دعوة غیر مسبوقة من الشیخ قاسم إلى الریاض: هل هی تکتیک أم استراتیجیة جدیدة للمقاومة؟

دعوة غیر مسبوقة من الشیخ قاسم إلى الریاض: هل هی تکتیک أم استراتیجیة جدیدة للمقاومة؟
معرف الأخبار : 1689449

وجّه الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، دعوة علنية إلى المملكة العربية السعودية لتجميد الخلافات وفتح صفحة جديدة من الحوار المباشر، مؤكدًا أن إسرائيل هي العدو الحقيقي وأن سلاح المقاومة موجّه ضد تل أبيب فقط، وليس لبنان أو السعودية أو أي دولة أخرى. تأتي هذه الدعوة في سياق تصاعد التهديدات الإسرائيلية، ووسط محاولات الرياض تشكيل تحالفات إسلامية جديدة، بالتزامن مع تطوّر العلاقات بين السعودية وإيران.

يبدو أن التوقيت كان العامل الأساسي الذي دفع الشيخ نعيم قاسم لإطلاق دعوته العلنية للمصالحة مع السعودية، لا سيما في ظل سعي الرياض لتشكيل تحالفات جديدة موجهة ضد إسرائيل، بما في ذلك تحالفها الأخير مع باكستان النووية، بعد الهجوم الإسرائيلي على دوحة قطر لاستهداف قادة حركة حماس.

وقال قاسم في كلمته يوم الجمعة، ونقلتها قناة المنار التابعة لحزب الله:
"بعد قطر، أصبح الاستهداف للمقاومة والأنظمة والشعوب وكل عائق جغرافي وسياسي أمام إسرائيل الكبرى، والهدف النهائي يشمل فلسطين ولبنان ومصر والأردن والعراق وسوريا والسعودية واليمن وإيران، وكلها خطوات مرحلية، يليها دور تركيا وبقية المنطقة حتى تتمكّن إسرائيل من تحقيق مشروعها الكبير."

ولفت الشيخ قاسم إلى أن هذه الدعوة تأتي على الهواء مباشرة وليس عبر قنوات خلفية، مطالبًا بحوار يعالج الإشكالات ويطمئن المخاوف ويؤمّن مصالح الأطراف كافة. وأكد أن الهدف هو العمل من أجل مستقبل الأمة وصون استقلالها وكرامتها في مواجهة مشاريع الهيمنة والتقسيم.

ورغم الجدل حول رد فعل السعودية على هذه المبادرة، أشار بعض الصحفيين السعوديين إلى أن المملكة تتعامل رسميًا مع الدولة اللبنانية وليس مع حزب الله.

وشدّد الشيخ قاسم على أن الحوار مع الرياض يجب أن يُبنى على أن "إسرائيل هي العدو، وليس المقاومة"، داعيًا السعودية إلى "تجميد" الخلافات مؤقتًا لمواجهة التحديات الإسرائيلية. وأوضح أن سلاح المقاومة موجّه فقط ضد العدو الإسرائيلي، محذرًا من أن الضغط على المقاومة يمثل مكسبًا لإسرائيل وأن غياب المقاومة سيجعل الدور يطال الدول الأخرى. كما أكد أن المقاومة الفلسطينية جزء من منظومة المقاومة الشاملة وتعمل كدرع صلب ضد التوسع الإسرائيلي.

وتناول قاسم الهجوم الإسرائيلي على قيادات حماس في دوحة قطر، مؤكدًا أن "الوضع بعد ضرب قطر ليس كما قبله"، وهو ما يتقاطع جزئيًا مع تقييمات الرياض التي تبحث عن بدائل حماية وتحالفات جديدة.

وتأتي دعوة الشيخ قاسم بالتوازي مع تطورات إيجابية في العلاقات السعودية-الإيرانية، حيث التقى الرئيس الإيراني مسعود پزشکیان بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تلاها زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى الرياض، الذي أوضح أن التعاون الدفاعي بين البلدين سيأخذ شكلًا أكثر تنظيمًا مستقبلاً.

وفي رده على سؤال حول التغير في منظور واستراتيجية الدول العربية بعد أحداث قطر، قال لاريجاني: "كانت لدى الأصدقاء السعوديين رؤية واضحة إلى حد ما، والآن أصبحت أكثر وضوحًا، مما يعني أن مختلف دول المنطقة تدرك أن المسار الذي اعتقدنا سابقًا أنه يعرقل الاستقرار قد أصبح أكثر موضوعية."

وخلص الخبراء إلى أن هذه التطورات تمثل تحولًا استثنائيًا على صعيد تحالفات الدول العربية والإسلامية، التي تدرك جميعها خطر "إسرائيل الكبرى"، وهو ما لا يرضي تل أبيب التي طالما استفادت من الصدامات السياسية والطائفية بين الدول العربية والإسلامية. ورغم أن تقييم نجاح هذه التحالفات على أرض الواقع ما زال في بدايته، إلا أن الخطوة الأولى قد انطلقت، كما يقول المثل الصيني: "رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة".

 

endNewsMessage1
تعليقات