إيران تطرح مبادرة نووية إقليمية تحت إشراف دولي… وتؤكد: لن نساوم على حقوقنا

في خطوة دبلوماسية جديدة تعبّر عن ثبات الموقف الإيراني وسعيه لحلول بنّاءة، أعلنت طهران استعدادها لنقل جزء من اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة ضمن مبادرة إقليمية بإشراف دولي. وفي الوقت ذاته، شددت على أنّ البرنامج النووي السلمي الإيراني خط أحمر، وأن أي محاولات للتسييس أو الضغط الميداني ستُواجَه بحزم ووعي استراتيجي.
وفي الوقت الذي تسعى فيه بعض الأطراف الغربية إلى تسويق مبادرات مكررة تتضمن شروطًا غير منطقية كتجميد كامل لبرنامج التخصيب الإيراني، شدّد السفير إيرواني على أنّ أيّ تفاهم لا بد أن يحفظ الحقوق الثابتة للشعب الإيراني ويستند إلى مبادئ العدالة والسيادة الوطنية.
هذا وكشفت تقارير إعلامية عن محادثات غير علنية جرت مؤخرًا بين طهران وعدد من الجهات الفاعلة في المنطقة والعالم، رغم التصعيد العسكري الأخير ضد إيران، مشيرةً إلى أن بعض العروض الغربية تتضمن رفعاً جزئياً للعقوبات والإفراج عن أرصدة مالية مجمدة، مقابل تنازلات نووية، وهو ما لم تُؤكده الجهات الرسمية الإيرانية حتى اللحظة.
من جهته، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني السابق، الدكتور عباس عراقجي، أن الإصرار المتزايد من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، على زيارة مواقع تعرضت مؤخرًا لاعتداءات عسكرية هو تصرّفٌ لا يُمكن فصله عن نوايا مسيّسة ومشبوهة.
وقال عراقجي، عبر حسابه على منصة "إكس"، إنّ البرلمان الإيراني صادق مؤخرًا على مشروع قانون يعلّق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو القرار الذي يدخل حيّز التنفيذ بعد مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي.
وأكّد أن الخطوة تأتي ردًا على ما وصفه بالدور "المنحاز وغير المهني" للوكالة ومديرها، ورفضها إدانة الاعتداءات الصهيونية والأميركية الأخيرة على منشآت نووية سلمية، الأمر الذي يُعدّ خرقًا صارخًا للقوانين الدولية.
وأشار عراقجي إلى أنّ الجمهورية الإسلامية "لن تقف مكتوفة الأيدي"، وأنّها "ستتخذ ما يلزم من خطوات لحماية مصالحها العليا وشعبها الكريم، مع الاحتفاظ الكامل بحق الردّ المشروع".
وكانت وسائل إعلام قد تحدثت عن استهداف عسكري أميركي طال مواقع نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك، وهي هجمات لم تُؤكدها طهران رسميًا، فيما أظهرت صور أقمار صناعية نشاطًا لافتًا في بعض المنشآت، ما يؤكد جهوزية إيران العالية وقدرتها على تجاوز التحديات، وتعزيز البنية التحتية النووية رغم التهديدات.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكما أكدت مراراً، ستبقى متمسكة بحقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وستواجه كل محاولات الابتزاز والضغوط السياسية بالمزيد من الثبات والسيادة.