إيران تعزز أمنها الشرقي بجدار خرساني ذكي على حدود أفغانستان
في خطوة تهدف إلى ضبط الحدود الشرقية وتعزيز الأمن الداخلي، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عن الانتهاء من بناء 100 كيلومتر من الجدار الحدودي مع أفغانستان، ضمن مشروع يمتد على طول 300 كيلومتر ويعتمد على تقنيات مراقبة متطورة وبنية تحتية ذكية، وسط مخاوف متزايدة من نشاط الجماعات الإرهابية وتهريب البشر والمخدرات.
وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اليوم الجمعة، عن استكمال بناء 100 كيلومتر من الجدار الحدودي مع أفغانستان في محافظة خراسان الرضوية، وذلك في إطار مشروع أمني واسع النطاق يهدف إلى إغلاق الحدود الشرقية الممتدة مع الجارة الشرقية.
وخلال جولة تفقدية للموقع، أكد اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان، أن المشروع يسير بوتيرة متقدمة ويُنفّذ وفقًا لأحدث المعايير الهندسية، مستفيدًا من التكنولوجيا الذكية والمنظومات الإلكترونية الحديثة. وقد رافقه في الجولة اللواء كيومرث حيدري، قائد القوات البرية في الجيش الإيراني.
وأشار باقري إلى أن المرحلة الحالية شملت تمهيد الأرض، إنشاء البنية التحتية، ونصب الجدران الخرسانية بارتفاع أربعة أمتار تعلوها أسوار معدنية، مؤكدًا أن الجدار بات الآن في مرحلة التثبيت.
وأكد أن المشروع لا يقتصر على بناء الجدار فقط، بل يشمل أيضًا تحديث أبراج المراقبة ونقاط الحراسة المنتشرة على طول الحدود، ما يُسهم في تعزيز السيطرة الأمنية وتقليص عمليات التهريب والتنقل غير القانوني للمهاجرين.
وأضاف أن استكمال هذا المشروع سيحد من دخول المخدرات والسلع غير المشروعة، فضلًا عن مواجهة تدفق اللاجئين الأفغان الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني نتيجة الأوضاع المتدهورة في بلادهم منذ سيطرة طالبان على الحكم.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد القلق الإيراني من تزايد أنشطة جماعة "خراسان" التابعة لتنظيم داعش، وكذلك تحركات جماعة "جيش العدل" المعارضة، التي تنشط بين باكستان وأفغانستان، وتشكل تهديدًا أمنيًا متواصلًا في المناطق الحدودية ولا سيما في محافظة سيستان وبلوشستان.
وتواصل طهران مساعيها للحد من التهديدات الأمنية، في وقت لم تنجح فيه بعد بالسيطرة الكاملة على الحدود الشرقية المترامية الأطراف، التي ما تزال تشهد عمليات تهريب متكررة وعبور غير مشروع للمهاجرين.