الشیخ نعیم قاسم: جاهزون للدفاع ولن نسمح للعدو بالمرور واحتمال الحرب مع إسرائیل قائم

الشیخ نعیم قاسم: جاهزون للدفاع ولن نسمح للعدو بالمرور واحتمال الحرب مع إسرائیل قائم
معرف الأخبار : 1705517

كد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة مع قناة المنار، أن حزب الله مشروع استراتيجي يعمل برؤية واضحة لمعالجة قضايا المواطنين والتعامل مع التحديات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية وكذلك مواجهة العدوان واغتصاب الأرض. وذكر أن الحزب يتخذ مواقف ثابتة لحماية الحقوق والقضايا الأساسية.

وقال الشيخ قاسم إن المقاومة لدى حزب الله ليست مجرد خيار عسكري أو مكسب تكتيكي يمكن التخلي عنه، بل منهج حياة لا ينفصل عن جوهر الحركة: «لا نُملّ، ومسيرة الحزب قوية وصلبة، ولن نستسلم، بل نواصل الدفاع والصمود». وأضاف أن جميع أبنائه يتحلون بروح الاستشهاد، من المقاتلين إلى العائلات التي ضحت، وأن صفة «الاستشهادي» تعبر عن القدرة على مجابهة الصعاب والتضحية في سبيل الهدف.

وأكد أنه يشعر بالاطمئنان لقيادة الحزب التي تتخذ القرارات ضمن إطار مؤسساتي تشاركي يشمل الشورى والمقاتلين والشعب، وأنه ليس وحيداً في القيادة بل جزء من شبكة قيادية جماعية متكاملة. وبيّن أنه رفض مغادرة لبنان أو التوجه إلى إيران أثناء الحرب لأسباب أخلاقية وميدانية، لأن قيادة المعركة تتطلب وجود القائد بين رفاقه في الميدان.

وأوضح أن إدارة معركة «أولي البأس» حصلت بقيادة جماعية تضم الأمين العام وقيادات الحزب ومجلس الشورى وبمتابعة المقاتلين والعاملين في الميدان، مشيراً إلى دعم السيد علي خامنئي لمختلف احتياجات المقاومة، لكنه شدد على أن القرار والعمل في المعركة كانا لبنانيين بالكامل. ونفى الروايات التي تروّج لقيادة خارجية إيرانية، مؤكداً أن كل إنجازات «أولي البأس» نتجت عن العمل الجماعي والتنسيق الداخلي للحزب.

تطرّق إلى استهداف منزل رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً إنه جاء بناءً على عمل استخباري دقيق وقرار سياسي واضح، وأنه يُعد إنجازًا استخبارياً وعملياً، مثلما جرى في استهداف تل أبيب بصواريخ المقاومة. وأشاد بالانضباط العالي للقيادة العسكرية أثناء العمليات، مضيفاً أن استمرار العمليات كان ممكنًا لو استمرت المواجهة.

وبشأن الرد على اغتيال السيد حسن نصر الله، أشار إلى أن المقاومة قامت بما أمكن وفقاً للواجب والقدرات المتاحة في ذلك الوقت. واعتبر أن معركة «أولي البأس» تمثّل نقلة نوعية على مستوى الأساليب والقيادة وتفاعل الجمهور، وأن فائض القوة المتراكم منذ 2006 حتى 2023 شكّل أساسًا للردع أمام الاحتلال. كما نوّه إلى تطور التكتيكات وأدوات الصراع مع الحفاظ على فائض قوة قادر على مواجهة التحديات، مؤكداً أن قرار الإسناد خلال المعركة كان موفقًا ولن يُغيّر إذا أعيدت الظروف.

وصف المجاهدين بأنهم قدموا نموذجاً أسطورياً في التضحية والثبات، وأنهم أوقفوا تقدّم أكثر من 75 ألف جندي إسرائيلي، مؤكداً أن شهادة السيد نصر الله أعطت زخماً إضافياً للمجاهدين. وأكد أن قوة «الرضوان» جزء لا يتجزأ من منظومة المقاومة واستمرت في أداء دورها رغم الخسائر.

وأشار إلى أن الحشود المليونية في تشييع القادة الشهداء وأنشطة الكشافة تعكس إرادة المجتمع وصناعة مستقبل المقاومة، موضحاً أن استمرار المقاومة يقوم على الإيمان والإرادة وأن العناصر التنظيمية تكمل هذا الأساس. وجّه كلمة للمجاهدين قال فيها إنه جزء منهم ويتمنى التواجد على خط المواجهة إلى جانبهم.

شدّد الشيخ قاسم على أن الشعب هو الأساس في معركة المقاومة، وأن أبناء المجتمع المقاوم هم الذين يقوون المسيرة. وأكد أن حزب الله لا يبادِر إلى الحرب بل يتبنّى الدفاع المشروع ضد عدو يسعى لإبادة الشعب واحتلال الأرض، وأن خيار المقاومة حتمي للدفاع عن الكرامة والمستقبل.

وعن العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وصفها بأنها متينة واستراتيجية، وأن التنسيق بين الطرفين كان على أعلى المستويات، لا سيما أثناء العدوان، مع تبادل مستمر للمشاورات حول تطورات الميدان. وأكد استمرار التنسيق بعد سنة على الاتفاق الأخير وأن التوافق بينهما قوي.

جدد التأكيد أن المقاومة قرار لا رجعة فيه وأن هدفها الدفاع لا المبادرة بالحرب: «لا قرار لدينا ببدء قتال، لكن إذا فُرضت علينا معركة فسنجاهد حتى آخر رمق ولن نسمح للكيان الإسرائيلي أن يمر». وأوضح أن الحزب يلتزم بالاتفاقات مع الدولة اللبنانية وأنه سلَّم الأمانة للدولة بعد الاتفاق، معتبراً أن الدولة اليوم مسؤولة عن حماية السيادة ومنع العدوان. ودعا الدولة لتحمّل مسؤولياتها الوطنية والتحرك، وقال إن التزام الحزب بالاتفاق يعكس جدواه.

وأشار إلى أن الردع المتوفر قد لا يمنع اندلاع حرب لكنه يمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها، محذراً من أن أي حرب كبيرة لن تفضي لنتائج. ولفت إلى أن احتمال اندلاع حرب وارد لكنه مرتبط بتقييمات ميدانية، داعياً قادة الاحتلال للالتزام بالاتفاق لأن تطبيقه يصبّ في مصلحة جميع الأطراف.

في ما يتعلق بقطاع غزة، أكد أن إسرائيل لم تحقق أهدافها واضطرت للتراجع بعد عامين، مجدداً القول إن الكيان غير قادر على تحقيق أهدافه في لبنان. وأختتم بالتأكيد على استمرار التحقيقات في القضايا المختلفة والإعلان عن تفاصيلها عند الانتهاء منها، مع التشديد على أن العمل والمقاومة ستستمران بغضّ النظر عن التحديات، متمنياً توسيع الإمكانات وفتح السبل أمام المقاومة الوطنية.

 

 

endNewsMessage1
تعليقات