خبیر إيراني: ترامب يسعى لإعادة أميركا اللاتينية إلى «الفناء الخلفي» لواشنطن

خبیر إيراني: ترامب يسعى لإعادة أميركا اللاتينية إلى «الفناء الخلفي» لواشنطن
معرف الأخبار : 1714109

قال هادي أعلمي فريمان، الخبير الإيراني في شؤون أميركا اللاتينية، إن إدارة دونالد ترامب تتجه نحو إعادة هندسة السياسة الأميركية في نصف الكرة الغربي، عبر إحياء نهج «الفناء الخلفي» والدفع نحو تغيير النظام في فنزويلا.

أكد هادي أعلمي فريمان في تصريح لـ«إيلنا» أن جذور التوتر المتصاعد في منطقة الكاريبي تعود إلى المرحلة الأولى لرئاسة دونالد ترامب، حين تبنّى خطابًا متشددًا تجاه دول الجنوب، واصفًا أميركا اللاتينية بأنها «مصدر الفساد والجريمة والمخدرات». يستند هذا الخطاب، وفق الخبير، إلى تقليد سياسي قديم في واشنطن يقوم على اعتبار المنطقة مجال نفوذ حصري للولايات المتحدة.

وأوضح أعلمي أن الجمهوريين، بخلاف الديمقراطيين، لا يؤمنون بسياسات التعاون والتنمية، بل يميلون إلى إحياء عقيدة مونرو وإعادة المنطقة إلى وضع «الفناء الخلفي». وأضاف أن ترامب، مدفوعا بتوجهات شخصيات نافذة مثل ماركو روبيو وتيد كروز، تبنى رؤية تقوم على السيطرة التدريجية: البدء بفنزويلا ثم الانتقال إلى كولومبيا ودول أخرى، بهدف تأمين الاستثمارات النفطية وإعادة انتشار الشركات الأميركية.

وأشار إلى أنه جرى تعزيز دور القيادة الجنوبية للجيش الأميركي، التي كانت سابقا محدودة بمهام مكافحة المخدرات، لتصبح ذراعا رئيسية في التخطيط لعمليات «تغيير النظام» عبر سيناريوهات سريعة ومحدودة التكلفة، شبيهة بما حدث في غرانادا وبنما. وتشمل هذه السيناريوهات مراحل من زعزعة الاستقرار، وعمليات استخباراتية، وضربة أولية، ثم إسقاط الحكومة وتعيين سلطة موالية لواشنطن.

وبحسب أعلمي، ركزت واشنطن في البداية على دعم المعارضة، إلا أن الحكومة الفنزويلية قوّضت قدرتها بعد أحداث 2002، عبر تفكيك شبكاتها الإعلامية والسياسية. أما محاولة فرض «رئيس مؤقت» فلم تحقق أهدافها، ما دفع ترامب إلى تبني خيار الإطاحة بمادورو «بكل الوسائل الممكنة»، بما في ذلك التدخل العسكري.

وأضاف أن الخطوة الأولى في أي عملية أميركية ستكون محاولة شق صفوف الجيش الفنزويلي، الذي يرتبط عضوياً بالنظام السياسي والحركة البوليفارية. وفي حال فشل ذلك، قد تُنفذ ضربة مباشرة على قصر «ميرافلوريس»، تليها عمليات جوية وربما تدخل بري.

أما بخصوص موقف القوى الكبرى، فأكد أعلمي أن الصين تتمسك بخيار التفاوض وحماية مصالحها الاقتصادية فقط، ولا تخطط لأي تدخل عسكري. وبيّن أن الدعم الروسي سيظل محدودا في إطار التسليح والمساندة اللوجستية، دون انخراط مباشر في مواجهة مع واشنطن.

واختتم بالقول إن دول المنطقة عاجزة عن تقديم دعم فعلي لفنزويلا، في ظل أزماتها السياسية والاقتصادية، فيما يواجه المجتمع الفنزويلي انقسامًا حادًا وأزمة هجرة واسعة. لذلك، فإن قدرة كاراكاس على الصمود في حال حدوث هجوم أميركي واسع تبقى «شديدة المحدودية».

 

endNewsMessage1
تعليقات