إيران تستأنف عمليات الحفر الاستكشافي في بحر قزوين لأول مرة منذ 28 عاماً

في خطوة استراتيجية نحو تعزيز الأمن الطاقي وتوسيع رقعة الاستكشافات النفطية، أعلنت وزارة النفط الإيرانية استئناف أعمال الحفر في بحر قزوين للمرة الأولى منذ عام 1997، في مؤشر على تجدد التوجه نحو استثمار موارد الشمال البحرية.
أفادت وكالة "شانا" الإخبارية التابعة لوزارة النفط الإيرانية، يوم الجمعة، بأن الوزير محسن باك نجاد أصدر أوامر مباشرة باستئناف عمليات الحفر الاستكشافي في بحر قزوين بعد توقف دام 28 عاماً، حيث تهدف المرحلة الحالية إلى الوصول إلى عمق نهائي يبلغ 5077 متراً لتقييم إمكانيات مكمن رودسار ضمن الامتياز 18 الواقع على عمق 70 متراً.
وتُعد إيران من كبار منتجي ومصدري النفط والغاز على مستوى العالم، حيث تحتل المركز الرابع عالمياً في احتياطيات النفط المؤكدة بعد فنزويلا والسعودية وكندا، بحسب بيانات شركة بريتيش بتروليوم.
وقد كانت آخر عملية حفر في المياه الضحلة لبحر قزوين قد أُجريت عام 1997، بينما توقفت أنشطة الحفر في الأعماق منذ عام 2014. ويقع معظم الاحتياطي النفطي الإيراني في جنوب البلاد، غير أن الشركة الوطنية للنفط بدأت منذ عام 1991 باستكشاف مناطق الشمال، خاصة عبر مشروع SCSG الذي تعاونت فيه مع شركات أجنبية مثل "شِل"، "وبا أويل" و"لازمو"، إلى جانب شركة "نفط خزر".
وكشفت الدراسات الجيولوجية عن وجود احتياطات ضخمة من الطاقة الأحفورية في المناطق الجنوبية من بحر قزوين، ما دفع "شركة نفط خزر" إلى التعاون مع شركات أجنبية لصناعة منصات حفر نصف عائمة عالية التقنية داخل البلاد، إلى جانب بناء ثلاث سفن دعم متقدمة خاصة بعمليات الحفر.
ورغم العقوبات الأميركية المشددة، وخصوصاً منذ إعادة فرضها عام 2018، استمر قطاع النفط الإيراني بالعمل والتصدير، حيث بلغ إنتاج إيران في أغسطس/ آب 2024 نحو 3.42 ملايين برميل يومياً، بحسب الوكالة الدولية للطاقة، مقارنة بـ2.6 مليون برميل في عام 2023. وتشير تقديرات وكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال" إلى أن صادرات إيران بلغت نحو 1.8 مليون برميل يومياً في أوائل 2024، إلا أنها تراجعت إلى نحو 1.2 مليون برميل في يناير 2025، نتيجة تضييق الخناق الأميركي.
ويُذكر أن نحو 90% من صادرات النفط الإيراني تتجه إلى الصين، التي ترفض الالتزام بالعقوبات الأميركية الأحادية وتعتبرها غير شرعية. ومع ذلك، فقد شهدت واردات الصين من النفط الإيراني انخفاضاً ملحوظاً في يناير الماضي بسبب توقف محطة ميناء شاندونغ عن استقبال الشحنات الإيرانية.