خبیر إیراني: إلغاء العقوبات عن تركيا خطوة لضمّ أنقرة إلى مشروع ترامب الشرق أوسطي
حذر الخبير في شؤون القوقاز، قاسم مؤمني، من أن قرار الولايات المتحدة بإلغاء العقوبات على تركيا يمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة دمج أنقرة في الأجندة الشرق أوسطية، معتبراً أن هذه الخطوة تشير إلى تشكيل «صفقة ثلاثية» بين ترامب وأردوغان تهدف لإعادة تركيا إلى موقعها كلاعب محوري متوافق مع السياسات الأمريكية والإسرائيلية
قال الخبير في قضايا القوقاز، قاسم مؤمني، إن قرار واشنطن بإلغاء العقوبات المفروضة على تركيا لا يمكن قراءته بمعزل عن التحولات الجارية في سياسة البيت الأبيض تجاه الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن «طرحاً ثلاثياً» يتبلور حالياً لإعادة أنقرة إلى دائرة النفوذ الأمريكي بشكل كامل.
وأوضح مؤمني في حديثه أن العلاقات التركية–الأمريكية تتأثر بصورة مباشرة بموقع إسرائيل في معادلة المنطقة، لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سبق أن وجه اتهاماً غير مسبوق للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالتلاعب في الانتخابات خلال لقاء عام، في رسالة أوحت بأن واشنطن قادرة على التأثير في الشرعية السياسية داخل تركيا كلما شاءت. وأضاف أن هذه الإشارات ساهمت في إعادة صياغة العلاقة بين الجانبين خلال السنوات اللاحقة.
وأشار مؤمني إلى أن أنقرة، رغم توتر علاقاتها مع تل أبيب عقب الأزمة السورية، ظلت لاعباً مركزياً في الملفات الإقليمية، من غزة وسوريا إلى روسيا وأوكرانيا وإيران وأفغانستان. وأكد أن دور تركيا المتشعّب يمنحها وزناً استراتيجياً يدفع واشنطن للسعي إلى استعادتها بالكامل إلى محور سياساتها.
ولفت إلى أن الخلافات السابقة بين البلدين، وعلى رأسها شراء منظومة «إس-400» الروسية وحرمان تركيا من مشروع «إف-35»، بدأت تأخذ منحى مختلفاً بعد استخدام إسرائيل لتلك الطائرات في هجومها الأخير على إيران، ما دفع دولاً عربية إلى إبداء رغبتها في شراء المقاتلة. وبحسب مؤمني، فإن ترامب يربط بيع «إف-35» بشروط سياسية، بينها التطبيع مع إسرائيل والانسجام مع سياسات واشنطن في سوريا وغزة وإيران.
وأضاف أن أنقرة تعيش أزمة داخلية مركّبة تتمثل في تراجع الوضع الاقتصادي، انخفاض قيمة الليرة، وتراجع شعبية أردوغان، ما يجعل الأخير أكثر استعداداً لقبول تفاهمات جديدة مع واشنطن. ووفق مؤمني، تدور حالياً محادثات سرّية بين الطرفين لإعادة تركيا إلى محور السياسة الأمريكية، بما يشمل ضبط سلوكها في سوريا، تخفيف الضغط على القوات الكردية المتحالفة مع واشنطن، وتقليص دعمها للفصائل المسلحة في الشمال السوري.
وختم مؤمني قائلاً إن بعض التحليلات تتحدث عن مشروع يمتد حتى 2026، يُتوقَّع فيه فتح سفارتي إسرائيل في دمشق وسوريا في تل أبيب، مشدداً على أن نجاح هذا السيناريو يعتمد بدرجة كبيرة على الدور التركي الذي تسعى واشنطن إلى إعادة تفعيله عبر هذا «الاصطفاف الجديد» بقيادة ترامب.