زيارة الرئيس بزشکیان إلى أرمينيا وبيلاروسيا لتعزيز نفوذ إيران في القوقاز

يتوجه الرئيس الإيراني بزشکیان إلى أرمينيا وبيلاروسيا في زيارة استراتيجية تهدف إلى تعزيز نفوذ إيران في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، من خلال دعم مشروع ممر الشمال-الجنوب الحيوي للتجارة والطاقة، ومواجهة محاولات النفوذ الغربي المتزايدة في المنطقة. تأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد التحديات الجيوسياسية التي تستوجب تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق الإقليمي لضمان المصالح الإيرانية.
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تحصين حضورها الجيوسياسي والاقتصادي، قام الرئيس الإيراني بزيارة رسمية إلى أرمينيا وبيلاروسيا، في محاولة لتعزيز الممر الشمالي-الجنوبي الحيوي، ومواجهة الضغوط المتصاعدة من النفوذ الغربي في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، حسبما أكد إحسان موحديان، الباحث في شؤون القوقاز، في مقابلة خاصة مع وكالة "إيلنا".
أوضح موحديان أن الزيارة تهدف إلى إحباط محاولات الولايات المتحدة وحلفائها لفرض خنق جيوسياسي على إيران من خلال تعزيز التعاون الإقليمي مع أرمينيا وبيلاروسيا، وتفعيل ممر الشمالي-الجنوبي الذي يعتبر ركيزة أساسية لاستراتيجية إيران في المنطقة.
وأضاف أن أرمينيا، رغم حسن نواياها، غير قادرة على التصدي للضغوط الغربية، مما يحتم على طهران تعزيز تواجدها في إقليم سيونيك الحيوي عبر توقيع اتفاقيات استراتيجية تشمل التعاون الاقتصادي، الطاقة، والثقافة. كما أكد أهمية التنسيق مع بيلاروسيا وروسيا لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة التهديدات الناشئة عن تحالفات غربية في القوقاز.
وأشار الباحث إلى أن إيران لم تستثمر بشكل كاف في البنى التحتية والنقل والطاقة في المنطقة، مما أدى إلى تراجع نفوذها، محذرًا من مخاطر العزلة الجغرافية والسياسية إذا لم تُعالج هذه القضايا سريعًا. ولفت إلى أن أرمينيا تشكل بوابة استراتيجية لإيران نحو الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي يشكل سوقًا ضخمًا بمليارات الدولارات.
وفي الختام، شدد موحديان على أهمية استغلال إيران لهذه الفرص من خلال الاستثمار في الصناعات المحلية والطاقة المتجددة، لمواجهة التحديات المتزايدة وضمان حضور قوي ومستدام في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، وسط تنافس محموم مع القوى الغربية والإسرائيلية والصيني