الشرع يشعل غضب تل أبيب بعد شكره للعشائر.. والدم السوري يستمر بالسقوط في السويداء!

أثار خطاب أحمد الشرع، رئيس الحكومة السورية الانتقالية، عاصفة من الغضب في إسرائيل بعدما وجّه الشكر العلني للعشائر المقاتلة في السويداء، في وقتٍ تتواصل فيه المعارك الدامية بين فصائل درزية ومسلحين قبليين رغم إعلان وقف إطلاق النار. المذبحة مستمرة، والحياد الطائفي الموعود ينهار أمام أول اختبار دموي للدولة السورية الجديدة.
تتواصل الاشتباكات في السويداء رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن مؤخراً، في ظل اتهامات متبادلة بين الأطراف المختلفة، وتصاعد الغضب الإسرائيلي على خطاب رئيس الحكومة السورية الانتقالية أحمد الشرع، الذي أثار استياء تل أبيب بدعوته للعشائر المسلحة وشكره لها على مواقفها، مما اعتبرته إسرائيل دعماً للمهاجمين الجهاديين الذين استهدفوا الدروز.
وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة أعمق حول مستقبل سورية الجديدة، التي تحكمها هيئة تحرير الشام، والتي تواجه انتقادات واسعة بسبب اعتمادها على إشارات وضوء أخضر من إسرائيل والولايات المتحدة في تحركاتها العسكرية، خصوصاً في الجنوب السوري. ويأتي الهجوم الإسرائيلي على القوات الحكومية في 16 يوليو/تموز كتحذير واضح لدمشق بعد محاولتها الانتشار جنوباً، رغم التحذيرات المتكررة من تل أبيب.
ويؤكد أحمد الشرع في خطابه التزام حكومته بحماية الأقليات والطوائف كافة، معتبراً أن أبناء السويداء يقفون مع الدولة باستثناء فئة قليلة، ومديناً في الوقت ذاته الأحداث الدامية التي عصفت بالمنطقة. لكن التصعيد المستمر والهجمات المتبادلة، إلى جانب ممارسات العنف ضد الدروز، مثل إهانة الرجال وقطع الشوارب وإلقاء الشباب من الشرفات، تثير تساؤلات جدية حول قدرة الدولة الجديدة على فرض الأمن وإنهاء الاقتتال.
كما تواجه الحكومة الانتقالية انتقادات داخلية وخارجية، وسط استقالات واتهامات بالعمالة والخيانة، في وقت يرتفع فيه عدد ضحايا الصراع إلى ما يقارب 940 قتيلاً منذ اندلاع الاشتباكات قبل أيام قليلة.
يبقى السؤال الأبرز عن مدى قدرة النظام السوري الجديد على حماية الأقليات، وتحقيق سيادة مستقلة لا تخضع لأي ضوء أخضر خارجي، وتحقيق حياد طائفي حقيقي يتجاوز الكلام إلى التنفيذ على الأرض، في ظل واقع أمني وسياسي معقد يهدد استقرار المنطقة برمتها.