أهداف ترامب من لقاء الجولاني في البیت الأبيض
اعتبر خبیر إيراني في الشؤون الإقليمية، أن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الحكومة السورية المؤقتة أبو محمد الجولاني يشكل جزءًا من استراتيجية غربية شاملة لإعادة ترتيب المشهد السياسي في سوريا بما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
وقال زرکر في مقابلة مع وكالة «إيلنا» إن سوريا تحولت إلى ميدان لصراع القوى الكبرى، حيث يتم استخدام الشخصيات المحلية كأدوات لتحقيق أهداف استراتيجية أوسع.
وأشار الخبير زرکر إلى أن الجولاني، الذي كان سابقًا على قوائم الإرهاب وتم اعتقاله من قبل القوات الأمريكية، أصبح اليوم ورقة سياسية مدعومة من واشنطن وأنقرة وعدد من الدول الغربية. هذا الأمر يؤكد أن الهدف هو تثبيت النفوذ الغربي في دمشق، وتحويل سوريا إلى دولة قوية لكنها تابعة للغرب، تكون قادرة على السيطرة على كامل أراضيها وضمان مصالح إسرائيل والأمن الإقليمي المطلوب.
وأضاف زرکر أن استقرار سوريا سيساهم في تحويل الحدود مع إسرائيل إلى منطقة آمنة تحت السيطرة الغربية، وقد يمهد الطريق لدمشق للانضمام إلى اتفاقيات تطبيع مثل اتفاقيات أبراهام. كما أن إعادة الهيكلة السياسية والاقتصادية من شأنها أن تجعل البلاد جاهزة للاستثمار الغربي والعربي، ودمجها تدريجيًا في المنظومة الاقتصادية والسياسية والعسكرية للغرب.
وأوضح الخبير أن الهدف الأمريكي يشمل أيضًا إحكام السيطرة على العراق، مما يجعل سوريا والعراق محور نفوذ غربي متكامل من شمال شرق البحر المتوسط إلى الحدود الإيرانية. ومع ذلك، أشار زرکر إلى أن هذه التحركات قد لا تعود بالنفع على معظم السوريين بسبب التنوع العرقي والطائفي في البلاد، حيث لكل مجموعة نفوذ خارجي وداعم مختلف، مما يُصعِب الحديث عن مصالح وطنية موحدة.
أما بالنسبة للدور الأوروبي، فقد أوضح زرکر أنه يركز على المصالح الاقتصادية، حيث يسعى الأوروبيون للاستفادة من فرص إعادة الإعمار وتطوير التجارة بمجرد تحقيق استقرار نسبي، بينما تتولى الولايات المتحدة الدور الأمني والاستراتيجي لضمان البيئة المناسبة للاستثمار.
في الختام، اعتبر الخبير أن لقاء ترامب بالجولاني يعكس رؤية غربية لإعادة هندسة سوريا سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، بحيث تصبح دولة مستقرة ظاهريًا، لكنها مندمجة تمامًا في المنظومة الغربية، وتخدم مصالح أمريكا وإسرائيل في شرق المتوسط