ضغوط أمريكية مقابل ثوابت إيرانية: اختبار صعب للجولة الرابعة في مسقط

تنطلق اليوم في العاصمة العُمانية مسقط الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وسط تصعيد لافت في المواقف الأمريكية الداعية إلى وقف كامل لتخصيب اليورانيوم، يقابله تأكيد إيراني حازم على التمسك بالحقوق النووية وعدم التنازل عنها تحت أي ظرف.
تُستأنف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة اليوم الأحد في مسقط، بعد تأجيل الجولة الرابعة لأسباب وُصفت بـ"الفنية واللوجستية"، في وقت تشير فيه المؤشرات إلى أجواء أكثر توتراً من الجولات السابقة، خصوصاً في ظل تصريحات أمريكية متشددة سبقت اللقاء.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أجرى زيارات دبلوماسية إلى قطر والسعودية قبل التوجه إلى سلطنة عمان، في إطار تنسيق المواقف الإقليمية عشية المفاوضات.
فيما أعلنت طهران وواشنطن أن الجولات الماضية أحرزت تقدماً نسبياً، إلا أن واشنطن رفعت من سقف مطالبها، مطالبةً بتفكيك جميع منشآت التخصيب الإيرانية، بما فيها نطنز وفردو وأصفهان، ونقل مخزون الوقود المخصب إلى خارج البلاد، حسب تصريحات المبعوث الأمريكي السابق ستيف ويتكوف.
وقد قوبلت هذه التصريحات برفض صارم من الجانب الإيراني، حيث أكد عراقجي من الدوحة أن طهران لن تتنازل عن حقوقها النووية، وأن أي مطالب "غير منطقية" ستقابل بموقف حازم.
ويُخصَّب اليورانيوم في إيران حالياً بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة أعلى بكثير من النسبة المقررة في الاتفاق النووي لعام 2015 (3.65%)، ما يجعل ملف التخصيب العقدة الأساسية في هذه المفاوضات.
الصحافة الغربية، وعلى رأسها "نيويورك تايمز" و"الغارديان"، حذّرت من أن هذا الخلاف قد يفشل المحادثات بالكامل. كما تحدثت "جيروزاليم بوست" عن ضغوط إسرائيلية محتملة على الإدارة الأمريكية لعرقلة أي تفاهم لا يشمل تفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية.
من جهة أخرى، ترفض إيران بشدة ضمّ ملف برنامجها الصاروخي إلى المفاوضات، ما يشكل عائقاً إضافياً أمام أي اتفاق محتمل، وفق تقارير بثتها إذاعة فرنسا الدولية.