ترامب يلوح بإمكانية عودة واشنطن إلى قاعدة باغرام.. ومحللون يرون رسائل مبطنة لطهران

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن احتمال استعادة الولايات المتحدة لقاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، وسط تحليلات تربط هذه التصريحات برسائل غير مباشرة موجّهة إلى إيران.
تحدث ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني عن إمكانية عودة واشنطن إلى قاعدة باغرام الجوية، التي انسحبت منها القوات الأمريكية عام 2021 بعد عقدين من التواجد العسكري في أفغانستان.
في هذا السياق، اعتبر فريدون مجلسي، الخبير في الشؤون الأمريكية، أن تصريحات ترامب تنطوي على غموض وتتميز بنوع من الوقاحة السياسية، مضيفاً أنها قد تحمل رسائل تهديدية لإيران في ظل الظروف الإقليمية الحالية.
وأشار مجلسي إلى أن هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، خاصة بعد توقيع اتفاقية شبه عسكرية بين السعودية وباكستان، تنص على أن أي اعتداء على أحد البلدين يُعتبر اعتداءً على الآخر. وهذا يُفهم منه أن باكستان ستتدخل عسكرياً في حال تعرضت السعودية لأي تهديد، مما يحمل دلالات سياسية وأمنية مهمة في المنطقة.
وأضاف مجلسي أن ترامب كان هو من بادر بالتوصل إلى اتفاق مع حركة طالبان خلال فترة رئاسته، مما مهد لاحقاً لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. وتابع قائلاً: "رغم الانسحاب، لا تزال هناك عناصر نفوذ أمريكية داخل أفغانستان، تسعى للحفاظ على المصالح الاستراتيجية لواشنطن، ومن بينهم زلماي خليلزاد، الذي يُعرف بعلاقته الوثيقة مع الإدارة الأمريكية وموقفه السلبي من إيران."
وبشأن إمكانية عودة القوات الأمريكية إلى باغرام، رأى مجلسي أن هذا الاحتمال ضعيف، مرجحاً أن تكتفي واشنطن بتمويل جماعات محلية ونشرها في محيط القاعدة، مع احتمال استخدامها لأغراض لوجستية وعسكرية، مثل التزود بالوقود أو إقامة قواعد صاروخية دون الحاجة إلى وجود مباشر.
وعن الموقفين الروسي والصيني من الوضع في أفغانستان، شدد مجلسي على ضرورة التفريق بين البلدين، موضحاً أن الصين دولة قوية تضع مصالحها فوق كل اعتبار، وتتعامل براغماتية تامة مع الأوضاع الإقليمية، بينما تبقى روسيا بالنسبة للصين مجرد سوق ومصدر للمواد الخام.
واختتم الخبير السياسي حديثه بالإشارة إلى أن تصريحات ترامب لا يمكن الاستخفاف بها، رغم ما تحمله أحياناً من طابع استعراضي أو تهكمي. واستشهد بتصريحاته السابقة حول "ضم كندا" أو "تبعية غرينلاند لأمريكا"، والتي وُوجهت بالسخرية، إلا أنها تعكس – بحسب قوله – نمطاً من السلوك السياسي والنفسي لا يخلو من الأهداف الاستراتيجية.