تداعيات التوترات بين أمريكا وفنزويلا وتأثيرها على إيران: تحولات جيوسياسية وفرص وتحديات جديدة

تتزايد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الأوضاع على إيران. في هذا السياق، يمكن تحليل التحولات الجيوسياسية والفرص والتحديات الجديدة التي قد تنشأ نتيجة لهذه التوترات.
أكد الخبير الإيراني أمير هوشنج مير كوشش أن تصعيد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا يحمل آثارًا سياسية واقتصادية مهمة لإيران. وأشار إلى أن موقف واشنطن الجديد يعكس تحولًا استراتيجيًا قد يؤثر على علاقات طهران مع كاراكاس وأسواق النفط العالمية، كما يمكن أن يزيد من الضغوط على النظام الإيراني عبر فرض عقوبات ثانوية.
وأوضح مير كوشش، في حديثه مع وكالة "إيلنا"، أن تصعيد الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه فنزويلا جاء بذريعة مكافحة تهريب المخدرات، لكن له أبعادًا سياسية وأمنية أكبر. وقد عززت واشنطن وجودها العسكري في البحر الكاريبي من خلال نشر سبع مدمرات وغواصة نووية، بالإضافة إلى رفع قيمة مكافأة القبض على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى 50 مليون دولار واتهامه رسميًا بالاتجار بالمخدرات.
وأكد مير كوشش أن هذا التصعيد أثار جدلًا واسعًا داخل الولايات المتحدة وخارجها. حيث اعتبره بعض الساسة والحقوقيين غير قانوني ويخالف مبادئ القانون الدولي، بينما رأى آخرون أنه يمثل تحولًا استراتيجيًا من الإجراءات القضائية التقليدية إلى سياسات عسكرية تستهدف قمع الجماعات المرتبطة بتهريب المخدرات، والتي صُنفت كمثل الجماعات الإرهابية.
وأضاف أن التوترات قد تؤدي إلى تأجيج الأوضاع في منطقة الكاريبي، مما يفتح الباب أمام تدخلات محتملة من دول مثل روسيا والصين، اللتين تربطهما علاقات استراتيجية مع فنزويلا. كما أوضح أن مادورو حاول تعزيز موقعه عبر التعبئة الشعبية، إلا أن هذه الخطوات قد تزيد من حدة الانقسامات الداخلية وتضع فنزويلا في عزلة إقليمية متزايدة.
وأشار مير كوشش إلى أن هذا التصعيد له انعكاسات مباشرة على إيران، التي ترتبط بفنزويلا بشراكة استراتيجية في مجالات الطاقة والسياسة. فزيادة الضغوط الأمريكية على كاراكاس قد تؤدي إلى تشديد العقوبات على طهران، وخاصة عبر فرض عقوبات ثانوية على المؤسسات الاقتصادية والإلكترونية ذات الصلة. كما قد تحد الأدوار الوسيطة لدول أمريكا اللاتينية من نفوذ إيران في المنطقة.
ولفت إلى أن عودة النفط الفنزويلي إلى الأسواق العالمية، في حال حدوث اتفاق بين الولايات المتحدة وفنزويلا، قد تؤثر سلبًا على صادرات النفط الإيرانية، مما يخلق تحديات اقتصادية إضافية لطهران.
واختتم مير كوشش بأن السيناريوهات المحتملة تتراوح بين تعميق العلاقات الإيرانية-الفنزويلية في مواجهة الضغوط المشتركة، أو خسارة إيران جزءًا من نفوذها في أمريكا اللاتينية، وظهور منافس جديد في سوق الطاقة العالمي.