من أوكرانيا إلى آسيا.. الطائرات المسيّرة تهدد مستقبل البحرية الأمريكية

من أوكرانيا إلى آسيا.. الطائرات المسيّرة تهدد مستقبل البحرية الأمريكية
معرف الأخبار : 1732112

في زمن الحروب الحديثة، قد تُعيد التكنولوجيا تعريف موازين القوى التقليدية؛ فعلى غرار تحولات القرن العشرين التي شهدت نهاية هيمنة البوارج أو ظهور الردع النووي، تشهد الحروب الحالية، لا سيما الصراع الروسي–الأوكراني، لحظات مماثلة مع صعود الطائرات والمركبات البحرية المسيّرة. 

هذه الأدوات لم تغيّر فقط الحروب البرية والجوية، بل بدأت تشكل تهديدا جديا لقدرات الأساطيل التقليدية، بما في ذلك الأسطول السابع الأمريكي في المحيطين الهندي والهادئ، بحسب صحيفة "يوراسيان تايمز".

أظهرت الحرب الروسية–الأوكرانية مدى فاعلية الطائرات المسيرة والمركبات البحرية غير المأهولة (USVs وUUVs) في تعطيل الأساطيل التقليدية. 

فقد تمكنت أوكرانيا باستخدام طائرات مسيرة منخفضة التكلفة من استهداف قاذفات استراتيجية روسية وغواصات وسفن حربية، بما في ذلك غواصات من فئة كيلو، دون الحاجة لأسطول بحري ضخم.

هذا التحول يشير إلى أن السيطرة البحرية التقليدية أصبحت عرضة للتحدي من قبل أنظمة مسيّرة متطورة وصواريخ بعيدة المدى.

كيف تُغيّر المركبات البحرية غير المأهولة قواعد اللعبة

تؤكد التقنيات البحرية المسيّرة الحديثة، مثل MAGURA V5/V7 وSea Baby، فضلاً عن الطائرات البحرية المسيرة تحت الماء، قدرة القوات الصغيرة على تنفيذ عمليات فعالة ضد أساطيل أكبر.

على سبيل المثال، نجحت أوكرانيا في تدمير طائرات روسية مأهولة عبر طائرات مسيرة بحرية، كما أسقطت غواصة روسية باستخدام UUV.

هذه التطورات تحمل مضامين استراتيجية واسعة تشمل التقليل من أهمية المنصات البحرية الضخمة وحاملات الطائرات التقليدية، وأن تصبح المنصات الأصغر والأكثر قدرة على المناورة والسرعة عاملاً أساسياً، وتُستَخدم حاملات الطائرات كمنصات إطلاق للطائرات المسيّرة بدلاً من الهيمنة البحرية التقليدية.

كما يمكن للأساطيل الصغيرة فرض حصار فعال على الموانئ باستخدام مئات المركبات غير المأهولة مدعومة بمراقبة عالية التقنية من مسافات بعيدة.

باختصار، المعركة البحرية المستقبلية لن تعتمد على الحجم، بل على التكنولوجيا والقدرة على المناورة والاتصال الشبكي.

يضم الأسطول السابع الأمريكي، الأكبر في خطوط البحرية الأمريكية الأمامية، ما بين 50 و70 سفينة وغواصة، و150 طائرة، ويعمل في مساحة تزيد على 124 مليون كيلومتر مربع تشمل بحر الصين الجنوبي والخليج وشرق آسيا. 

وعلى الرغم من قوته التقليدية، فإن الطائرات البحرية المسيّرة، والمركبات غير المأهولة، والصواريخ المضادة للسفن فرط الصوتية، تمنح الصين ميزة استراتيجية كبيرة.

ويمكن الصين، التي تطوّر صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة جوية وبحرية تحت الماء، ربط هذه المنصات بالأسلحة بعيدة المدى لتوجيه الضربات بشكل دقيق. 

ومع قدرات الإنتاج الصناعي الكبيرة، تستطيع بكين زيادة حجم وانتشار هذه التقنيات بوتيرة أسرع من الولايات المتحدة؛ ما قد يحيد الأسطول السابع الأمريكي ويضعف تفوقه في حاملات الطائرات والغواصات النووية.

في ظل هذا الواقع، يشير الخبراء إلى أن المستقبل البحري سيشهد تغييرات جذرية، وسيصبح الأسطول المتنقل، المرتبط بالتقنيات المسيرة والشبكات الاستخباراتية، هو العامل الحاسم. 

وعلى هذا الأساس، فإن الحروب البحرية في العقود المقبلة لن تكون مسألة عدد السفن أو حجمها، بل مسألة سرعة الابتكار والتكامل بين المنصات التقليدية وغير المأهولة.

endNewsMessage1
تعليقات