استثمارات بتروكيماوية بـ5 مليارات دولار... إيران تخوض معركة "إطفاء المشاعل" لإنقاذ البيئة وتأمين اللقيم

أكّد مسؤول في الشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية، أن شركات هذا القطاع استثمرت نحو 5 مليارات دولار في مشاريع جمع الغاز المصاحب، ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى خفض التلوث وتأمين المواد الخام للصناعة.
وبحسب ما نقلته وكالة إيلنا عن وزارة النفط الإيرانية، أعلن "داوود عمادي"، مدير الصحة والسلامة والبيئة في الشركة الوطنية الإيرانية للصناعات البتروكيماوية، أن شركات البتروكيماويات الإيرانية خصّصت استثمارات ضخمة تُقدَّر بخمسة مليارات دولار لجمع الغازات الناتجة عن احتراق المشاعل النفطية، المعروفة بـ"الغاز المصاحب".
وأوضح عمادي أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة وطنية شاملة لإطفاء المشاعل، حيث تُسهم هذه المشاريع في خفض انبعاثات الكربون وتعزيز الكفاءة الاقتصادية من خلال تحويل الغازات المحروقة إلى مواد أولية قيّمة تُستخدم في تشغيل مصانع البتروكيماويات.
ولفت إلى أن حصة صناعة البتروكيماويات من تلوث الهواء الناجم عن المشاعل لا تتجاوز 8 إلى 9 بالمئة، إلا أن هذا القطاع يبادر بتحمّل المسؤولية البيئية عبر مشاريع استراتيجية، من ضمنها إطفاء 9 مشاعل حتى الآن في منطقة شرق كارون، من أصل 59 مشعلاً مدرجاً في خطة الجمع.
كما أشار إلى مشاركة شركات كبيرة في هذه المشاريع، منها: مصفاة غاز بيدبلند الخليج الفارسي، مصفاة غاز هويزة الخليج الفارسي، مجمع دهلران، وشركة بتروكيماويات مارون، مؤكداً أن المشاريع تهدف كذلك إلى تأمين اللقيم لمعامل البتروكيماويات وتعزيز الاكتفاء المحلي.
وتطرّق عمادي إلى خطط إضافية تشمل تجهيز البنية التحتية لجمع مشاعل "بارس الجنوبي" في منطقة عسلوية، مشيراً إلى أن المشاريع المستقبلية ستعزز الدور البيئي والتنموي لصناعة البتروكيماويات في البلاد.
واختتم بالقول إن المشروع الوطني "للإدارة الاستراتيجية للكربون" الذي بدأ عام 2020، كان له أثر ملموس في تقليل الانبعاثات، وأن المراقبة المستمرة للانبعاثات ما زالت على رأس أولويات الشركة.