماسي كبير أو قطع كامل للعلاقات بسبب تسليم منظومة دفاعية مثل "باتريوت" ضعيف، ويميل إلى الاعتقاد بأن هناك تنسيقًا أو اتفاقات سرية لضمان تفادي تبعات سلبية على العلاقات الثنائية.

في سياق متصل، اجتمع الرئيس الأوكراني مع نظيره الأمريكي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة تزويد كييف بصواريخ كروز بعيدة المدى، منها صواريخ "توماهوك" ذات القدرة على ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، مما أثار رد فعل قويًا من موسكو.

لفت مؤمني إلى أن هذا التوازن المعقد بين إرسال منظومات دفاعية مثل "باتريوت" وطلب الصواريخ الهجومية يبرز تغيرًا في الموازين العسكرية والاستراتيجية، خاصة مع تقارير عن تحليق طائرات مسيرة في أجواء بعض الدول الأوروبية، وردود فعل حازمة من حلف شمال الأطلسي بموجب قواعد استهداف أي طائرة بدون طيار تدخل أراضي الحلف.

اختتم مؤمني بالقول إن هذه التحركات تعكس سعي الغرب وأمريكا بشكل خاص لزيادة الضغوط على روسيا ورفع كلفة تحركاتها، مع متابعة التطورات السياسية والانتخابية في دول مثل مولدوفا لتقليل النفوذ الروسي. أضاف أن نقل واستخدام منظومات دفاعية مثل "باتريوت" يندرج ضمن حسابات معقدة تجمع بين حقوق ملكية الأسلحة الأمريكية، والاعتبارات الأمنية الإسرائيلية، والمصالح الاستراتيجية الأوكرانية، بهدف زيادة تكلفة الاستراتيجية الروسية ورفع الضغوط على صانعي القرار في موسكو، فيما يبقى الحسم مرتبطًا بالتطورات الميدانية والسياسية القادمة.


 

endNewsMessage1
تعليقات