ما وراء طرح واشنطن "صفر تخصيب" بديلاً عن تفكيك البرنامج النووي الإيراني

ما وراء طرح واشنطن "صفر تخصيب" بديلاً عن تفكيك البرنامج النووي الإيراني
معرف الأخبار : 1642082

في ظل استمرار المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، برعاية عمانية وفي العاصمة الإيطالية روما، برز طرح إدارة واشنطن الجديد المتمثل في شرط "صفر تخصيب" كبديل عن مطلب "تفكيك" البرنامج النووي الإيراني الذي انسحبت منه سابقاً.

يرى بعض المراقبين أن تراجع الإدارة الأميركية عن مطلب "تفكيك" المشروع الإيراني قد يفتح آفاقاً أوسع للحوار ويمنح فرصة لإحراز تقدم في المفاوضات، حتى وإن استبدلت هذا المطلب بشرط "وقف التخصيب". إلا أن الوقف التام للتخصيب، بحسب محللين، يُعد تفكيكاً مؤجلاً للبرنامج النووي.

وفي مقابلة شاملة أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع شبكة "أن بي سي" في الرابع من مايو/أيار الجاري، أكد رفضه القاطع لأي اتفاق أقل من "التفكيك الكامل" للبرنامج النووي الإيراني، وهو المطلب الذي تمسكت به الإدارة حتى في الجولة الأخيرة من المفاوضات التي عقدت في مسقط، والتي انتهت دون تحقيق تقدم ملحوظ.

ومع تصاعد الخلافات، أشارت مصادر دبلوماسية إلى احتمال عدم انعقاد الجولة المقبلة من المفاوضات في حال لم تقدم طهران أفكاراً جديدة، ما دفع الإدارة الأميركية إلى طرح عرض جديد على إيران وانتظار ردها.

وبرز في هذا السياق تأكيد المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف على شرط "الصفر تخصيب" كخط أحمر في أي اتفاق قادم، مشدداً على أنه لن يُسمح حتى بتخصيب بنسبة 1%، وهو موقف دعمه أيضاً السيناتور ماركو روبيو في مجلس الشيوخ.

في المقابل، لم يُعلّق ترامب بشكل قاطع على مطلب التفكيك، مكتفياً بالقول خلال زيارته الخليجية إن الإدارة لم تتخذ قراراً نهائياً بهذا الشأن، في حين يبدو أن المفاوضين الأميركيين يدرسون إمكانية التوصل إلى "اتفاق أقوى" من اتفاق 2015، يوازن بين الحد من التخصيب وبين الحفاظ على مصالح الأطراف.

وفي ظل هذه التطورات، أعلنت مصادر إسرائيلية مؤخراً عن استعدادات لضربة عسكرية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية، في محاولة واضحة لإرباك مسار المفاوضات التي أصبحت قريبة من الانتهاء، فيما عبّر الرئيس ترامب خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن دعمه لتوفير "ضمان" بعدم حصول إيران على السلاح النووي، مع احتفاظ إسرائيل بحق الدفاع عن نفسها.

تجدر الإشارة إلى أن التوتر بين واشنطن وتل أبيب يعكس اختلافاً في الرؤى، حيث تبنى ترامب نهجاً جديداً يقوم على الفصل بين المصالح الحصرية للطرفين مع الالتزام بالشراكة في القضايا الاستراتيجية، وهو ما يتضح من الخلافات في ملفات متعددة بينها الاتفاقات مع الحوثيين والتفاوض مع إيران وحماس.

يُطرح الآن السؤال عن قدرة الفريق الأميركي على حل مسألة التخصيب مع الجانب الإيراني، في ظل تصريحات رسمية من طهران تنفي إمكانية التنازل عن البرنامج النووي، معتبرة أن "صفر تخصيب" يعني تفكيكاً حتمياً لا يمكن القبول به.

هذا الواقع يدفع الإدارة الأميركية إلى البحث عن "اتفاق أقوى" من سابقه، يقيد التخصيب ضمن حدود محددة، في محاولة للتوفيق بين المطالب الداخلية والضغوط الخارجية، مع العلم أن سياسة ترامب تتسم برفع سقف المطالب في بداية المفاوضات ثم التراجع التدريجي مع الاحتفاظ بإنجازات تفاوضية.

ميدل ايست نيوز

endNewsMessage1
تعليقات