القمّة الطارئة في الدوحة: حلفاء واشنطن في الخليج الفارسي يطلبون حمايتها من "إسرائيل"

تصدرّت القمة العربية-الإسلامية الطارئة التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، عناوين الإعلام الصهيوني، بعد أيام فقط من العدوان الجوي الإسرائيلي على شخصيات قيادية من حركة حماس داخل الأراضي القطرية. وقد انطلقت اليوم الأحد أعمال الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية، تمهيداً لانعقاد قمة القادة غداً الإثنين، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي.
وتعليقاً على أجواء القمة، أفادت صحيفة هآرتس العبرية أن ما وصفتهم بـ"حلفاء الولايات المتحدة في الخليج الفارسي" باتوا يطلبون من واشنطن حمايتهم من تهديدات "إسرائيل"، حليفتهم المفترضة في المنطقة، وسط تزايد القلق من سياسات تل أبيب العدوانية وغير المنضبطة.
وفي تحليله، أشار المستشرق الإسرائيلي تسفي بارئيل إلى أن الدول العربية والإسلامية لا تملك حالياً نية حقيقية للدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع الكيان الصهيوني، كما لم تظهر أي دولة، بما في ذلك قطر، رغبة في ممارسة ضغط جدي على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتغيير سياساته المنحازة بالكامل لتل أبيب.
لكن برأي بارئيل، فإن ما يجري في الدوحة يحمل رسالة قوية موجهة للولايات المتحدة، تطالبها بالوفاء بالتزاماتها تجاه أمن حلفائها، وخصوصاً في ظل التصعيد الإسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، بما في ذلك استهداف أراضي دولة ذات سيادة.
وأشار التقرير إلى أن مصر، رغم احتفاظها باتفاقيات رسمية مع الكيان الصهيوني، عبّرت بوضوح عن رفضها للاعتداءات، حيث ترفض حتى اللحظة اعتماد السفير الإسرائيلي الجديد، كما حذّرت من "عواقب وخيمة" لأي هجوم قد يُنفذ على أراضيها، لكنها في الوقت ذاته لم تلوّح بإلغاء اتفاقيات كامب ديفيد.
وبحسب مصادر "هآرتس"، فإن تل أبيب من جهتها تواصل تهديداتها، عبر التلويح بإعادة النظر في صفقات كبرى كمشروع تصدير الغاز إلى مصر، بالتزامن مع التحريض على التواجد العسكري المصري في سيناء، رغم تأكيد الجانبين بأن التنسيق الأمني لا يزال قائماً، وأن القاهرة تواصل أداء دورها كوسيط في ملف تبادل الأسرى بين حماس والكيان.
وفي ظل هذه التطورات، تقلل التقديرات الإسرائيلية من احتمالات اتخاذ مواقف عملية حادة في القمة، وتقول إن نتائجها قد لا تتجاوز سقف الإدانات السياسية، والخطابات التضامنية مع قطر، التي اعتُدي على سيادتها بشكل سافر.
وفي هذا السياق، حذرت مصادر مصرية من مخاطر تدفق أعداد كبيرة من سكان غزة باتجاه سيناء في حال تصاعد العدوان، لكنها أكدت أن القاهرة تتعامل مع الموقف عبر القنوات الدبلوماسية بعيداً عن الخيار العسكري.
من جهة أخرى، نقل المحلل الاستخباراتي في صحيفة يديعوت أحرونوت، رونين بيرغمان، عن مصادر خليجية (في الخليج الفارسي) قولها إن استئناف قطر لدورها كوسيط بين حماس والكيان الصهيوني مرهون بنتائج اجتماعات وفدها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي عُقدت بعد الاعتداء الصهيوني على أراضيها.
وبحسب التقييم الإسرائيلي، فإن الدوحة قد تستأنف وساطتها إذا ما تلقت ضمانات أمريكية كافية تمنع تكرار الاعتداءات، مع احتمال أن تعمد واشنطن إلى تكثيف ضغوطها على حكومة نتنياهو لإنهاء الحرب العدوانية الجارية.
رأي اليوم