العقوبات الأمريكية على المنظمات الحقوقية الفلسطينية: دعم غير مشروط لإسرائيل

العقوبات الأمريكية على المنظمات الحقوقية الفلسطينية: دعم غير مشروط لإسرائيل
معرف الأخبار : 1684964

العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد ثلاث منظمات حقوقية فلسطينية تعكس توجه الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب إلى تقديم دعم كامل وغير مشروط لإسرائيل، حتى على حساب القوانين الدولية وشرعية المؤسسات الأممية. هذا النهج يضعف النظام الدولي ويمنح إسرائيل حرية التصرف في المنطقة كقوة منفلتة دون رادع.

أشار الخبير الإيراني علي أصغر زرغر إلى أن العقوبات الأمريكية الأخيرة على ثلاث منظمات حقوقية فلسطينية تعكس سياسة أمريكية ثابتة تدعم إسرائيل بشكل غير مشروط. وأوضح أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، لا تخفي هذا التوجه، بل تسعى لتحويله إلى إطار عمل دائم، حتى على حساب القوانين الدولية.

زرغر أكد في حوار مع وكالة "إيلنا" الإيرانية أن هذا الدعم يتجاوز الحدود السياسية أو الرمزية، ليشمل جميع السياسات والإجراءات التي تتبناها إسرائيل. ولفت إلى أن العلاقات الأمريكية مع إسرائيل تختلف عن تلك مع حلفائها الآخرين، حيث لا تتردد الولايات المتحدة في توجيه انتقادات بشأن حقوق الإنسان أو السياسات الداخلية في حالات أخرى، لكن في حالة إسرائيل، يبدو وكأنها أصبحت الولاية الأمريكية رقم 51، وتحصل على امتيازات تفوق بعض الولايات الرسمية.

تقويض المحكمة الجنائية الدولية

زرغر أضاف أن الولايات المتحدة لم تعترف يوماً بالمحكمة الجنائية الدولية، لكنها الآن تسعى لتقويضها بالكامل من خلال فرض عقوبات على قضاتها والطعن في شرعيتها، لأنها تعرقل المصالح الأمريكية والإسرائيلية. وشدد على أن هذا السلوك يعكس نهجاً مزدوجاً في التعامل مع المنظمات الدولية، حيث تُهاجم المحكمة الجنائية إذا خالفت مصالح واشنطن، وتُستخدم كأداة ضغط ضد الآخرين عندما تخدمها.

تداعيات الدعم الأمريكي لإسرائيل

كما أشار زرغر إلى أن استهداف المقررين الأمميين والمنظمات الحقوقية الفلسطينية يدخل ضمن نفس الإطار، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن أي جهة تُدين إسرائيل تُعاقب فوراً. وذكر أن إسرائيل، بفضل الدعم الأمريكي المفتوح، تتصرف كقوة منفلتة في المنطقة، حيث تقصف غزة وسوريا ولبنان، وتهدد إيران وتركيا وقطر، دون أي مساءلة دولية.

خطر العنف نتيجة الإحباط

زرغر حذر من تداعيات هذا النهج، قائلاً إن عجز المؤسسات الدولية مثل المحكمة الجنائية ومجلس الأمن عن فرض العدالة، وإغلاق الأبواب أمام الشعوب للدفاع عن حقوقها بالطرق القانونية، قد يدفع البعض إلى اللجوء إلى العنف. ورغم عدم وجود رابط مباشر بين العنف وقرارات ترامب أو إسرائيل، إلا أن مشاعر اليأس والخذلان قد تتحول إلى ردود أفعال عنيفة.

تدمير الثقة بالنظام الدولي

في ختام حديثه، أكد زرغر أن ما يجري هو تدمير تدريجي للثقة بالنظام الدولي، وتحويل الولايات المتحدة من دولة تدعي دعم الاستقرار إلى قوة تغذي الفوضى، سواء في الشرق الأوسط أو في أمريكا اللاتينية، بينما تُعامل إسرائيل كـ"زعيمٍ قاطع طريق" في المنطقة.

 

endNewsMessage1
تعليقات