الجیش اللبنانی یبدأ رسمیًا استلام سلاح الفصائل الفلسطینیة فی مخیمات الجنوب ضمن خطة حصر السلاح بید الدولة

بدأ الجيش اللبناني، الخميس، بعملية استلام أسلحة الفصائل الفلسطينية في مخيمات مدينة صور الجنوبية، في خطوة مهمة ضمن خطة رسمية لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وسط حضور رسمي فلسطيني ولبناني يؤكد التزام الطرفين بتنفيذ الاتفاقات المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار.
بدأ الجيش اللبناني اليوم الخميس بتنفيذ خطوة جديدة ضمن خطة حصر السلاح بيد الدولة، حيث شرع باستلام الأسلحة من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوب لبنان.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بأن العملية شملت مخيمات الرشيدية، والبص، والبرج الشمالي، حيث خرجت سبع شاحنات محمّلة بأسلحة خفيفة وقذائف من نوع "بي 7" إلى ثكنة فوج التدخل الثاني في منطقة الشواكير جنوب البلاد.
وحضر عملية التسليم عدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين واللبنانيين، من بينهم القنصل الفلسطيني العام في صور رمضان دمشقية، ومسؤول الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، بالإضافة إلى مدير مخابرات الجنوب العميد سهيل حرب وقائد فوج التدخل الثاني العميد جهاد خالد.
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية أن هذه الخطوة جاءت بناءً على اتفاق بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس واللبناني جوزاف عون في مايو الماضي، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية والعمل على تحسين ظروف اللاجئين مع احترام السيادة اللبنانية.
وتعيش في لبنان نحو 493 ألف لاجئ فلسطيني، يقطن معظمهم في 12 مخيمًا معترفًا بها من وكالة الأونروا، حيث تفرض الفصائل الفلسطينية إدارة أمنية غير رسمية في هذه المخيمات، بينما يبقى الجيش اللبناني خارجها وفق تفاهمات سابقة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مساعي الحكومة اللبنانية التي أقرّت مؤخرًا حصر السلاح في يد الدولة، مع تكليف الجيش بوضع خطة تنفيذية لهذا الهدف بحلول نهاية 2025.
في المقابل، يشدد "حزب الله" على أن سلاحه لن يُسلم إلا بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وإيقاف الاعتداءات، وهو ما يضع تحديات أمام جهود ضبط السلاح في لبنان.
وتستمر التوترات بين لبنان وإسرائيل، حيث تتعرض مناطق لبنانية لهجمات إسرائيلية متكررة، على خلفية النزاع الممتد الذي شهد تصعيدًا واسعًا في أكتوبر 2023 وما تلاه من اتفاقات وقف إطلاق النار المخترقة بشكل متكرر.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية وفلسطينية وسورية، ورفض تل أبيب الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفق حدود 1967، مما يعمق أزمات المنطقة ويزيد من تعقيد مسارات السلام والاستقرار.