الموساد: السعودیّة صدیقتنا.. مرکز أبحاث الأمن القومیّ: إسرائیل قامت بتلیین سیاسة تصدیر الأسلحة إلى دول الخلیج والحوار السریّ بین تل أبیب والریاض ما زال مُستمّرًا

asdasd
معرف الأخبار : ۷۸۴۶۵۵

تُواصِل تل أبيب كشف المستور حول علاقاتها مع السعوديّة، دون أنْ يصدر أيّ تعقيبٍ من قبل المملكة، وفي هذا السياق، كشفت شخصية أمنيّة إسرائيليّة تولّت مناصب رفيعة في جهاز “الموساد”، من بينها نائب رئيس الجهاز، ورئيس شعبة “تفيل” للعلاقات غير الرسميّة مع الدول العربيّة والأجنبيّة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل في مقابلةٍ مع التلفزيون العبريّ، كشف عن موقف الرياض من إسرائيل حيث قال: يوجد في السعودية أصدقاء وشركاء كثيرون، وهم لا ينظرون إلينا النظرة إلى العدوّ، وفي معرض ردّه على سؤال إنْ كان السعوديون أعداءً لإسرائيل، أكد أنّهم أصدقاء، “وهم يُقدِّرون جيدًا العلاقة معنا، وها هم اليوم يعانون القلق إزاء الصراعات الدينيّة داخل العالم الإسلاميّ”.

وتابع مناحيم ناحيك نفوت قائلاً إنّ “الصورة الموجودة لدينا بأنّ الدول العربيّة تريد تدمير إسرائيل، هي صورة غير صحيحة، وبالتأكيد غير موجودة اليوم، لافتًا إلى أنّ أصل العلاقة الإسرائيليّة مع العالم العربيّ كانت محلاً للصراع لدى العرب، فإسرائيل دولة منظمة وثقافية وعلى علاقة قوية جدًا بالولايات المتحدة وهي تساهم في استقرار الشرق الأوسط”.
 
إلى ذلك، نشر مركز أبحاث الأمن القوميّ دراسةً جديدةً عن العلاقات السريّة بين إسرائيل والسعوديّة، لفتت فيها إلى أنّ الإطلاع على وثائق (ويكيليكس) تؤكّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان على أنّه بين الرياض وتل أبيب جرى حوار سريّ ومتواصِل في القضية الإيرانيّة، وأنّ هذا الحوار ما زال مُستمِّرًا، على حدّ تعبيرها.
 
وأضافت إنّ الوثائق أثبتت أنّ العديد من الشركات الإسرائيليّة تقوم بمساعدة الدول الخليجيّة في الاستشارة الأمنيّة، وفي تدريب القوات الخاصّة وتزويدها بمنظوماتٍ تكنولوجيّةٍ متقدّمةٍ، علاوة على لقاءاتٍ سريّةٍ ومستمرة بين مسؤولين كبار من الطرفين.
 
كما تبينّ، زادت الدراسة، أنّ إسرائيل قامت بتليين سياسة تصدير الأسلحة إلى دول الخليج، بالإضافة إلى تخفيف معارضتها لتزويد واشنطن بالسلاح لدول الخليج، وذلك في رسالةٍ واضحةٍ لهذه الدول أنّه بالإمكان التعاون عوضًا عن التهديد، كما أنّ تل أبيب تتمتّع بحريّةٍ في بيع منتجاتها في دول الخليج، شريطة ألّا يُكتب عليها أنّها صُنّعت في الدولة العبريّة، كما أكّدت الدراسة الإسرائيليّة.
 
وشدّدّت الدراسة أنّه على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسيّة عادية بين الدولتين، إلا أنّ المصالح المشتركة بينهما، العداء لإيران، أدّت في الآونة الأخيرة إلى تقاربٍ كبيرٍ بين الرياض وتل أبيب، وعلى الرغم من أنّ السعودية تشترط التقدّم في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين لتحسين علاقاتها مع الدولة العبريّة، فإنّ هناك بونًا شاسعًا بين وجود علاقات دبلوماسيّة كاملة وبين القطيعة التامّة بين الدولتين، الأمر الذي يمنحهما الفرصة للعمل سويةً بعيدًا عن الأنظار، كما قالت الدراسة.
 
وأشارت الدراسة أيضًا إلى أنّ السعودية والدول الخليجيّة تعرف مدى قوّة إسرائيل في أمريكا ومدى تأثيرها على قرارات الكونغرس، وبالتالي فإنّ هذه الدول ترى أنّه من واجبها الحفاظ على علاقاتٍ معينّةٍ مع تل أبيب، ولكن العلاقات الطبيعيّة لم تصل حتى الآن إلى موعدها، ذلك أنّه بدون إحداث اختراق في العملية السلميّة مع الفلسطينيين، لا يُمكن التقدّم أكثر في العلاقات، مُوضحةً أنّه لا يُمكن من اليوم التنبؤ فيما إذا حدث اختراق في العملية السلميّة، وهل هذا الأمر سيقود إلى ربيعٍ سياسيٍّ بين إسرائيل والسعودية، وباقي دول الخليج، لافتةً إلى أنّ السعودية اشترطت تنفيذ طلبات الغرب بإجراء الإصلاحات وتحسين العلاقة مع إسرائيل ولعب دور إيجابيّ في المنطقة بالتقدّم على المسار الفلسطينيّ، على حدّ قولها.
 
ونوهّت الدراسة إلى أنّه بحسب الرواية السعودية ودول الخليج الأخرى، فإنّ العلاقات الدبلوماسيّة العلنية مع إسرائيل في الوقت الراهن ستكون نتائجها سلبية أكثر بكثير من إيجابياتها، ذلك أنّ دول الخليج تتمتّع الآن بالعلاقات السريّة مع إسرائيل، دون أنْ تضطر لدفع الفاتورة للرأي العام العربيّ، الذي يرفض التطبيع مع الدولة العبريّة، ذلك أنّ الرأي العام العربيّ يرفض الآن أيّ نوع من العلاقات مع إسرائيل، كما أنّ هذا الأمر ينسحب على إسرائيل، لأنّه من الأفضل لها أنْ تبقي العلاقات مع السعودية وباقي دول الخليج سريّة وغير رسميّة لأنّ هـذه الـدول الرجعيّة لا تحترم حقوق الإنسان ولا تتماشى سياستها الداخليّة مع القيم الديمقراطيّة لإسرائيل، وفقًا للدراسة.
 
وخلصت الدراسة إلى القول إنّ إيران بالنسبة للسعودية كانت وما زالت المشكلة الرئيسيّة والمفصليّة، كما أنّ قاعدة التعاون الإسرائيليّ-السعوديّ توسّعت بعد الاتفاق النوويّ مع إيران، والذي رفضته الرياض وتل أبيب، كما أكّدت.
 
endNewsMessage1
تعليقات