اللواء صفوي: إسرائيل تعرف أن إيران لم تستخدم بعد كل قواتها وجيشنا لم يشارك بكامل قدراته

شكر اللواء صفوي، رئيس مؤسسة الشهيد الحاج قاسم سليماني لعلوم الدفاع المقدس، الشعب الإيراني على حضوره الفاعل في تشييع شهداء العدوان الصهيوني، وأشار إلى ما أكده الإمام الخميني (رحمه الله) بأن الشعب الإيراني أفضل من أهل الكوفة في عهد الإمام علي (عليه السلام) ومن أهل الحجاز في عهد النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، وهو ما أثبته الشعب الإيراني عبر الأحداث التي مر بها على مدار 46 عامًا، وخصوصًا في هذه الأحداث الأخيرة، حيث أظهر نضجه وشجاعته وفهمه العميق.

وأشار المستشار الأعلى للقائد الأعلى للقوات المسلحة إلى عدوان الكيان الصهيوني على إيران، قائلاً: "عادةً ما يبدأ القادة السياسيون الحروب بهدف فرض الإرادة السياسية لدولة أو أكثر على دولة أو أمة أخرى؛ وقد يسعون إلى الإطاحة بنظام سياسي أو تسليمه أو تفكيكه، أو إبرام اتفاقيات مثل اتفاقيتي تركمانشاي وغلستان، أو السعي إلى إلغاء اتفاقيات مثل اتفاقية الجزائر لعام 1975."

وتطرق إلى ما فعله رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، وقال: "نتنياهو، وهو شخص شيطاني ومجرم بطبيعته، لم يقتل سوى 60 ألف شخص في غزة لتحقيق أهدافه، بينما في إيران، استشهد 935 شخصًا من المدنيين، بالإضافة إلى قادة وعلماء، في الهجمات الأخيرة. ورغم ذلك، فشل في تحقيق جميع أهدافه، حيث لم يتم إسقاط الجمهورية الإسلامية أو تفكيكها، ولم يتم تشتيت الشعب الإيراني. ورغم الأضرار التي لحقت بنا، فقد آذيناهم أيضًا."

وأوضح اللواء صفوي أن الصهاينة قد تكبدوا ضررًا جسيمًا، إلا أنهم يديرون نشر الأخبار المتعلقة بذلك بصرامة. وقال: "على مدار أكثر من 70 عامًا من وجوده المزيف، لم يشهد الكيان الصهيوني مثل هذا العار الذي لحق به عندما تحركت إيران ضد العدوان وأطلقت مئات الصواريخ على الأراضي المحتلة، صواريخ كانت كل واحدة منها تحمل أكثر من 80 رأسًا حربيًا وتغطي مساحة تصل إلى 40 كيلومترًا."

وأشار إلى أن نتنياهو الجاهل لم يفهم طبيعة الأمة الإيرانية ولا قائدها، وقال: "نحن نملك قائدًا شجاعًا، حكيمًا، رحيمًا وذكيًا، وبفضل هذه الصفات، نجح قائد الثورة الإسلامية بعد 36 عامًا من نهج الإمام الخميني (رضي الله عنه) في إنقاذ سفينة الأمة الإيرانية من الحروب الإقليمية والصراعات الداخلية."

وتطرق أيضًا إلى مسألة اختيار خلفاء القادة الشهداء خلال حرب الـ12 يومًا، قائلاً: "من الإجراءات التي اتخذها قائد الثورة الإسلامية خلال الحرب الأخيرة هو أنه لم يمضِ يوم واحد على استشهاد القادة حتى تم تعيين قادة جدد. وبفضل قيادته الحكيمة، هاجمت القوات المسلحة الإيرانية الكيان الصهيوني بالصواريخ، وكذلك استهدفت قاعدة العديد الأمريكية في قطر."

كما أوضح مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية الاستراتيجية الخاطئة التي انتهجها الكيان الصهيوني في مواجهة الفلسطينيين وإيران الإسلامية، قائلًا: "لقد كانت الاستراتيجية الصهيونية خاطئة حتى الآن. على الرغم من تدمير 70% من أراضي غزة وقتل 60 ألف إنسان، إلا أن حماس لا تزال على قيد الحياة. من ناحية أخرى، فإن الجيش الإسرائيلي منهك لأنه يقاتل في غزة منذ 21 شهرًا، وهو ما دفع قواته إلى رفض العودة إلى الجيش."

وأشار إلى أن أي دولة محتلة لن تستطيع البقاء في أرض محتلة حتى النهاية، مستشهدًا بالتاريخ، حيث قال: "على سبيل المثال، حكم البريطانيون الهند لمدة 150 عامًا، لكن الهنود طردوهم في النهاية عام 1947. الفرنسيون الذين استعمروا الجزائر طُردوا أخيرًا على يد الشعب الجزائري بعد 130 عامًا. طُرد الإيطاليون من ليبيا بعد 30 إلى 40 عامًا على يد الشعب الليبي، والأمريكيون، بعد احتلالهم أفغانستان لمدة 20 عامًا، أُجبروا على مغادرة هذا البلد على يد الشعب الأفغاني. ولذلك، فإن الشعب الفلسطيني سيستعيد أيضًا أراضيه المحتلة من الكيان الصهيوني."

وفي ختام حديثه، أكد اللواء صفوي أن القوات المسلحة الإيرانية مستعدة لجميع مخططات العدو، وقال: "نعلم أن الصهاينة يدركون أننا لم نستخدم الكثير من قدراتنا بعد، مثل البحرية وفيلق القدس، وحتى الجيش لم يتحرك بكامل قوته. لقد أنتجنا آلاف الصواريخ والطائرات المسيرة حتى الآن، وهي موجودة في أماكن آمنة. بالطبع، يجب القول أيضًا إن الطاقة النووية السلمية وإنتاج الصواريخ هما ثمرة فكر وعلوم أصيلة، ولذلك لا يمكنهم تدمير هذا العلم."